افتتح بطريرك أنطاكية وسائر المشرق ​يوسف العبسي​، في الخامس من الشهر الجاري، أعمال سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، في المقر البطريركي في الربوة، بمشاركة أعضاء المجمع المقدس.وتوقف العبسي عند أبرز الصعوبات التي واجهته حتى الآن في إدارة الكنيسة، معلنا الإجراءات التي باشر باتخاذها "من أجل الاهتمام بالإكليريكيين كما بالشأن المالي والاقتصادي للبطريركية". وقد ركز على رغبته المتمثلة ب"لم الشمل وزرع الألفة بين المؤمنين، والتي ترجمت بانتخاب مجلس أعلى لكنيستنا الملكية في لبنان، بجو هادئ يخدم مصلحة الكنيسة". هذا وتطرق إلى الوضع الراهن في دمشق وسائر الأبرشيات السورية، مؤكدا أن "كل الكنائس تعمل ما بوسعها لتخفيف المأساة عن أبنائها".

وجاء في البيان ان "أهم المواضيع التي تناولها المجمع" كانت التالية:

1- المؤتمر العالمي لشبيبة الروم الملكيين الكاثوليك في زحلة: توقف الآباء عند أعمال هذا المؤتمر الذي ضم شبيبة من أبرشيات مختلفة حول العالم، وثمنوا الجهود التي بذلت من أجل إنجاح هذا المؤتمر، كما أثنوا على ضرورة تكراره بشكل منتظم، مؤكدين على دور الشبيبة النابض في حياة الكنيسة، وأهميته في استمرار روح ​المسيح​ الحي في عالم اليوم. وقد تبنوا مجموعة توصيات صادرة عن المؤتمر المذكور، أهمها لجهة تأسيس لجنة بطريركية تعنى بأوضاع الشبيبة ومرافقتهم وتنشئتهم، مع الإصغاء لمشاكلهم وهمومهم وذلك لدعمهم روحيا ونفسيا، كما تفعيل مشاركتهم في حياة الكنيسة تعزيزا لخدمة البشارة.

2- دراسة واقع الأبرشيات: توقف الآباء مطولا عند دراسة أعدت حول واقع الأبرشيات المتواجدة في بلاد ​الاغتراب​، وتباحثوا في كيفية العمل على خدمة أبناء كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك المتواجدين في المهاجر بطريقة أفضل، كما في السبل الآيلة إلى تفعيل إنتمائهم إلى كنيستهم، مع ضرورة تهيئة كهنة أكفاء لخدمة الأبرشيات والرعايا هناك. وقرروا تخصيص يوم كامل في ​الدورة​ القادمة للسينودس لتعميق دراسة واقع هذه الأبرشيات.

3- الوضع ​الأمن​ي في منطقة ​الشرق الأوسط​ عموما: أبدى الآباء قلقهم حيال ما يحصل في ​سوريا​ منذ سنوات من جراء الحرب التي لا تجد لها نهاية، وقد خلفت الدمار وساهمت في هجرة أبناء البلاد وتردي حالتهم على أكثر من صعيد، كما ركزوا على ظاهرة العنف المتمثل بالقصف العشوائي الذي ابتدأ يطال المراكز الروحية من بطريركيات وأديار وكنائس ضمن الأحياء السكنية في دمشق وغيرها من المدن، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل الجدي لاستعادة الأمن والسلام والازدهار في المنطقة ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لإعادة النازحين والمهجرين إلى بلادهم.

4- الوضع المتردي في الضفة الغربية: لحظ الآباء خطورة ما يجري من قهر وتعد على حقوق المواطنين فيها، مطالبين أصحاب الشأن بإيجاد السبل المثلى لوقف مأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من القتل والتشرد والترهيب والتدمير والموت.

5- الوضع في مصر: وجه الآباء تحياتهم الحارة إلى أبنائهم في مصر الذين يعيشون شهادة مسيحية يومية صادقة والذين استقبلوا بمحبة وعناية واحتضنوا ​النازحين السوريين​، مبدين ارتياحهم للإجراءات التي يتخذها رئيس البلاد والمسؤولون لتوفير الأمن للجميع.

