بين أن تكون في ​كسروان​-جبيل أو في دائرة أخرى يختلف الأمر بالنسبة للعونيين، فكما ينطبق على دائرة كسروان-جبيل وصفها بعاصمة الموارنة يجوز وصفها أيضاً بقلعة "​التيار الوطني الحر​" التي لم تُخرق منذ 2005، ولكن هذا الأمر لن يستمر مع اعتماد القانون النسبي، حيث أصبح معلوما أن أي طرف سياسي في لبنان لا يستطيع الفوز بكل المقاعد الانتخابية في غالبيّة الدوائر.

في هذه الدائرة تختلف معايير المعركة بالنسبة الى القوى المتنافسة ففي حين يسعى "التيار الوطني الحر" الى إبقاء مفاتيح الدائرة في جيبه عبر الفوز بالعدد الأكبر من المقاعد فيها، تدرس باقي القوى خياراتها لإحداث خرق معيّن، منها "​القوات اللبنانية​" وشخصيات أخرى في المنطقة.

المحسوم حتى الساعة فيما يتعلق بقضاء كسروان أن لائحة "التيار الوطني الحر" التي يرأسها العميد المقاعد شامل روكز باتت شبه محسومة بحسب ما أعلن الأخير في عشاء أقامه منذ أيام، والمعلوم أنها تتألف بالاضافة اليه، من رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، منصور غانم البون والوزير السابق زياد بارود ورجل الأعمال روجيه عازار. وتشرح مصادر مطلعة عبر "النشرة" أن "ما بات معلوماً لدى "التيار الوطني الحر" في هذا القضاء، لا يزال غير محسوم لدى "القوات اللبنانية"، لافتةً الى أن "مرشح القوات فيه هو شوقي الدكاش وهو أحد المقرّبين من النائب ستريدا جعجع". وتضيف: "المعركة في هذا القضاء بالنسبة للقوات هي على مقعد واحد، وفي وقت تدعم ستريدا جعجع شوقي الدكاش، يحاول رئيس حزب القوات سمير جعجع التوافق مع فارس سعيد"، مشيرة الى أن الاتفاق مع الأخير لم يتم بعد ومن الصعب أن يحصل، لأن سعيد يطالب بأصوات "القوات" التفضيلية في حال ترشح معهم في كسروان".

في المقلب الآخر لا يزال النائب السابق ​فريد هيكل الخازن​ يعمل على تشكيل لائحة في مواجهة لائحة "القوات اللبنانية" و"الوطني الحر". هنا تشير المصادر الى أن "ثقل الخازن الإنتخابي لا يخوّله بظل المعارك السياسية القائمة أن يحصل على الحاصل الانتخابي المتوقّع دون حليف قوي يسانده، وقد بدأ فعلياً بالتواصل مع النائب ​جيلبرت زوين​ التي تملك قوّة انتخابية في محيطها"، لافتة النظر الى أن الخازن وزوين لا يستطيعان ضمان الوصول الى الحاصل الانتخابي بمفردهما.

وتكشف المصادر عبر "النشرة" أن "التواصل قائم بين الخازن و"​حزب الله​" لنسج تحالف معيّن بعد أن بات من المحسوم الى حدٍّ ما فشل التحالف بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" في دائرة كسروان-جبيل على خلفية ترشيح الحزب لشيعي ملتزم حزبيا عن جبيل، ولكن الخازن اصطدم بعقبة أساسية، ففي حال نسج التحالف مع الحزب وكانت زوين على اللائحة فإن الخطر يكبر بعدم فوزه كون اللائحة لن تحصل الا على مقعد في جبيل ومقعد في كسروان وفي حال جيّر "حزب الله" أصواته التفضيلية في كسروان الى زوين فستكون هي الفائزة وليس الخازن وهذا الأمر دفعه الى اعادة حساباته في هذا الخصوص".

إذاً الصورة العامة في كسروان-جبيل تشير الى أن التنافس سيكون بين ثلاث لوائح دون أن تتضح معالمها تفصيلياً، فهل يعود جعجع الى تبني ترشيح سعيد؟ وهل يدعم حزب الله فريد هيكل الخازن في كسروان؟ كلها أسئلة كفيلة الأيام المقبلة بالإجابة عنها.