في الإنتخابات البلدية السابقة عام 2016، قاد وزير الدولة لشؤون التخطيط ​ميشال فرعون​ بدعم من رئيس ​تيار المستقبل​ ​سعد الحريري​ ورئيس ​تكتل التغيير والإصلاح​ العماد ​ميشال عون​ وقتذاك ورئيس حزب ​القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​، مفاوضات جمع الأفرقاء السياسيين في لائحة بلدية واحدة أطلق عليها فيما بعد إسم "لائحة البيارتة". يومها كان الهدف من هذه الخطوة، ترجمة أجواء التفاهم التي كانت سائدة بفعل تفاهم معراب وتقارب الرابية وبيت الوسط، في صناديق الإقتراع. اليوم، وقبل أشهر من ​الإنتخابات النيابية​ المنتظرة في السادس من أيار المقبل، يحاول فرعون تكرار محاولته، في دائرة بيروت الأولى (الأشرفية–الصيفي–الرميل–المدوّر) التي تضمّ 8 مقاعد، ولكن لأسباب تختلف عن تلك التي رافقت خطوته في الإستحقاق البلدي. وعن هذه الأسباب، يقول مصدر متابع إنه يمكن إختصارها بعبارة "الجميع محرج". وفي شرح مفصّل لهذا الإحراج، تفيد المعلومات إن فرعون صاحب المبادرة، هو من أكثر المحرجين إنتخابياً، كونه محسوب على تيار المستقبل والقوات اللبنانية وعلاقته جيدة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبالتالي، مع من يمكنه أن يتحالف إذا لم يجتمع الجميع في لائحة واحدة، هل يترشح على لائحة القوات ضد لائحة ​التيار الوطني الحر​ وتيار المستقبل و​حزب الطاشناق​؟، هل يتخلى عن حلفه السياسي مع معراب، وينضم الى لائحة التيار والمستقبل والطاشناق وعندها يحشر القوات في زاوية عدم القدرة على تأمين الحاصل الإنتخابي؟، أم يترشح بمفرده متحالفاً مع مستقلين وعندها يصبح من الأمور غير المحسومة تأمينه الحاصل الإنتخابي ودخوله المنافسة؟.

بين المحرجين أيضاً إنتخابياً في هذه الدائرة هو تيار المستقبل، الذي يعمل على تحالف مع التيار الوطني الحر في كل الدوائر لا فقط في بيروت الأولى، وفي الوقت عينه هو على تحالف تاريخي مع فرعون منذ أيام رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وهو في الوقت عينه يرفض بشكل قاطع أن يتخلى عن كل تمثيله النيابي في بيروت الأولى لمصلحة الأحزاب والشخصيات المسيحية لأن الدائرة وإن كانت مسيحية الهوى، تضم كتلة سُنيّة ناخبة تزيد عن 6 آلاف صوت وفيها نسبة مرتفعة لتيار المستقبل.

على أي حال، يحاول فرعون جمع التيار والقوات والمستقبل والطاشناق وحتى ​حزب الكتائب​ إذا أمكن في لائحة يسعى أن يكون عرّابها، لكن حظوظ محاولته هذه ليست بالمرتفعة جداً، وذلك نظراً الى أسباب عدة ابرزها بحسب خبير إنتخابي، الخلافات السياسية القائمة بين الأفرقاء منذ أزمة إستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، والتي تجعل أي تحالف بين القوات والمستقبل أو بين التيار والقوات من الأمور الصعبة، هذا بالإضافة الى الحسابات الإنتخابية التي قام بها كل فريق على حدة، والتي تقول إن من مصلحته الإنتخابية إذا كان قادراً على تأمين الحاصل الإنتخابي بمفرده، عدم عقد تحالفات، وإذا كان يريد التحالف مع فريق آخر، ألا يكون هذا الفريق من داخل الطائفة عينها التي ينتمي اليها الفريق الأول، كي يحقق هذا الحلف النتيجة التجييرية المرجوة.

إذاً يبحث فرعون في زواريب الأشرفية والصيفي والرميل والمدوّر عن التوافق وسط حقل مزروع بالألغام السياسية، وخلال فترة زمنية قصيرة لا ترفع حظوظ نجاح مبادرته، فهل يرفع الراية البيضاء قريباً حاسماً مع أي لائحة سيكون؟.