نظمت رئيسة المركز اللبناني للتعليم المختص "CLES" ​كارمن شاهين دبانة​، لقاء تربوياً حول الصعوبات التعليمية المحدّدة في فندق مونرو في ​بيروت​، حضره حوالى 250 شخصاً من الأهالي المهتمين بالمعرفة أكثر عن الصعوبات التعلمية المحددة أو الذين يعاني أحد أطفالهم من هذه الصعوبات.

وأفادت دبانة في الكلمة الافتتاحية التي ألقتها، أن هذا اللقاء أتى بعد حملات التوعية الناجحة التي قام بها "كليس" لمناسبة يوم الصعوبات التعلمية المحدّدة (DYS) في العاشر من تشرين الاول الماضي، وبعد الحلقة التلفزيونية الخاصة بال (DYS) على قناة MTV بعنوان "شو بني ماما؟". وقالت: "انهالت بعدها الاتصالات التي وصلت الى 1200 إتصال، على مراكز كليس السبعة المنتشرة في المحافظات اللبنانية كافة، من أمهات وآباء يريدون استشارة تربوية لأطفالهم الذين يشكّون بأنهم يعانون من هذه الصعوبات ولا يعرفون من أين يبدأون أو الذين تعبوا من التشخيص الخاطئ وعدم الحصول على نتيجة". وتابعت: "لم يتمكن فريق العمل الكبير في "كليس" من إعطاء مواعيد لهذا الكمّ الهائل من الأهالي لتشخيص حالة أطفالهم مع المتخصّصين في "كليس"، وعلى أي حال لا يمكن لمؤسسة أن تتابع هذا العدد الكبير دفعة واحدة إضافة لما لديها من أطفال تتابعهم في السابق. لقد استطعنا حتى الآن التواصل مع 400 عائلة، فيما أنهينا تشخيص 200 حالة وأكملنا التقييم الشامل لهم، وذلك طبعاً بشكل مجانيّ". لذا كان لا بدّ من لقاء موسّع للأهالي هو بمثابة لقاء استشاري توضيحي للأسئلة التي تجول في خواطرهم، لتتّضح الصورة أمامهم، وبالتالي لمساعدة طفلهم على وضعه على الطريق الصحيح لتخطي هذه الصعوبات التي يعاني منها 10 في المئة من التلاميذ، وهو رقم كبير جداً. فهذا اللقاء هو الأول من نوعه الذي يتسمع به مركزاً متخصصاً للأهل ويناقشهم، وهو أتى ليثبت اهتمام "كليس" على الارض بهؤلاء الأطفال، وكي لا يعتقد أهاليهم أنهم وحدهم. فكل هؤلاء سيأتي دورهم فيما بعد للتشخيص والمتابعة، لكن ليس في القريب العاجل.

بعد كلمة دبانة، عرضت مسرحية "شو بني ماما" التوعوية من إخراج كارلوس شاهين (تجول على الأراضي اللبنانية منذ 5 سنوات)، والتي تتناول أربع صعوبات تعلٌّمية محدَّدة هي عسر الكلام (Dysphasie) وعسر تنسيق الحركات (Dyspraxie) وعسر القراءة (Dyslexie) والنقص في الانتباه والحركة المفرطة ( (Déficit de l’attention et hyperactivité.

واستمع المتخصصون الى الأسئلة والشكاوى حول الصعوبات التعلمية المحددة ومكنوناتها وكيفية التعامل معها، التي وجّهها الاهالي اليهم. وأجابوا على الأسئلة التي تمحورت حول علاقة الافراط بالنشاط بالتركيز والتحليل والذاكرة والمنطق، وحول الكتابة بالاحرف المعكوسة، وصعوبات النطق والتأتأة والتلعثم، وما يدخل بين هذه الصعوبات من تفاصيل ومشكلات يدركها حتماً الأم والأب ولا يجدون لها حلاً.