6- الوضع في لبنان: شكر الآباء الله على أن الحالة الأمنية مستقرة رغم بعض الثغرات التي لا يلبث أن يسارع المسؤولون إلى معالجتها بروح المسؤولية حفاظا على الوحدة الداخلية في البلد وعلى تثبيت حالة الاستقرار. ورأى الآباء أنه لا بد من توجيه نداء إلى أبنائهم المؤمنين في كل أنحاء لبنان، المقبلين على انتخابات نيابية بعد أشهر قليلة، ليكونوا على قدر المسؤولية في اختيار ممثليهم في الندوة البرلمانية ويحكموا ضمائرهم في هذا الاختيار حتى يأتي مثمرا وناجعا لما فيه مصلحتهم ومصلحة بلدهم.

7- الوضع الاقتصادي: مترد في غالبية دول المنطقة ويثقل على كاهل الناس ويجعلهم يرزحون تحت عبء تأمين معيشتهم، وقد طالب الآباء المسؤولين في البلاد كافة، وناشدوا أصحاب الضمائر النيرة أينما وجدوا، للعمل على رفع الظلم الاجتماعي وتحقيق العدالة، صونا للإنسانية وحفاظا على الكرامات. وفي هذا الإطار، شددوا على ضرورة أن تعمد الإدارات المعنية في الدولة اللبنانية لمؤازرة المدارس الخاصة في تخطي مشاكلها الناجمة عن زيادة الرواتب جراء إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وهكذا يقف الجميع جنبا إلى جنب تخفيفا لوطأة الأزمة.

8- تقرير إكليريكية القديسة حنة في الربوة: أكد الآباء بعد درسه على ضرورة البحث عن الدعوات الكهنوتية والاهتمام بها من أجل خير كنيستنا ومستقبلها، ووضعوا بعض التوصيات بخصوص تنشئة الإكلريكيين، وتطويرها مع مستجدات العصر، وقد انتخبوا لجنة سينودسية للاهتمام بالإكليريكية قوامها السادة الأساقفة ميخائيل أبرص، الياس رحال ونقولا أنتيبا.

9- جرت إنتخابات لرؤساء اللجان ​السينودس​ية، في ولاية جديدة ممتدة لثلاث سنوات، على أن يعمل الرئيس المنتخب على تعيين من يراه مناسبا لتكوين اللجنة، وقد أتت النتائج كالتالي: اللجنة الليتورجية: البطريرك يوسف الأول، اللجنة الرعوية: المطران يوحنا (عصام) درويش، اللجنة اللاهوتية والمسكونية: المطران كيرلس (سليم) بسترس، اللجنة القانونية: المطران إيلي بشارة حداد، اللجنة المالية: المطران جورج بقعوني.

10- انتخب الآباء رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة المطران جورج بقعوني، للمشاركة في سينودس الشبيبة في روما في تشرين الأول المقبل.

11- تباحث الآباء في شؤون ليترجية وقانونية، وإدارية ومالية متعددة.

12- جرى انتخاب أعضاء السينودس الدائم وهم: المطران يوحنا جنبرت، المطران يوحنا (عصام) درويش، المطران جاورجيوس حداد، المطران جورج بقعوني. وانتخبوا ردفاء لهم وهم: المطران جورج بكر، المطران ياسر العياش، المطران نيقولا أنتيبا، المطران جاورجيوس (إدوار) ضاهر. كما أجروا انتخابات لملء الأبرشيات والنيابات البطريركية: المطران نيقولا أنتيبا، متروبوليت بصرى وحوران وجبل العرب سابقا، نائبا بطريركيا في دمشق والمطران ياسر عياش، رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر ​الأردن​ سابقا، نائبا بطريركيا في ​القدس​.

13- وقرر الآباء عقد السينودس القادم من الخامس إلى العاشر من شهر تشرين الثاني 2018، في المقر البطريركي في الربوة، رافعين الصلاة من أجل أن يؤازرهم الروح القدس في خدمة إخوتهم أبناء الكنيسة الملكية، وداعين الجميع إلى التآخي والتعاضد وعيش الوحدة والمحبة من أجل شهادة أفضل. وبمناسبة حلول الصوم الأربعيني المقدس، تمنى الآباء أن يكون هذا الزمن زمن مصالحة مع الذات والآخرين، وعودة حقيقية إلى ينبوع الحب والفرح تمهيدا للمشاركة في مجد القيامة".