لا يزال يعتبر الصابون البلدي اللبناني أحد أفضل أنواع الصابون التي يُمكن استعمالها على الاطلاق، وفي ​دير المخلص​ في جون لا يُستعمل فقط الصابون، بل يُصنع هناك، ويحضّر بشكل طبيعي وحسب الطريقة التقليديّة القديمة بواسطة عمال لا تتعب أيديهم من صناعة أجود أنواع منتجات الدير من الزيت الى الزيتون فالنبيذ وغيرها من الأمور.

يتميّز الصابون البلدي الذي يصنع في جون بخلوّه من المواد الكيميائية والأصباغ بشكل كامل مما يجعله عنصراً مهماً للبشرة، يجدد حيويتها واشراقها ويتناسب مع جميع أنواع البشرات وينصح بإستخدامه دون غيره من الأنواع. تشتهر صناعته في الأديرة وفي المنازل ويصنع في موسم محدّد وهو فصل الشتاء.

في مكان متواضع في الدير تنتج آلاف الأطنان من الصابون يستعملها رهبان الدير وتحضّر وتوضّب ليتمّ تسويقها. "​النشرة​" قصدت مكان صناعة الصابون في دير المخلص جون حيث توضع "الحِلل"(1) التي يطبخ فيها. ويشرح المسؤول عن صناعة المنتجات في الدير فادي وهبة أنه "عندما يسقط الزيتون على الارض ويصبح يابسًا، نجمعه ونعصره بمعصرة الزيت ونقوم بعدها "بِإِراحَتِهِ" لنطبخه فيما بعد مع الصابون"، مشيراً الى أن "طبخ الصابون يكون بخلط الزيت مع المياه وماء الصوديوم، وبعد أن يبرد نضع الزيت لثاني يوم ونغليه حوالي أربع الى خمس ساعات لتفصل المياه عن الصابون وتترك لليوم التالي أيضًا ويتم الخليط بعدها بصناديق". على أن تُترك لوالي ثلاثة أيام لتتماسك بعدها ليتمّ تقطيعها الى قطع بحجم ستة أو سبعة سنتمترات"، لافتا في نفس الوقت الى أننا "لا نستطيع أن نستعمل الصابون قبل أن يمرّ ثلاثة أشهر على تصنيعه"، ومضيفاً: "بعد هذه المدّة يوضّب الصابون بأكياس خاصّة ويحضّر ليباع في الأسواق".

تعتبر صناعة الصابون البلدي "القديمة" واحدة من أهمّ الصناعات خصوصاً وأنها تعود بالفائدة على بَشَرَةِ الإنسان، وهذه ​الصناعة​ تُكافح لتبقى في ظل وجود أنواع أخرى أصبح الناس يعتمدون عليها.