أكّد وزير الشؤون الإجتماعية ​بيار بو عاصي​، في كلمة له خلال زيارته مركز "دارنا" في ​فرن الشباك​، وهو ناد ومطعم للمسنين تابع لـ"​كاريتاس​ ​لبنان​"، في إطار دعم الوزارة للجمعيات المتعاقدة معها من خلال توزيع هبة "الرز" الصينية، "وقوفه إلى جانب كلّ مسنّ، انطلاقاً من مسؤوليّاته السياسية والإنسانية"، مشيراً إلى أنّ "لديه آلاف الأمهات والأباء"، لافتاً إلى أنّ "هناك شريحة من الطبقة السياسية اختارت مهاجمة الجمعيات عندما أفلست ولم يعد لديها ما تعلق عليه. وهذا يذكرني بمن كان يطلق النار خلال الحرب على ​الصليب الأحمر​".

وتوجّه بو عاصي إلى "كلّ من يشكّك بالجمعيات المتعاقدة مع الوزارة"، قائلًا: "​المسيح​ قال لتلامذة يوحنا "تعالوا وانظروا"، لذا أقول لكم تعالوا انظروا إلى "كاريتاس" والجمعيات المماثلة كـ:"مريم ومرتا"، "سيزوبيل"، "أم النور" والجمعيات الاخرى المتعاقدة مع الوزارة، فهي تملأ مكامن الفراغ الّذي عجزت عن سدّه السياسة وتقف إلى جانب الضعيف الّذي قصّرت الدولة في حقّه".

ورأى أنّ "كلّ واحد من هذا الجيل يطمح لأن يشبه المسنين الّذين عاشوا أصعب المراحل ورغم كلّ الظروف استطاعوا تربية أطفالهم"، منوّهاً إلى "أنّني ابن بلدة العبادية وترعرعت في فرن الشباك، لذا أنا ابن هذه المنطقة، ابن لبنان، ابن الإنسانية. أدرك الصعوبات الّتي مررتم بها وهي نفسها الّتي عاشها أهلي، خصوصاً في ​الحرب اللبنانية​. فقد استطعتم تربية أطفالكم في أصعب الظروف وعلى خطوط التماس، وتعرّضتم وعائلاتكم للخطر، ولكن رغم كلّ هذا نجحتم في تربيتهم لنصل إلى ما نحن عليه اليوم"، مركّزاً على أنّ "لولا إرادة الأهل لما نجح الأبناء، فأنتم ثابرتم بتصميم وإرادة وجرأة وغلبتم منطق الحياة على الموت، والفرح على الخطر، ممّا جنّب العائلة التفكّك".

وشدّد بو عاصي، على أنّه "لا يمكن التخلّي عن هذا الجيل الّذي تعب وسهر، ولا غضّ النظر عن احتياجاته وإلّا نكون بلا أصل. أنتم الأصل ونحن أولاد أصل، لذا من واجبنا وواجبي كوزير وإنسان أن اقف إلى جانبكم وأنظر إلى احتياجاتكم بفرح واحترام وإنسانية وإخلاص وعرفان جميل"، مشيراً إلى أنّ ""كاريتاس" أعطت الكثير وهي تقف إلى جانب من يحتاجها منذ عشرات السنين. وهذا دليل على أنّنا في مجتمع حي وقادر، لم ولن تقوى عليه أبواب الجحيم".