كشفت اوساط وزارية بارزة، في حديث إلى "الديار" ان ​السعودية​ ابلغت رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ عندما زارها مؤخرا تفهمها لواقع الحال على الساحة اللبنانية، ولموازين القوى التي لا تسمح بـ"عزل" ​حزب الله​ داخليا، وعندما جدد رئيس الحكومة تقديم مطالعته حيال معادلة "ربط النزاع" القائمة مع الحزب من خلال مشاركته في الحكومة الحالية، وكذلك في الوزارة المقبلة، لم يبد السعوديين اي مواقف سلبية تجاه هذه المقاربة وتبين انهم تخلوا عن تزمتهم السابق حيال هذه المسألة، وباتوا يتبنون مقاربة اكثر واقعية، لكن مع الاصرار على وقف حدود التدهور السياسي للفريق المحسوب على المملكة، عند هذا الحد، وعدم السماح لحزب الله بأي شكل من الاشكال «بتشريع» سلاحه وادخاله ضمن منظومة مقوننة تعطيه «ورقة» قوة غير قابلة العزل في المرحلة المقبلة.

ووفقا للمعلومات، ابدت الرياض حرصها على عدم تكرار نموذج "الحشد الشعبي" في العراق على الساحة اللبنانية، بعد قوننته في المجلس التشريعي واعتباره جزءا من ​القوات​ المسلحة العراقية، وقد شرع المسؤولون السعوديون في نقاش دقيق وعميق مع الحريري حيال مفهومه للاستراتيجية الدفاعية المنوي مناقشتها بعد الانتخابات النيابية، وعلى عكس الاندفاعة الاوروبية والاميركية حيال ضرورة وضع سلاح حزب الله على "الطاولة" من جديد، تبدو السعودية اكثر حذرا، ولا تريد الاستعجال في الاقدام على خطوة غير مضمونة النتائج.