تلاشى كل الزخم الذي كان ينطلق منه اللواء ​أشرف ريفي​ لخوض معركته السياسية والانتخابية بوجه تيار "المستقبل" ورئيسه ​سعد الحريري​. فالوزير السابق الذي ظن البعض أنّه أوشك على مزاحمة رئيس الحكومة على الزعامة السنية، لم يستطع قبل 3 أيام من الموعد الذي حددته وزارة الداخلية لاغلاق باب تشكيل اللوائح الانتخابية من اعداد لوائحه الخاصة، التي، كان يعوّل أن تدخل المنافسة بقوة سواء في عكار او طرابلس او ​بيروت​ كما في ​البقاع الغربي​، فاذا بها تصطدم بانسحابات متتالية أُعلنت من بيت الوسط أبرزها انسحاب النائب ​خالد الضاهر​ والمحامي ​نبيل الحلبي​، ما شكّل صفعة كبيرة للواء المتقاعد الذي يستنفر حاليا لاستيعاب العملية الناجحة التي نفذها الحريري بشق صفوفه.

وبالرغم من كون الفراق بين ريفي والضاهر ناتج عن خلاف بينهما حول ادارة عملية تشكيل اللائحة في عكار وسعي كل منهما لتنصيب نفسه مقررا في هذا المجال، الا أن الحريري نجح باستثمار هذا الخلاف واستمالة النائب العكاري مجددا والذي لا شك يمتلك حيثيّة شعبية لن يتأخر على ما يبدو بتجييرها مجددا لصالح تيار "المستقبل"، عر الرغم من ان لن يكون جزءا من لائحته المكتملة في دائرة الشمال الأولى. وقد وجه رئيس الحكومة بذلك "ضربة معلم" لكل أخصامه في المنطقة المذكورة خاصة في ظل تخبطهم واستمرار المفاوضات في ما بينهم لتشكيل لوائح تبدو هشّة، وغير قادرة على خوض منافسة حقيقية، ما يُمهد لفوز كبير لـ"المستقبل" في عكار رغم خرق او اثنين متوقعين. فقرار القيادة المستقبلية التحالف مع "​القوات اللبنانية​" في الدائرة المذكورة والذي شكل استثناء الى جانب تحالفهما الانتخابي في دائرة بعلبك–الهرمل، انطلق وبشكل رئيسي على ما يبدو من سعي الحريري لنسف حركة ريفي في المنطقة وبخاصة في ظل المساعي التي كان يبذلها لتشكيل لائحة تضم الى الضاهر، مرشح "القوات" في المنطقة العميد المتقاعد وهبة قاطيشا ومرشحين آخرين محسوبين عليه.

وبالرغم من التخبط الكبير الذي يعيشه في عكار بعدما بات الوقت يداهمه، أفيد في الساعات الماضية عن تشكيل لائحة يستبعد خبراء انتخابيون ان تكون قادرة على المنافسة وتضم، أحمد جوهر، بدر اسماعيل، ابراهيم مرعب، ايلي سعد، جوزيف وهبي، ​زياد بيطار​، وأحمد رستم.

وكما في عكار، انتهى ريفي في الأيام القليلة الماضية من تشكيل لائحته الطرابلسية والتي يرجح ان تحمل اسم "لبنان السيادة"، على ان يكون جزءا منها ويركز كل جهوده على المنازلة المباشرة بينه وبين الحريري ورئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ في ​مدينة طرابلس​.

أما في بيروت الثانية، فقد فقد ريفي أيضا "رأس حربته" المحامي نبيل الحلبي الذي أعلن قبل يومين انسحابه لمصلحة الحريري من بيت الوسط، ما يضع اللائحة التي كان يعمل ريفي على تشكيلها في مهب الريح.

وليس وضع اللواء المتقاعد أفضل في البقاع الغربي حيث أفيد عن انسحاب أحد أبرز مفاتيحه الانتخابية مؤخرا. لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة مفاوضاته مع "القوات اللبنانية" التي أنتجت تشكيل لائحة من المرجح ان تضم عن المقعدين السنيين عمر حرب وعمر ​صلاح الدين​ وإيلي لحود عن المقعد الماروني وغنوة أسعد عن المقعد الشيعي و​نبيل بدر​ الدين عن المقعد الدرزي.

بالمحصلة، يبدو واضحا ان "التسونامي" الذي كان يُعدّ له اللواء ريفي لاجتياح لوائح "المستقبل" في 6 أيار، لن يكون الا موجة صغيرة تخلف ندوبًا جانبية، سيتمكن رئيس الحكومة من استيعابها ليؤكد مجددا ثبات زعامته السنية رغم كل التحديات التي اجتازها في الأعوام الـ3 الماضية.