رشّح الثنائي ​حزب الله​، ​حركة أمل​، 27 مرشحا شيعيا للحصول على المقاعد الشيعية في مجلس النواب بظل منافسة قد تبدو شبه معدومة في دوائر معينة كالجنوب مثلا، وحامية في دوائر أخرى كدائرة بيروت الثانية وبعبدا.

يبلغ عدد الناخبين في دائرة بيروت الثانية347277 يتوزعون على الطوائف كالتالي: سنة 215781 أي ما نسبته 62.14 بالمئة، شيعة 71537 أي ما نسبته 20.6 بالمئة، أرثوذكس 17379 أي ما نسبته 5 بالمئة، موارنة 6452 أي ما نسبته 1.86 بالمئة، أرمن أرثوذكس 5744، روم كاثوليك 5663 ، دروز 5397، إسرائيليين 4555. في هذه الدائرة مقعدين شيعيين ترشح عنهما ​أمين شري​ من قبل حزب الله و​محمد خواجة​ من قبل حركة أمل، فكيف ستكون نتيجة هذين المقعدين حسب التحالفات الظاهرة اليوم؟.

تفيد التوقعات حسب مصادر مطلعة بأن تصل نسبة الاقتراع هذا العام في بيروت الثانية لـ42 بالمئة، مع العلم أن هذه النسبة ستكون الاعلى في العاصمة منذ زمن طويل، أي سينتخب ما يقارب الـ146000، ما يجعل الحاصل الانتخابي الأول 13250. وهنا فيما يتعلق بلائحة الثنائي الشيعي و​جمعية المشاريع​ و​الحزب السوري القومي الاجتماعي​ فإنّ التوقعات تشير لأن تحصل اللائحة على 30 ألف صوت شيعي مقسّمة تفضيليّا بين شرّي وخواجة، إضافة الى ما يقارب 8 الاف صوت سني و3000 صوت من الطوائف الأخرى، أي ما مجموعه 41 ألف صوت. وتقول المصادر: "من المتوقع أن يكون الحاصل الانتخابي الثاني بعد إزالة أصوات اللوائح التي لم تصل للحاصل الانتخابي الاول، 12000 صوت ما يعني أن لائحة الثنائي الشيعي وحلفاؤه ستحصل على عدد مقاعد يساوي 3.4 ما يعني سهولة تأمين المقعدين الشيعيين، ولكن يبدو ان الخطر على أحد المقاعد الشيعية قد يتأتى من مرشح هونين والقرى السبع ​علي الشاعر​ الذي يستطيع اذا ما دخل في لائحة قوية كلائحة ​تيار المستقبل​ أن يشكل منافسة جديّة لحزب الله وأمل، خصوصا اذا قرر "المستقبل" مدّه بعدد محدّد من الأصوات تُضاف الى الرصيد الشعبي الشيعي الذي لديه، وبالاخص بعد "اعتراض عائلات القرى السبع" على المرشحين، اذ أنه ينطلق من تأييد "هونيني واغترابي" يصل الى ما يزيد عن 6000 صوت "تفضيلي" بالإضافة الى كونه لا يشكل حالة اعتراضية على سياسة الثنائي الشيعي، الامر الذي يريح جمهوره عند التصويت.

وتضيف المصادر: "يحاول الثنائي الشيعي ضمان فوزه بالمقعدين عبر زيارات تفقدية للمرشحين لعائلات هونين، منطلقا من "المحزّبين" من الهونينيين"، مشيرة الى أن الحسابات الانتخابية التي تقول بأن المقعدين محسومان هي حسابات خاطئة، فالمفاجآت في القانون النسبي قد تحصل في كل لحظة.

أما في بعبدا فالمسألة أدقّ وأصعب، ففي هذه الدائرة يصل عدد الناخبين الى 164.222 يتوزعون على الشكل التالي: 59.837 موارنة، 12.385 روم ارثوذوكس، 7.488 روم كاثوليك، 1.420 أرمن أرثوذوكس، 3.482 مختلف مسيحي، 41.033 شيعة، 28.631 دروز، 9.946 سنة، وتقسّم المقاعد في هذه الدائرة الى 3.6 للموارنة، 2 للشيعة، 1 للدروز.

يُتوقع أن يقترع في بعبدا 98500 ناخبا، ما يجعل الحاصل الانتخابي 16400 صوتا. وهنا يمكن القول أن لطبيعة التحالفات "الكلمة الفصل" في توزيع المقاعد، اذ لا يمكن لأي طرف سياسي أن يحسم بمفرده. وفي هذا الإطار يواجه مرشحا أمل وحزب الله، فادي علامة و​علي عمار​، منافسة لن تكون سهلة، فأحد المقاعد الشيعية سيكون مهددا بحال تحالف ​التيار الوطني الحر​ وتيار المستقبل و​الحزب التقدمي الاشتراكي​، اذ أن أصوات لائحة الثنائي الشيعي ستصل بحسب مصادر مطلعة الى حدود 18500 صوت من أصل 25000 يُتوقع أن يشاركوا بالانتخابات، بالاضافة الى ما يقارب 2000 صوت سني ممن يسكنون الضاحية الجنوبية ولهم علاقات طيبة مع حركة أمل وحزب الله، الى جانب 2000 صوت من الطوائف الأخرى، أي ما مجموعه 22500 صوت.

وتضيف المصادر: "إن الحاصل الانتخابي الثاني بعد فرز الأصوات سيصل لحدود الـ15000 صوتا، ما يعني أن لائحة الثنائي الشيعي ستنال 1.5 من عدد المقاعد، دلالة على ضمانها أحد المقاعد الشيعية وانتظار نتيجة "الكسر الاعلى" لمعرفة مصير المقعد الشيعي الثاني، خصوصا وأن مستشار رئيس الحكومة، باسم السبع يملك قوة تجييرية تصل الى حدود 5000 صوت ستشكّل إضافة نوعية الى جانب الأصوات السنيّة المستقبلية لأي مرشح شيعي في لائحة منافسة.

بالمقابل تشير المصادر الى أن تحالف الثنائي الشيعي مع التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي سيعطي اللائحة عندها 4 الى 5 مقاعد من أصل 6، ولذلك فإن الحسابات في دائرة بعبدا لن تكون "سياسية" بل انتخابية بالدرجة الأولى.