اشار وزير الدولة لشؤون ​مكافحة الفساد​ ​نقولا تويني​ إلى ان " العالم يعيش بقلق تداعيات الأزمات المتلاحقة التي تهزه شرقا وغربا، والتي يمكن وضعها بمجملها في إطار تحديات العيش معا. فعالم اليوم بات قرية كونية، تلاشت معها حدود وبرزت فيها آفاق جديدة. إلا أن هذا الواقع، بدل أن يساهم في صياغة قيم إنسانية في التلاقي أدت إلى إظهار الاختلافات التي بات معها التنوع الديني والاثني والسياسي والاجتماعي شرارات تولد نزاعات دموية وأليمة. فبات الآخر المختلف هو المستهدف بدل أن يكون الغاية".

وفي كلمة له خلال تمثيله رئيس الجمهورية في مؤتمر بعنوان "العيش معا وحيادية الدولة أمام امتحان التطرف، تقوقع الهوية والتقلبات العالمية" شدد تويني على "أن عالم اليوم أحوج ما يكون إلى التقارب، وهو أول درجات الاقتناع بالعيش معا الذي يوجب الاعتراف بأن أي وطن هو مساحة من الأرض صنعها التاريخ وقادها البشر، وهم مختلفون أساسا. هذه المساحة مع أبنائها لا تستمر إلا بهذا التلاقي الذي يجمع إليه مواهب الجميع وخصوصيات الجميع، في احترام متبادل وشراكة حقيقية، دافعها ليس فقط قبول الآخر كما هو، بل أكثر، احترامه في خصوصياته، وعندها يكون انتساب الجميع إلى تراث غنى مشتركا ومتبادلا. وما يؤذي هو حينما لا ينظر البعض إلى الوطن كمجموعة أبناء هم في وحدة كيان بل كمجموعة أفراد هم في تصارع دائم على مصالح ونفوذ"، مضيفا: "لقد اختبر ​لبنان​ أن أي مكون من مكوناته متى نظر إلى الباقين بهذه النظرة، فإن الخسارة تكون للجميع، و"العيش معا" أي جوهر كيان لبنان هو الضحية. فإذا كان للبنان أن يقدم مساهمته المتواضعة للإنسانية الشاملة، من خلال توطيد حقيقة "العيش معا"، ليبقى "رسالة"، فهو أن يدعو إلى التأسيس على الديموقراطية النابعة من العيش اليومي، تلك الطالعة من قناعة الضمير، وقوامها المواطنة الحقة، لا تلك المسيرة بآليات، غالبا ما ينكشف ضعفها لأنها تفتقد إلى القناعة. نحن اللبنانيين لنا أن نصبح "خير أمة أخرجت للناس"، في تعاوننا لنعطي الشرق والغرب، في تواضع، هذه الأمثولة من أمثولات العطاء المشترك".

وشدد تويني على "ضرورة توطيد العيش معا كمفهوم من مفاهيم عالم الألفية الثالثة. وعلى رغم الصعاب اغتنم هذه المناسبة لأتوجه بالتقدير إلى كل من ساهم في إعداد هذا المؤتمر، وفيه من الوجوه الآتية من شرق وغرب ستعمل على إغنائه. وكلي أمل أن تأتي توصياته على مستوى تطلعاتنا من أجل غد أفضل لشعوبنا وأوطاننا".