اعتبر وزير الدولة لشؤون التخطيط ​ميشال فرعون​ ان "اغتيال رئيس ​الحكومة​ الراحل ​رفيق الحريري​ هو جزء من أزمة إقليمية مرت بمحطات عدة في ​لبنان​ وصولا الى ​إتفاق الدوحة​ ثم الانقلاب عليه في ظل غياب الاستثمارات منذ سنوات، غير ان التوقيع على اتفاق ​النفط والغاز​ أعاد الأمل، بشرط ان نحسن إدارة هذا الملف بشكل جيد، خصوصا ان هذا الملف هو دقيق للغاية وان إدارته بدأت بشكل مقبول".

وأشار فرعون الى أن "​14 آذار​ ليست من الماضي بل هي جزء من المشهد السياسي العام من دون ان نخفف من انجاز ووجود ​المحكمة الدولية​. فثوابت 14 آذار ما زالت موجودة وهي تتفاعل مع الجو العام وهي ثوابت وطنية".

واعتبر أن "تكريس مبدأ ​النأي بالنفس​، هو من الضرورات الإستراتيجية للمحافظة على الوضع الراهن خصوصا بعد التطورات السورية وارتداداتها الإقليمية، وهي تحتم على لبنان ترجمة وتطبيق مبدأ النأي بالنفس، أما لضمانة الاستقرار على المدى الطويل فلا بد ايضا من الوصول الى الاتفاق حول ​الاستراتيجية الدفاعية​".

ولفت الى "أنني طالبت مرارا في مجلس الوزراء باستئناف الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية على اعتبار ان مثل هذه الخطوة تساهم في توافق سياسي دائم ونحن، في أي حال نرفض الاستفزازات الإسرائيلية ونؤكد اننا سنكون صفا واحدا في مواجهة اي اعتداء، لا سيما ان إسرائيل وذرائعها تخطت المعقول، على اعتبار أن حل النزاعات حول الحدود البرية او البحرية المماثلة معروف الآلية لمعالجتها لدى المرجعيات الدولية، وهذا واضح لدى السفراء الأجانب، ونحن في النهاية نلتزم جميعا بالقرار 1701".

وحذر فرعون من وصول التداعيات الإقليمية او الداخلية الى الانتخابات والحكومة ومن تخطي الخطوط الحمر، معتبرا "ان الوصول الى الشارع هو من اخطر ما يمكن ان يحصل في هذه المرحلة".

وفي سياق منفصل، أكد فرعون ان "جولة ساترفيلد في لبنان ليست مرتبطة في الشأن الانتخابي بل لدعم الاستقرار السياسي والأمني في لبنان والملفات النفطية المرتبطة بإسرائيل"، مشيرا الى "أن الانتخابات انطلقت منذ أسابيع على الرغم من البرودة على خلفية الوضع السوري".

وأكد ان "خيارات دائرة بيروت الأولى واضحة بدليل خياراتها الثابتة، أكان في نتائج الانتخابات النيابية والاختيارية قبل التوافق الذي تحقق في انتخابات 2016 بصعوبة على الرغم من إرادة سياسية قوية، وليس من المؤكد ان هذه الإرادة بالزخم نفسه اليوم بعد انتخاب العماد ميشال عون وبوجود عقد خاصة بالمعادلة النيابية".

وكشف عن سعيه المستمر لتشكيل لائحة منسجمة تراعي الثوابت الوطنية من خلال الحوار، "وهذا ما دفعني الى القيام بجولة أفق شملت جميع الجهات".

ولفت الى "اننا مع رئيس الحكومة سعد الحريري بصداقة وتنسيق طويل مع انني وزير مستقل وأقوم بالتنسيق القريب مع "القوات اللبنانية" والتواصل مع القوى السياسية الموجودة على الأرض، وانا اسعى الى خوض الانتخابات مع "القوات" و"المستقبل" وباقي الحلفاء ومنهم النائب نديم الجميل، وهناك إمكانية للنقاش مع قوى أخرى كون هناك ثمانية مقاعد".

وشدد على ان "التوجه الطبيعي، هو لخوض معارك إنتخابية واضحة المعالم والقاعدة تتغير وفق المناطق، خصوصا أن القانون الجديد بدل بعض المفاهيم الانتخابية وال​سياسة​ أيضا مزاج وهذا المزاج موجود"، مشيرا الى ان "كل فريق سيأخذ حجمه خصوصا ان التحالفات ستساعد للوصول الى العتبة الانتخابية، اما المشاريع التي كانت مخصصة لبيروت منذ العام 2011 حتى 2014 فكانت تتعرض للعرقلة من قبل الحكومة في حينه، اما وقد عادت العجلة الى دوارنها فنوافق من يسمى المجتمع المدني في كثير من الامور التي تخصّ البلدية، والفساد في بعض الملفات في الدولة لم نوافق عليها ونظرتنا لمشاريعنا لمنطقة بيروت واضحة ولا إجماع لما لا نستطيع ان نقبله، فالاشرفية هي عصب الثوابت الوطنية".