أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ زيارة الموفد السعودي نزار العلولا إلى لبنان شكّلت خرقاً للسيادة اللبنانية، مشيراً إلى أنّه تبيّن أنّ فريق 8 آذار وفريق المقاومة والممانعة هو الفريق السيادي الوحيد في البلد، مشدّداً على أنّ كلّ ضيف خليجي مرحّب به في لبنان، ولكن ليس بالشكل الذي أتى به العلولا.

وفي حديث إلى تلفزيون "المنار" ضمن برنامج "بانوراما اليوم" أدارته الإعلامية منار صباغ، تحدّث أبو فاضل عن تدخل كبير وفاضح في الشؤون السياسية اللبنانية، وهناك استدعاء آخر للرئيس سعد الحريري وليس مجرّد دعوة عادية، ولفت إلى أنّ الرئيس الحريري عندما قال إنه لن يتعاون مع حزب الله في الانتخابات وجّه رسالة طمأنة إلى المملكة العربية السعودية.

ولفت أبو فاضل إلى أنّه كان هناك انتفاضة لبنانية لكل أركان الدولة ومن خلفهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد استقالة الرئيس الحريري التي فرضت عليه، مشيراً إلى أنّ هؤلاء هم من وقفوا مع الرئيس الحريري في محنته وتشبّثوا وتمسّكوا به كرئيسٍ للحكومة، في حين أنّ من لم يقفوا معه كانوا اللواء أشرف ريفي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب السابق فارس سعيد وغيرهم.

من هم كتبة التقارير؟

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الحريري عندما تحدّث عن كتبة التقارير قصد أحد هؤلاء الأركان الذين لم يجتمع بهم حتى اليوم، أي اللواء أشرف ريفي والدكتور سمير جعجع والنائب السابق فارس سعيد، واعتبر أنّ الرئيس سعد الحريري لا يريد التعاون مع القوات، وهو اشترط على الدكتور جعجع عدم التعاون الانتخابي مع اللواء أشرف ريفي ليجتمع معه، وقد رفض جعجع والأمور لا تزال متشنّجة، ملمّحًا إلى إمكانية أن يكون الرئيس الحريري تعرّض لضغوطات ليلتقي بالوزير ملحم الرياشي.

وفيما أكد أبو فاضل أنّ العلولا أتى ليلملم أيتام الموفد السعودي السابق ثامر السبهان، رأى أنّ جعجع هو اليوم الأقرب إلى السعودية، واستغرب كيف يتحدّث جعجع عن السيادة والحرية والاستقلال في حين أنّه يرمي بنفسه في أحضان المملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أنّ عشاء الوفد السعودي في معراب له دلالاته على هذا الصعيد، وأشار إلى أنّ جعجع ينشد دائمًا الحماية الدولية والإقليمية.

هل يرضخ الحريري؟

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ هناك إمكانية كبيرة أن لا يرضخ الرئيس سعد الحريري للضغوطات السعودية بكاملها، وأشار إلى أنّ الرئيس الحريري بإمكانه أن يقول للسعوديين بأنّ أيّ رئيس حكومة سيأتي مكانه عليه أن يتعاون مع حزب الله ومع التيار الوطني الحر. وأوضح، رداً على سؤال، أنّ اللواء ريفي موضعي في طرابلس ولن يستطيع أن يكون له نواب خارج لبنان.

وأقرّ أبو فاضل بأنّ الرئيس الحريري قد يكون بحاجة إلى المال ولكن المال وحده لا يكفيه في لبنان، مشيراً إلى أنّه اليوم يعيش نعمة الحكم، لافتاً إلى أنّ هناك مسؤولية كبيرة على الرئيس الحريري اليوم، وتحدّث عن غرفة عمليات مفتوحة ليلاً ونهاراً من أجل الانتخابات النيابية، التي تمنّى أن تحصل في وقتها.

جعجع يرفع السقف

ولفت أبو فاضل إلى أنّ رئيس حزب القوات سمير جعجع سيفتح النار أكثر في المرحلة المقبلة على العهد لأنّ له مصلحة في التصعيد اليوم، وأشار إلى أنّ جميع الفرقاء الممثلين في الحكومة ينظرون إلى جعجع بحذر وبالكثير من الريبة. واستغرب، رداً على سؤال، الحديث عن لوائح موحّدة لقوى 14 آذار، متسائلاً أين يمكن أن تركّب مثل هذه اللوائح.

وأعرب أبو فاضل، رداً على سؤال، عن خشيته على أن تنعكس هذه التطورات على الساحة المسيحية، مشيراً إلى أنّ جعجع يرفع السقف اليوم في محاولة لحصد الثمار في الانتخابات النيابية، ولفت إلى أنّ كلام جعجع بعد لقائه العلولا يشكّل ضرباً لسياسة النأي بالنفس التي كان قد أعلنها الرئيس الحريري.

جعجع لن يستطيع أن يُسقِط لبنان

ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ قوى "8 آذار" ليست مرتاحة انتخابيًا بقدر ما هي منسجمة مع نفسها، ومع مبادئ الحرية والسيادة والاستقلال، وأشار إلى أنّ جعجع لن يستطيع بعد اليوم أن يأخذ المسيحيين إلى أيّ خيار، وسيكون تحرّكه محدودًا، وهو لن يستطيع أن يُسقِط لبنان في الفخّ الذي يُعمَل عليه ليلاً نهاراً.

وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ خطاب الرئيس الحريري الأخير كان خطاباً انتخابياً لشدّ العصب، أشار إلى أنّه لم يبقّ البحصة التي كان قد توعّد ببقّها نتيجة ضغوطات تعرّض لها، ملاحظاً أنّ مجرّد ذهاب الرئيس الحريري إلى الرياض بموجب دعوة رسميّة دليل على أنّ الأمور بينه وبين السعودية ليست في أفضل أحوالها.

التحالفات الانتخابية على القطعة

وأكد أبو فاضل أنّ موقع الرئيس الحريري كرئيس حكومة يجب أن يكون جامعًا، وهو حتى الآن يحافظ على ذلك، داعيًا لترقّب عودته من السعودية لمعرفة ما إذا كان سيبقى على المنوال نفسه، وشدّد على أنّ لبنان اليوم يعيش بحرية وسيادة، وهو يتميز بثلاثيته الذهبية القائمة على الجيش والشعب والمقاومة، وهذه نقطة قوة لبنان التي جعلت الأميركيين يتحرّكون باتجاه لبنان، مشيداً في هذا السياق بالموقف الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على خلفية الصراع النفطي مع إسرائيل.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ كلّ الفرقاء يتفاوضون مع بعضهم البعض اليوم، لافتاً إلى أنّ الحسابات الانتخابية تحتّم ذلك، خصوصًا أنّ التحالفات ستكون على القطعة وفق ما تقتضيه المصلحة الانتخابية، مشدّدًا على أنّ التحالفات الانتخابية لا تعكس التحالفات السياسية بالضرورة. ولفت، رداً على سؤال، إلى أنّ السعودية بات لديها جماعات كثيرة تتكل عليهم، مشيراً إلى أنّها تجد أنّ بعض الشخصيات، مثل اللواء ريفي والدكتور جعجع وفارس سعيد، أخلص لها من الرئيس الحريري.