تكتسب ​الإنتخابات النيابية​ في دائرة ​البقاع الغربي​ ​راشيا​ أهمية بارزة، نظراً إلى تنوع القوى والشخصيّات السياسية الفاعلة فيها، من تيار "المستقبل" إلى "​الحزب التقدمي الإشتراكي​" و"​التيار الوطني الحر​" وحزب "​القوات اللبنانية​"، وصولاً إلى "​حزب الله​" و"​حركة أمل​" ورئيس حزب "الإتحاد" الوزير السابق ​عبد الرحيم مراد​، بالإضافة إلى كل من أمين عام "​حركة النضال اللبناني​ العربي" النائب السابق ​فيصل الداوود​، و"​الحزب السوري القومي الإجتماعي​"، والنائب السابق لرئيس ​مجلس النواب​ ​إيلي الفرزلي​، و"​الجماعة الإسلامية​".

وتضم هذه الدائرة 6 مقاعد نيابية موزعة على الشكل التالي: 2 سنة، 1 ماروني، 1 أرثوذكسي، 1 درزي، 1 شيعي، في حين يبلغ عدد الناخبين 140950 ناخب: 68047 سنة، 20689 شيعة، 20534 دروز، 10743 موارنة، 9789 أرثوذكس، 9659 كاثوليك.

في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن المحسوم حتى الآن هو وجود لائحتين، الأولى ستكون بقيادة تيار "المستقبل"، مع مرشحين بارزين هما النائبين ​جمال الجراح​ و​زياد القادري​ لكن قد يعمد إلى تغيير أحدهما، في حين ستكون الثانية بقيادة عبد الرحيم مراد.

بالنسبة إلى التحالفات، بات من الواضح أن اللائحة الأولى ستضم مرشح "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب ​وائل أبو فاعور​، نظراً إلى أن التحالف في هذه اللائحة بين "الإشتراكي" و"المستقبل" و"الوطني الحر" سيكون مرتبطاً بالتحالف بين الأقطاب الثلاثة في دوائر أخرى، أبرزها دائرة ​الشوف​ و​عاليه​، وتشير المصادر إلى أن رئيس "​اللقاء الديمقراطي​" النائب ​وليد جنبلاط​ بحث هذا الموضوع مع رئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​، الذي أبدى تفهمه لهذا الواقع، من خلال عدم ترشيح الثنائي الشيعي شخصية درزية في دائرة بيروت الثانية.

في الجانب المقابل، سيكون الثنائي، أي "حزب الله" و"حركة أمل"، إلى جانب اللائحة التي سيرأسها مراد في هذه الدائرة، وبات معلوماً أن المقعد الشيعي فيها سيكون من حصة "أمل"، التي لم تحسم حتى الآن اسم مرشحها، نظراً إلى أن لديها ما يقارب أربعة مرشحين، إلا أن التوجه النهائي من المفترض أن يتضح خلال أيام، بينما لا يزال النائب ​أمين وهبي​ هو الأوفر حظاً ليكون على لائحة "المستقبل".

في ظل هذا الواقع، من المفترض أن تضم لائحة مراد النائب السابق فيصل الداوود كمرشح عن المقعد الدرزي، في مواجهة المرشح الآخر أبو فاعور، لكن لم يحسم حتى الآن ما إذا كانت ستضم مرشحاً آخر إلى جانب مراد عن المقعد السني، بالرغم من تداول معلومات عن إحتمال أن تضم مرشحاً من بلدة القرعون.

في هذا الإطار، يبدو أن المعضلة الأساس، التي لا يزال من المبكر الحسم فيها، تكمن بالمرشحين عن المقعدين الماروني والأرثوذكسي في كل لائحة، فبحسب المصادر لا تزال لائحة مراد تفضّل عدم الخوض في الأسماء، قبل أن يحسم "التيار الوطني الحر" موقفه، لناحية التحالف مع "المستقبل" من عدمه، بشكل رسمي، لتبدأ بعد ذلك عملية البحث في الأسماء التي من الممكن أن تنضم إليها، الأمر الذي تؤكد مصادر "الوطني الحر"، عبر "النشرة"، عليه، بالقول: "الخيار صعب بين مراد والمستقبل".

في المقلب الآخر، تُطرح الكثير من الأسئلة حول ما إذا كان تيار "المستقبل" سيوافق على أن يكون المقعدين، الماروني والأرثوذكسي، من حصة "التيار الوطني الحر"، نظراً إلى أنه في السابق كان المقعد الماروني من حصة النائب الحالي ​روبير غانم​، المحسوب على "المستقبل"، والمقعد الأرثوذكسي من حصة عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب ​أنطوان سعد​، بالتزامن قد يفضل "المستقبل"، في حال قرر التخلي عن المقعدين، أن يكون أحدهما من حصة حزب "القوات اللبنانية".

في هذا السياق، يبرز اسم النائب السابق لرئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، الذي قد يكون أحد المرشحين على لائحة "المستقبل" بوصفه حليفاً لـ"التيار الوطني الحر" عن المقعد الأرثوذكسي، في حين لدى "المستقبل" مرشحاً آخر هو وليد ميشال المعلولي (والده كان نائباً سابقاً لرئيس المجلس النيابي)، بينما لم يبرز أي إسم حتى الآن، بالنسبة إلى لائحة مراد، مع العلم أن العلاقة بين الأخير والفرزلي ليست في أحسن حال.

بالنسبة إلى المقعد الماروني، يبرز لدى تيار "المستقبل" اسم الياس مارون من بلدة عميق، ولدى "القوات اللبنانية" إيلي لحود من البلدة نفسها، بينما لدى "التيار الوطني الحر" رندلى جبّور من عمّيق أيضاً، بالإضافة إلى اسم هنري شديد الذي قد يكون مرشحاً على لائحة مراد في حال كان "الوطني الحر" مع "المستقبل".

في المحصّلة، لم تحسم التحالفات بشكل نهائي في هذه الدائرة، باستثناء التوجه لوجود لائحتين الأولى بقيادة "المستقبل" والثانية بقيادة مراد مدعومة من التحالف الثنائي الشيعي، على أن تظهر الصورة بشكل أوضح في الأيام المقبلة.