37 مرشحا ل​تيار المستقبل​ اعلن عنهم رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ الأحد، فيهم 21 إسما جديدا، سيخوضون معاركهم الانتخابية في مختلف الدوائر اللبنانية، حيث سيكون لكل منهم "مهمته" الخاصة، مع الاشارة الى أن تسميات الحريري في معظم الدوائر كانت "مدروسة".

في هذا المقال، سنبحث في خلفيات التسميات في دوائر، صيدا، بيروت الثانية، البقاع الغربي، وبعلبك الهرمل. بداية كان لافتا اعتماد تيار المستقبل على مرشحين اثنين في دائرة صيدا-جزين، هما النائب بهية الحريري، ومستشارها القانوني حسن شمس الدين، وهنا تشير المصادر الى أن الحريري أرسل رسالة واضحة تُفيد بأن تياره على استعداد لخوض معركة صيدا–جزين منفردا بمرشحين في صيدا ومرشح حليف في جزين هو وليد مزهر، وبالتالي فإنه يفاوض اليوم من هذا المنطلق، مشيرة الى أن شمس الدين الذي كان من المسؤولين البارزين في ​الحزب الشيوعي​ سابقا على استعداد للتخلي عن ترشيحه بحال دخل المستقبل في تحالف انتخابي يستوجب حصول ذلك.

لا تتوقف المصادر عند الأسماء "السنيّة" المرشحة في بيروت الثانية، تمام سلام، نهاد المشنوق، رولا الطبش جارودي، ربيع حسونة، زاهر وليد عيدو، سعد الحريري، بل عند ترشيح "الشيعي" غازي اليوسف، وتبني التيار لترشيح العميد المتقاعد علي الشاعر الذي تقول مصادره بأن تحالفه والمستقبل لن يضعفه، لأنه كان سبّاقا بالتواصل مع الثنائي الشيعي الذي رفض الاستماع لمطالب العائلات، مشيرة الى أن للعميد خدماته وحيثيته البعيدة عن السياسة والتي لن تتأثر بتحالفه مع تيار المستقبل. وهنا تقول المصادر: "لا يملك اليوسف حيثية شيعيّة واسعة، بعكس الشاعر الذي ينطلق من تأييد عدد من عائلات القرى السبع وتحديدا "هونين مسقط رأسه ولكن هذا لا يعني أن المستقبل سيضمن فوز الشاعر لخرق أحد المقاعد الشيعية، فالحسابات في هذا الاطار معقدة، وقدرة الخرق شيعيا قد لا تكون كبيرة اذا ما قرر المستقبل حصر الأصوات السنية تفضيليا بالمرشحين السنة الستة".

وتضيف المصادر: "ما لا يعرفه البعض في هذه الدائرة هو أن سعي لائحة الثنائي الشيعي لتحقيق خرق سني عبر مرشح جمعية المشاريع عمر طرابلس، سيعني حصول المستقبل، الذي سيحقق 6 حواصل انتخابية على الأقل، على مقعد غير سني، ولا شك أن الشاعر قد يكون من الأفضل تفضيليا ضمن اللائحة، انما حصول المستقبل على 6 مقاعد سنية سيعني خروج البقية من المنافسة كون اللائحة قد حصلت على كامل مقاعدها".

بعد بيروت الثانية، رشّح تيار المستقبل ثلاثة عن دائرة البقاع الغربي-راشيا، هم النائب أمين وهبي عن المقعد الشيعي لمواجهة مرشح ​حركة أمل​ ورئيس الهيئة التنفيذية في الحركة محمد نصر الله، النائب زياد القادري، والمرشح الجديد محمد القرعاوي. وتقول المصادر بأن استبدال وزير الاتصالات جمال الجراح بالمرشح محمد قرعاوي كان "ضربة معلم"، وجاء بعد وعد تلقاه الجراح بأن يكون وزيرا في حكومة ما بعد الانتخابات، مشيرة الى أن القرعاوي يملك حيثية من خارج تيار المستقبل فهو كان مرشحا عام 2009 الى جانب "خصمه الحالي" عبد الرحيم مراد ونال 27538 صوتا، وبالتالي أصبح للمستقبل في تلك الدائرة مصدرين للأصوات، الأول عائلة القادري الكبيرة، والثاني عبر القرعاوي صاحب مستشفى البقاع. رغم ذلك تكشف المصادر أن ترشيح القرعاوي خلق حالة استياء وسط قيادة المستقبل في تلك المنطقة لأن المرشح كان سابقا مسؤولا في حركة فتح ومقربا من القيادة السورية.

أخيرا نصل الى دائرة بعلبك-الهرمل التي تعدنا بمعركة كبيرة بين لائحة ​حزب الله​ وحركة أمل من جهة ولائحة تيار المستقبل و​القوات اللبنانية​ من جهة أخرى. وفي هذا الاطار يأتي ترشيح المستقبل لمرشحين سنيين هما حسين صلح، بكر الحجيري، الاول من مدينة بعلبك والثاني من عرسال التي تضم حوالي 5500 ناخب من آل الحجيري. وتضيف المصادر: "حسين صلح يعمل كأستاذ مدرسي وهو منسق سابق لتيار المستقبل في بعلبك، ويشكل استفزازا لحزب الله، كما أنه بحسب المصادر على خلاف مع المفتي خالد صلح، مع الاشارة الى أن هدف ترشيحه هو تمثيل "سنّة" بعلبك الذين سيجدون انفسهم ملزمين بالتصويت له نظرا لغياب أي مرشح سني من المدينة على لائحة الثنائي الشيعي". اما بالنسبة لبكر الحجيري فهو كزميله منسق سابق لتيار المستقبل في عرسال ويعمل كمدرس، وتشير المصادر الى أن هدف ترشيحه هو الحصول على أصوات العرساليين التي تقدر بنحو 16 ألف صوت.

لا شكّ أن التغيير الذي أدخله الحريري على أسماء مرشحيه من شانه أن يعطي لوائحه دفعا شعبيا، ولكن الأهم سيكون كيفية تركيب اللوائح ونسج التحالفات.