اعتبر الوزير السابق ​كريم بقرادوني​ أن اقدام ​سوريا​ على اسقاط ​طائرة​ الـF16 ال​اسرائيل​ية بمثابة رسالة واضحة عن استعداد الرئيس السوري ​بشار الأسد​ لأي مواجهة مباشرة مع ​تل أبيب​، لافتا الى ان الأخيرة "لمست قدرات سورية عسكرية مرتبطة بالدفاعات الجوية لم تكن تتوقعها، وهي اليوم تعي تماما ان اي عدوان على سوريا او على ​لبنان​ سيعني تلقائيا العدوان على محور المقاومة بأكمله الذي سيفتح 4 جبهات عليها".

وأشار بقرادوني في حديث لـ"النشرة" الى أن "اسرائيل تسعى اليوم قدر الامكان لتهدئة الأوضاع لتحاشي اندلاع صراع مفتوح ستدفع ثمنه غاليا جدا هذه المرة"، موضحا ان "​الولايات المتحدة​ الاميركيّة دخلت على الخط أيضا لامتصاص المستجدات الاخيرة ومنع نشوب حرب جديدة في المنطقة".

ضغوطات أميركية

وردا على سؤال، لفت بقرادوني الى ان زيارات المسؤولين الاميركيين الى لبنان وبخاصة وزير الخارجية ​ريكس تيلرسون​ ومساعده ​ديفيد ساترفيلد​، هدفها الاساسي التأكيد على ان ​اميركا​ ستكون الى جانب اسرائيل في اي حرب مقبلة سواء مع سوريا او ​حزب الله​، متحدثا عن ضغوطات تمارس في هذا المجال لمنع استخدام السكود السوري وصواريخ حزب الله بوجه تل أبيب.

واعتبر بقرادوني ان خلفيات زيارة مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب والجرائم المالية مارشال بيلينغسليا الى لبنان تختلف تماما عن خلفيات زيارات تيلرسون وساترفيلد، لافتا الى ان بيلينغسليا ركّز على الموضوع المالي وملف العقوبات على حزب الله والحصار الاقتصادي المفروض على سوريا.

اسرائيل مأزومة

وتحدث بقرادوني عن أن حادثة اسقاط الطائرة الاسرائيلية في سوريا أظهرت "تطورا نوعيا في المضادات السورية"، لافتا الى انّه "في العام 1980 لم تتمكن المضادات التي كانت تمتلكها سوريا في عهد الرييس الراحل حافظ الأسد من اسقاط أي طائرة اسرائيلية في المواجهة مع تل أبيب، أما اصابة ​الطائرات الاسرائيلية​ اليوم فلها رمزيّة كبيرة وستؤثر تلقائيا على الداخل الاسرائيلي الذي كان لا يزال يعتقد ان طائراته لا تُمس، وقد أثبتت لهم الحادثة الاخيرة أنّها باتت في مرمى سوريا وحزب الله على حد سواء وبالتالي بعد فشل مشاتهم في حرب تموز، ها هو طيرانهم يفشل أيضا".

واستبعد بقرادوني تماما أن تشن اسرائيل عدوانا على سوريا ولبنان معتبرا انّها حاليا مأزومة فالرد العسكري له ثمن تماما كما السكوت عن اسقاط طائرتها. واضاف: "أما في ما يتعلق بالداخل اللبناني، فطالما لا حرب اسرائيلية، فذلك يعني ان ​الانتخابات​ حاصلة في موعدها في شهر أيار المقبل خاصة وأن ​الرئيس ميشال عون​ مصمّم تماما على حصول الاستحقاق النيابي في موعده، بعدما كان أشد المعارضين لتمديد ولاية المجلس لـ3 مرات متتالية".