على الرغم من صعوبة المفاوضات، التي شهدتها الساعات الماضية، نجحت قوى الثامن من آذار بالوصول إلى تفاهم مع "​التيار الوطني الحر​" و"​الجماعة الإسلامية​" لتشكيل لائحة موحدة في دائرة عكار، بعد أن كان التيار في بداية التحضيرات يتفاوض مع "المستقبل" من أجل إنضمام مرشّحن له عن المقعد الماروني جيمي جبور والأرثوذكسي أسعد ضرغام الى اللائحة، إلا أن فشل المفاوضات، التي كان يتمسك فيها "المستقبل" بترشيح النائب هادي حبيش عن المقعد الماروني، قاد إلى تحالفه مع حزب "القوات اللبنانية"، الذي يرشح عن المقعد الأرثوذكسي وهبي قاطيشا، وعودة "الوطني الحر" إلى التفاوض مع قوى الثامن من آذار، التي كان لديها نواة لائحة برئاسة رئيس التجمع العكاري النائب السابق ​وجيه البعريني​، وتضم عن المقعدين الأرثوذكسيين النائب السابق ​كريم الراسي​ عن تيار "المردة"، وأميل عبود عن "​الحزب السوري القومي الإجتماعي​"، والنائب السابق ​مخايل الضاهر​ عن المقعد الماروني.

في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن المفاوضات بين "التيار الوطني الحر" وقوى الثامن من آذار واجهت عقبتين أساسيتين: الأولى متعلقة بأن ترشيح البعريني قد لا يصب في مصلحة اللائحة، خصوصاً مع ترشح نجله وليد على اللائحة المنافسة التي شكلها تيار "المستقبل"، الأمر الذي دفع المرشح عن المقعد السني الثاني محمد يحيى إلى وضع "فيتو" على اسم البعريني، أما الثانية فهي متعلقة بوجود 3 مرشحين عن المقعدين الأرثوذكسيين: الراسي، عبود، ضرغام، كما أن هناك أزمة متفرعة عنها متعلقة بكيفية إدارة تحالف، كان محتملاً، بين "الوطني الحر" و"المردة" في هذه اللائحة، بالإضافة إلى صعوبة الطلب من "القومي" الإنسحاب من المعركة، خصوصاً أن "الوطني الحر" يسعى في الوقت عينه إلى إقناع الحزب في سحب مرشحه عن المقعد الإنجيلي في دائرة بيروت الثانية فارس سعد، للإنضمام إلى لائحة قوى الثامن من آذار و"جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية"، بينما "القومي" يؤكد حرصه على الحلف مع "المردة"، ويشدد على ضرورة الوصول إلى صيغة توافقية في ما يخص التحالف في عكار.

وتوضح هذه المصادر أن عودة "التيار الوطني الحر" إلى التفاوض مع قوى الثامن من آذار، تعود بالدرجة الأولى إلى أن هذا التحالف سيسمح له بالفوز في مقعد واحد على الأقل هو المقعد الأرثوذكسي، في حين سيكون منافساً على المقعد الماروني، الأمر الذي يريح قاعدته الشعبية التي كانت قد عبّرت عن إمتعاضها من التوجه إلى سحب ترشيح جبور، في حال التحالف مع "المستقبل"، مع العلم أن الأخير كان قد حصن واقعه الإنتخابي في هذه الدائرة عبر ضم وليد البعريني، وإقناع النائب الحالي خالد الضاهر بالإنسحاب من المعركة لصالحه، الأمر الذي كان بمثابة ضربة قوية إلى الجهود التي كان يقوم بها وزير العدل السابق أشرف ريفي.

إنطلاقاً من ذلك، تشير هذه المصادر إلى أن الإتفاق كان ينص على أن ينسحب النائب السابق الراسي من المعركة، ليكون مرشحا اللائحة عن المقعدين الأرثوذكسيين هما ضرغام وعبود، وينضم جبور كمرشح عن المقعد الماروني، في حين سيكون حسين السلوم هو المرشح عن المقعد العلوي، والأخير يعتبر مقربا من تيار "المردة" الذي من المفترض أن يدعم اللائحة، في حين تأخر البحث الأساسي في أسماء المرشحين عن المقاعد السنية الثلاثة، حيث حسم فقط إنضمام المرشح محمد شديد إلى اللائحة عن "الجماعة الإسلامية"، التي تخوض مفاوضات مع "الوطني الحر" في أكثر من دائرة، بينما كان يطرح على المقعدين الآخرين كل من وجيه البعريني، محمد يحيى، ومحمود حدارة، مع العلم أن الأخير هو شقيق منسق تيار "المستقبل" في عكار سامر حدارة، إلا أن نتيجة المفاوضات بين القيادات السياسية الأساسية حسمت إنضمام يحيى والبعريني إلى اللائحة، في ظل تمسك اكثر من فريق سياسي بترشيح الأخير لا سيما "القومي"، نظراً إلى الرمزية التي يشكلها في الدائرة، وهو كان قد أجرى إتصالات مع قيادة "الوطني الحر" أفضت إلى هذا الإتفاق، إلا أن المفاجأة كانت لدى الوصول إلى مرحلة توقيع المرشحين على التوكيلات لدى كاتب العدل لتسجيل اللائحة في ​وزارة الداخلية والبلديات​، مع العلم أنها كانت توصف بـ"الحديدية" ومن الممكن أن ترفع حظوظها بالفوز في 3 مقاعد بالحد الأدنى.

في هذا الإطار، تكشف المصادر نفسها عن أن المرشحين فوجئوا بسحب إسم البعريني من اللائحة وإنضمام مرشح آخر لها، الأمر الذي دفع "القومي" والمرشح العلوي إلى التريّث، خصوصاً أن الإتصالات بين القوى المشكلة لهذه اللائحة، كانت قد وصلت إلى تبني ترشيح البعريني، الأمر الذي يتطلب المزيد من البحث، في حين أن البعريني عبّر، في حديث لـ"النشرة"، عن إمتعاضه مما حصل، ملمحاً إلى حصول "لعبة" عليه، قد تدفعه إلى إعلان لائحة من دون "الوطني الحر"، تضم، بالإضافة إليه، الضاهر عن المقعد الماروني، السلوم عن المقعد العلوي، عبود والراسي عن المقعدين الأرثوذكسيين، أما عن المقعدين السنيين كل من عدنان المرعبي وحسين المصري، في حال لم تحسم المفاوضات في الساعات القليلة المقبلة.

بناء على ذلك، توضح المصادر المطلعة أن الأمور متوقّفة على نتائج الإتصالات القائمة حالياً، سواء بالنسبة لعودة البعريني إلى اللائحة أو ذهابه إلى تشكيل لائحة لا تضم مرشحي "الوطني الحر" ومرشح "الجماعة الإسلامية"، خصوصاً أن اللائحتين جاهزتين.