لفت رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزيرالخارجية ​جبران باسيل​، خلال زيارته بلدة ​العاقورة​ إلى "ما تختزنه هذه البلدة من طاقات ومراكز على الصعيد الكنسي والروحي والوطني"، مؤكدا "اهمية التجذر في الارض وابناء العاقورة مثال لمعنى الصمود واذا خسرتم اي قضية من قضاياكم المحقة نخسر نحن ايضا، وانا مطمئن ويكبر قلبي عندما يدافع اهل العاقورة بثبات عن قضية محقة، سواء كانت مشاعا او مياها او اي قضية تعنيهم لان المحافظة على ارض الاجداد والآباء شيء مهم". أضاف: "هناك الكثير من السياسيين يبيعون وطنهم ومبادئهم لمصالحهم الخاصة".

وأكد ان "المشاريع الانمائية للبلدة ولكل القرى ستتحقق كما وعدنا سابقا، لجهة الطرق و​البنى التحتية​ وموضوع ​الكهرباء​ على ​الطاقة الشمسية​"، مشيرا الى ان "التيار الوطني الحر لا يتدخل في اي قضية خلافية بين الاهالي في اي بلدة، لا بل نتدخل اذا كنا قادرين على المساعدة وحل هذه الخلافات لا تأجيجها".

وأشار باسيل إلى أن "التنافس العائلي والسياسي شيء مبرر، ولكن عندما يكون هناك مشاريع لصالح البلدة على الجميع التضامن لانجازها وتحقيقها، وعليكم في العاقورة ان تستفيدوا، اضافة الى محبة النواب لكم، من وجود المهندس جان جبران مديرا عاما لمؤسسة مياه بيروت وجبل ​لبنان​، حيث لم يعد مقبولا ان تبقى هناك مشكلة مياه في العاقورة، واذا ما بقيت اي مشكلة في هذه البلدة مع وجود جبران باسيل وجان جبران عندها تقع المسؤولية عليكم، فالعاقورة لا تعني لي اقل من ​تنورين​ و​البترون​، وانا افكر ببلاد جبيل والبترون بصدق وسنعمل على ربطهما ببعضهما البعض بالقداسة والنضال، وال​سياسة​ ايضا التي تجمعنا مع بعضنا البعض في مشروع واحد، وهذا هو الاهم، مشروع الدولة القوية الذي يبقينا في ارضنا ووطننا ولا شيء يعلو عليه، لا اشخاص ولا حسابات سياسية، وعلينا الا نتلهى باشياء صغيرة تبعدنا عن حقنا الاساسي".

وسأل "ماذا بقي لنا منذ تأسيس لبنان حتى اليوم من الخلافات الصغيرة بين بعضنا البعض غير الاهمال والحرمان على المستوى الانمائي، والذل على المستوى السياسي، واصبحنا نترجى من اجل ايصال النواب وتعيين والوزراء وانتخاب رؤساء للجمهورية، فاليوم انتهينا وعدنا الى عهد الكرامة، وانتم في العاقورة اكثر من يعرف معنى الكرامة، لا نتخلى عن كرامتنا ولا نسمح لمن باع كرامته وكرامة الوطن التدخل بيننا في الاستحقاقات الانتخابية من اجل تضييع الهدف الكبير بشعارات لا افعال، نحن اختبرنا نوابا ووزراء كثرا وعرفنا فسادهم واقله سكوتهم عن ​الفساد​ وتفرجهم عليه، لا بل مشاركتهم في الاحتلال وتغطيتهم له، فالاحتلال له عدة اوجه، قد يكون في بعض الاوقات عسكريا، كما قد يكون سياسيا، وهذا يذكرنا بأن هناك قوى خارجية تريد ان تضع يدها على لبنان، وهناك سياسيون يسمحون بان توضع اليد عليهم وعلى قراراهم، وهذه المرحلة عشناها ودفعنا ثمنها واصبح واقعنا كما هو لان لدينا سياسيين باعوا كرامتنا وحريتنا وسيادتنا ومالنا وتركوا علينا الدين، وعندما جئنا نحن لتحصيل السيادة والحقوق اتهمنا باننا نحن التابعين من جهة والفاسدين من جهة ثانية، والناس تنسى، لانها تعود لننتخب الكذبة واضاعة الحقيقة".

وتابع: "من هنا من العاقورة اعرف عندما اتكلم عن الكرامة والسيادة والحرية اننا نفهم على بعضنا البعض، وعندما يكون هناك اناس يتاجرون بهذا الموضوع اعرف جيدا من هم، لان السيادة اما ان تكون كاملة او لا تكون، فالقادر على بيع ذاته وقراره والراكض وراء دولة لتمويله لا يحق له التحدث عن السيادة والقرار الحر ويخيفنا بمشاريع همايونية، فنحن مصلحة وطننا ومصلحة قرارنا اهم شيء بالنسبة لنا مهما كانت الخلافات، وعلينا ان نعيش معا في هذا البلد ونستوعب بعضنا البعض من دون ان نسمح لاحد بمد يده على حقوقنا، كما اننا لا نسمح بان تمد يدنا على حقوق احد، وكل ما زاد على ذلك هو مزايدة انتخابية سياسية رخيصة تأتي مع ​الانتخابات​ وتذهب معها، ولكن تبقى مشاكلها بحاجة الى حل".

وختم باسيل: "في مرحلة الانتخابات يجب ان يزداد الكلام عن الحقيقة لا تشويهها، ونحن لم نعش يوما مع اهلنا الا على قول الحقيقة، واتمنى ان تبقى علاقتنا مع بعضنا البعض طبيعية وحقيقية وهكذا نعيش في مستقبل واعد لنا ولاولادنا واحفادنا".