لفت رئيس أساقفة ​بيروت​ المطران بولس مطر خلال افتتاح مؤتمر ​جامعة الحكمة​ السنوي حول اللّامركزيّة الإداريّة الموسعة الذي تنظّمه كلّيتا الحقوق و​العلوم​ السياسيّة والعلاقات الدوليّة في جامعة الحكمة إلى أنه "يُسعِدُنا ويُشرِّفُنا أن نُرحِّبَ بكم في جامعةِ الحكمة، تتحلَّقُونَ فيها حولَ قضايا ومواضيعَ وطنيَّةٍ كُبرَى، على الرَّغمِ من أنَّ الاهتمامَ ينصبُّ في هذه الأيَّامِ على الانتخاباتِ النِّيابيَّةِ الَّتي باتَت على بابِ قَوسَين أَو أَدنى من إجرائِها، وذلكَ بعدَ طُولِ انتظارٍ وتمديداتٍ للمجلسِ النِّيابيِّ كادَت أن تَحُولَ دُونَ هذا الإجراءِ إلى أَجلٍ غيرِ مُسمًّى".

وأشار إلى ان "الظُّروفَ عَينَها قد تكونُ مُؤاتيَةً لِلبحثِ في شُؤونِ لُبنانَ المُستقرِّ الَّذي نَطمحُ إليه في المُستقبلِ، ما دَامَت الانتخاباتُ الحاليَّةُ قد مُنِعَت من أَن تكونَ منعطفًا هامًّا في سِيَاقِ التَّطوُّرِ الخلاَّقِ الَّذي نَبحثُ عنهُ في حياتِنَا الوطنيَّةِ. فَأَهلُ السِّياسةِ قد استبدَلُوا فيها صِراعَ الأفكارِ وَبَحثَ الشُّؤونِ المصيريَّةِ والنَّظرَ إلى ما يُريدُهُ الشَّعبُ من الَّذين يُوكَلُ إليهم أَمر قيادتِهِ، بِتأليفِ لَوائحَ هجينةٍ لا يلتقي فيها أَصحابُهَا إِلاَّ من أجل تَحالُفٍ عابرٍ تُطوَى صفحَتُهُ توًّا بعد صُدُورِ النَّتائِجِ، ويُستبدَل بِمَواقفَ لاحقةٍ لا دَخلَ لها بما جرى عبرَ صناديقِ الاقتراعِ ومهرجاناتِ الخُطبِ الَّتي سَبقَتهُ وَأَوصلَت إليهِ وويُؤسفُنَا الملاحظةُ أنَّ مَوسمَ الانتخاباتِ هذا لم يُقدِّم فرصةً للشَّعبِ لكي يُعرِبَ عن إِرادتِهِ السيِّدةِ الحُرَّةِ وعن رَسمِ التَّوجُّهاتِ الكُبرَى لِلسِّياسيِّين المُنبَثقِين من العمليَّةِ الانتخابيَّةِ وففي الدُّولِ الدِّيمقراطيَّةِ العريقةِ يَلجأُ السِّياسيُّونَ إِلى النَّاسِ كلَّما اختلفُوا فيما بَينَهُم لِكَي يَفصلَ هؤلاءُ في الجَدَلِ القائمِ ويُعطُوا تَوصياتِهِم الأَساسيَّةَ لِلحقبَةِ اللاَّحقةِ. وكمْ رأينا غَريبًا عن المِزاجِ الدِّيمقراطيِّ إِصرارُ مُجملِ السِّياسيِّينَ عندَنَا على تَفصيلِ قَوانينَ انتخابيَّةٍ يستطيعُون أَن يَعرفُوا نَتائجَهَا مُسبَقًا وإِلاَّ بَحثُوا عن غَيرِهَا ولو كلَّفَ هذا البَحثُ عَشراتِ السِّنين".