كشفت مصادر في حزب "الكتائب" لصحيفة "الأخبار" أن "أسماء المرشحين في دائرة ​كسروان​ ــ جبيل قد تُحسم في الأسبوع المقبل".

ويقول عددٌ من المطلعين على ما يجري في البيت المركزي الكتائبي إنّ "الخيار في كسروان ــ الفتوح مُعقد أكثر من بقية الدوائر. نتائج المشورة الداخلية أعطت أفضلية لمسؤول إقليم كسرون ــ الفتوح السابق شاكر سلامة على حساب نائب رئيس "​حزب الكتائب​"، الوزير السابق ​سليم الصايغ​، ولكن حتّى الآن، لا يزال رئيس الحزب النائب ​سامي الجميل​ مُحتاراً في هذا الخصوص، ولا سيّما أنّ لكل من الشخصيتين نقاط قوة، تُميزهما عن بعضهما. فالصايغ هو أحد وجوه الكتائب الإعلامية، مُسيّس وقادر على تسويق مواقف الحزب بشكل جيّد.

وشرحت المصادر أنّه إذا كانت اللائحة بحاجة إلى مُرشح من بلدات الفتوح، تكون الأفضلية لمصلحة الصايغ. أما إذا أُريد أن يكون المُرشح من كسروان، فيُختار سلامة. لكن، لا يبدو هذا الشرط منطقياً. فأولاً، لا يستطيع الصايغ تغطية بلدات الفتوح، لأنّه على الهوية لا يزال ابن بيروت، ولأنّه يُنافس مُرشحين أقوياء كالنائب جيلبيرت زوين والنائب السابق منصور البون. وثانياً، لأنّ "الكتائب" يجب أن يحسم من هو مُرشحه، قبل الانتقال إلى مرحلة بحث التحالفات الانتخابية، التي تُمثل بحدّ ذاتها مُعضلة كتائبية. فالنقاش القديم ــ الجديد بين أروقة الصيفي، يدور حول فكرتين. الأولى، أنّه يجب أن نخوض معركة التغيير الحقيقي في البلد، من خلال التحالف مع أفرقاء يُشبهوننا، في الرؤية والمبادئ.

أنصار هذا الطرح هم الفريق المُقرّب من رئيس الكتائب، والجميل نفسه. أما الفكرة الثانية، فقائمة على عقد تحالفات بناءً على المصلحة الانتخابية، والبحث عن قوى وشخصيات قريبة من خياراتنا، من دون أن تتبنى بالضرورة مواقفنا السياسية. أكثر من يُروج لهذا الطرح هم نواب "الكتائب"، الباحثين عن ضمانة للحفاظ على مقاعدهم النيابية.

انطلاقاً من هذين الطرحين، تبدي "الكتائب" في كسروان ــ الفتوح انفتاحها على جميع الأفرقاء من دون أن تكون قد حدّدت موقعها. فهناك قنوات مفتوحة مع النائب السابق فريد هيكل الخازن، الذي تجمعه بـ"الكتائب" معارضة العهد الرئاسي، ولكن يُفرقهما الموقف من حزب الله والدولة السورية. رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام يُحاول العمل على خطين متساويين، فهو بموازاة تواصله مع التيار الوطني الحر، يُفاوضنا أيضاً للانضمام إلى اللائحة، إذا لم يتفق مع العونيين. مُشكلته، كما تقول المصادر الكتائبية، أنّه "لا يريد أن يظهر كخصمٍ للعهد. ولا يملك برنامجاً أو هدفاً واضحاً، بل يبحث عن مصلحته للفوز بالمقعد النيابي. الوحيد المحسوم التحالف معه هو النائب السابق فارس سعيد في جبيل، وقد ينضم إلى اللائحة حزب الوطنيين الأحرار، والصحافي نوفل ضو كمُستقل.