على الرغم من إعلان التوافق بين كل من "​الحزب التقدمي الاشتراكي​" وحزب "القوات اللبنانية" و"​تيار المستقبل​" على التحالف الانتخابي في دائرة الشوف وعاليه، لم تظهر حتى الساعة بشكل رسمي اللائحة التي ستخوض فيها القوى الثلاث هذا الاستحقاق، بسبب أزمتي عدم ترشيح أحد من أبناء بلدة برجا عن أحد المقعدين السنيين في الشوف، في ظل ترشيح "المستقبل" النائب محمد الحجار وترشيح "الاشتراكي" بلال عبدالله، بالإضافة إلى عدم وجود أحد أبناء ساحل الشوف المسيحي ضمن اللائحة المطروحة، بعد تبني "المستقبل" ترشيح النائب السابق غطاس خوري عن المقعد الماروني الثالث في الشوف، بالإضافة إلى مرشح "الاشتراكي" الوزير السابق ناجي البستاني ومرشح "القوات" النائب جورج عدوان.

في الجهة المقابلة، لم تستفد القوى المعارضة لهذه اللائحة من الواقع الذي تمر فيه، خصوصا "​التيار الوطني الحر​" وقوى الثامن من آذار، بعد الفشل أولا في تأليف لائحة موحدة، تضم رئيس "​الحزب الديمقراطي اللبناني​" وزير المهجرين طلال أرسلان ورئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، بالإضافة إلى تعثر المفاوضات القائمة بين الوزير أرسلان و"التيار الوطني الحر" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" حتى الآن ثانيا، في حين تصر قيادات في قوى الثامن من آذار على عدم ترك وهاب وحيدا في المعركة.

في هذا السياق، تتحدث مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، عن وجود 3 أزمات أساسية تعاني منها اللائحة الثانية، الأولى رفض "الديمقراطي اللبناني" وجود مرشح درزي ثانٍ في عاليه، حيث يرشح "القومي" عضو المجلس الأعلى فيه حسام العسراوي الذي يصر على الاستمرار في المعركة، الثانية إصرار الوزير أرسلان على ترشيح النائب السابق مروان أبو فاضل عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه، بينما يصر "التيار الوطني الحر" على ترشيح إيلي حنا عن المقعد نفسه، الثالثة متعلقة بالمقعد السني الثاني في الشوف، بالإضافة إلى المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج، حيث يرشح "التيار الوطني الحر" وزير البيئة طارق الخطيب بينما لدى "الديمقراطي اللبناني" مرشح آخر هو أسعد عويدات.

وفي حين تكشف هذه المصادر عن اجتماع حاسم سيعقد في الساعات المقبلة بين الوزير أرسلان ورئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، تشير إلى عتب لدى الأول على قيادات الثامن من آذار يتجاوز هذه الدائرة الانتخابية، ويصل إلى دوائر أخرى منها بيروت الثانية و​بعبدا​ بالإضافة إلى ​الجنوب​ الثالثة (النبطية-بنت جبيل-مرجعيون و​حاصبيا​)، حيث يشعر بأن هناك رغبة في تقديم المقاعد الدرزية فيها إلى النائب جنبلاط دون أي معركة.

ولا تخفي المصادر نفسها رغبة الوزير أرسلان بأن يكون له مرشحين في هذه الدوائر، إلا أن الثنائي الشيعي قرر عدم خوض أي مواجهة مع رئيس "اللقاء الديمقراطي"، بعد أن قرر عدم ترشيح أي شخصية عن المقعد الدرزي في بيروت الثانية لمنافسة مرشح "الاشتراكي" فيصل الصايغ، وتوافق معه على ترشيح النائب أنور الخليل عن المقعد الدرزي في حاصبيا، الأمر الذي دفعه يوم السبت الماضي إلى رفع السقف عالياً، والحديث عن تحالف رباعي في البلد ولو كان ذلك بشكل غير معلن، خصوصاً أن جو الانسحاب من المعركة يشمل المقعد الدرزي في بعبدا الذي يرشح عنه "الاشتراكي" هادي أبو الحسن.

وتتحدث المصادر المطلعة عن أن رئيس "الديمقراطي اللبناني" يحمل بشكل أساسي رئيس المجلس النيابي نبيه بري المسؤولية عن هذا الواقع، بالإضافة إلى قيادة "​حزب الله​" التي تسعى إلى توزيع الأصوات الشيعية في الشوف وعاليه بين اللائحة التي تضم أرسلان وتلك التي تضم وهاب.

وفي حين لا تزال مصادر "الديمقراطي اللبناني" ترفض حتى الآن الغوص في تفاصيل ما يحدث بانتظار حسم كل الأمور، لا تخفي، عبر "النشرة"، امتعاضها من الواقع الحالي، الذي ترى أنه ينعكس ارتياحاً عند القوى المنافسة، لا سيما "الحزب التقدمي الاشتراكي"، الذي لا يشعر بوجود معركة حقيقيّة بوجهه.

وتشدد هذه المصادر على أنه اليوم باتت كل الخيارات مطروحة عند الوزير أرسلان، بانتظار حسم نتيجة المفاوضات القائمة مع كل من "التيار الوطني الحر" والحزب "القومي"، لكنها في المقابل تتحدث عن أن الأمور في هذه الدائرة مرتبطة لديها بما يحصل في دوائر أخرى، أبرزها الجنوب الثالثة، حيث يرشح عن المقعد الدرزي في حاصبيا وسام شروف، الذي سيكون حكماً، في حال الاستمرار في المعركة، بوجه لائحة التحالف بين "أمل" و"حزب الله" و"القومي".

في المحصلة، الساعات المقبلة ستكون حاسمة أمام قوى الثامن من آذار و"التيار الوطني الحر" لحسم خياراتهم، فهل يكونون ضمن لائحتين فقط أم يرتفع العدد إلى 3 لوائح يتوزعون عليها؟.