لفت النائب ​بطرس حرب​ "الى ان ​سوريا​ ليست الجهة التي اسقطت الطائرة الاسرائيلية بل ربما تكون ​ايران​ او ​روسيا​، واصفا إطلاق ​صواريخ​ على ​الطائرات الاسرائيلية​ بالعنصر الجديد على قواعد الاشتباك، في الوقت الذي لا يرغب أي أحد من أطراف الصراع الدخول في حرب سواء إسرائيل أو روسيا أو إيران، متسائلا: هل إيران في حالة عداء حقيقية مع إسرائيل؟ أم أن الأخيرة تستعملها كمادة دعائية لتصدير الثورة الإيرانية إلى العالم السني بغرض المزايدة عليه؟ مضيفا "انه يجب ألا ننسى أن إيران عبر التاريخ مدت يد العون لإسرائيل في بعض المواقف، كما أن إسرائيل ساعدت ​حزب الله​ في ظروف لبنانية معينة لمواجهة بعض خصومه المحليين"، واعتبر "ان موضوع حزب الله دقيق وشائك، ويرتبط بالصراع القائم بين إيران والمنطقة العربية، وبالدور الذي تحاول إيران أن تلعبه في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وأسف حرب في حديث لصحيفة "الوطن" ​السعودية​، "أن السلطة السياسية في لبنان الممثلة بشخصي رئيس الجمهورية ووزير الخارجية أعطيا غطاء شرعيا لسلاح حزب الله، وهذا خلل كبير، لا نريد لبنان جزءا من الفعل وردة الفعل لخدمة ال​سياسة​ الإيرانية في المنطقة، ويجب حل مشكلة حزب الله عبر اتصالات دولية دون مواجهة عسكرية معه، والأهم من ذلك الذهاب إلى حوار جديد على قاعدة أن الشعب اللبناني يعتبر سلاح حزب الله غير شرعي وخارج نطاق السلطة، والحل بوضعه في تصرف الجيش اللبناني، لأننا لن نقبل أن يكون القرار السياسي والعسكري إلا بيد الدولة والسلطة اللبنانية"، واذ اعتقد "أن الحوار اللبناني الداخلي والحديث عن إستراتيجية دفاعية كانت مجدية"، رأى "انه بعد موقف رئيس الجمهورية ووزير الخارجية من دعم وتغطية سلاح حزب الله فلا أعتقد أنه سيكون ذا فائدة".

ورأى حرب "ان لبنان ليس جزيرة معزولة عما يجري حوله، لأن هذه الأحداث إما أن تقع على أرضه أو حوله، كما أننا جزء من الصراع العربي الإسرائيلي. للأسف أقحم لبنان نفسه في أتون المواجهة الفارسية العربية، بالإضافة إلى اتباع ​وزارة الخارجية اللبنانية​ سياسة دبلوماسية أحرجته ووضعته في موقع غير منسجم مع الدول العربية، ويجب على لبنان الاندماج في الحلف العربي وتعزيز علاقته مع ​دول الخليج​ وأهمها السعودية للحفاظ على استقراره".

واعتبر "أن زيارة الوفد الأميركي إلى لبنان تهدف إلى تلمس صناعة السياسة القادمة للإدارة الأميركية، إلى جانب الرغبة في الوقوف على مشاكل قد تفجر الصراع في المنطقة، أهمها الغاز والنفط والخلاف على "بلوك 9" البحري والصراع الدائر في سورية"، مشيرا الى "ان لبنان لن يتنازل عن حقوقه الدولية حفاظا على ثروته النفطية وسيادته الوطنية، ضد خروقات اسرائيل للخط الازرق"، معتبرا "أن التعنت الإسرائيلي سيدفع الشركات التي وقع عليها الاختيار لاستخراج ​النفط والغاز​ إلى التحايل على الواقع عبر عدم الحفر في المنطقة الحدودية المتنازع عليها مبدئيا حتى لا تندلع حرب بين إسرائيل ولبنان جراء هذا الأمر".

حرب شدد على "أن العلاقة اللبنانية السعودية تعتبر تاريخية ومتينة، معتبرا أن أي خلل فيها يشكل خطرا كبيرا على لبنان ومصداقيته وصورته"، معتبرا "أن تعزيز الخلاف مع السعودية جريمة بحق لبنان وشعبه"، مرجعا الأمر "إلى أخطاء ارتكبتها الدبلوماسية والخارجية اللبنانية، ومثنيا على حكمة القيادة السعودية وعاطفتها تجاه الشعب اللبناني"، ودعا "إلى ضرورة التمسك بالصورة الإيجابية بين البلدين، وأهمية تعزيزها في مختلف المجالات بما يحقق مصالح البلدين".

.