لأن طموح الشباب ال​لبنان​ي بالتغيير أصبح كبيرا، لن تستطيع الـ"خرزة الزرقا" لوحدها أن تحميه، ولأن "السبعة" ليست كافية لكي "نحمي ونبني" "الدولة القوية" وإنتاج "نبض التغيير" بالحياة السياسية وإحياء "الأمل بلبنان"، "صار بدا" تضافر جهود كل اللبنانيين لنقل البلد الى مكان أفضل.

هذه العبارات هي من أبرز شعارات ​الحملات الانتخابية​ لبعض الأحزاب في سباقها نحو البرلمان، في محاولة منها لجذب المقترعين الى صناديق الاقتراع. وللاطلاع على تفاصيل هذه الحملات، تواصلت "​النشرة​" مع بعض المسؤولين عنها.

في هذا السياق، أوضحت المشرفة على الحملة الانتخابية في مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري، أسما اندراوس، لـ"النشرة" أن "فكرة "الخرزة الزرقا" لتيار "المستقبل" أتت من منطلق أنها موجودة في كل بيت لبناني مهما كان المذهب ولأي طبقة انتمى، وهي موجودة في ثقافتنا كلبنانيين وليس لها أي طابع ديني"، مبينة أن "الحملة أيضا يجب أن تحمل اللون الأزرق، ففي العام 2009 حملة "​تيار المستقبل​" كانت تحمل عنوان "السماء الزرقاء"، والان الخرزة فهي أيضا تحمل اللون الأزرق، ولون البحر والسماء".

واعتبرت أن "ردود الفعل ان كانت سلبية أو ايجابية، فبالنسبة لنا نحن نعتبر أن الحملة أخذت الصدى المطلوب"، مشيرة الى أن "الانتقادات التي وجهت لنا، اما أتت من قبل الطبقة المثقفة التي اعتبرت أن الحملة يمكن أن تكون "أذكى"، واما انتقادات دينية التي تعتبر أن الله وحده من يحمي".

واذ ذكرت اندراوس أن "الحريري في خطابه أكد أن الله هو من يحمي، فبالتالي لا داعٍ لهذه الانتقادات، خصوصا أنه عندما كنا نضع أسس الحملة، وضمن فريق العمل كان هناك رجال دين، أكدوا لنا أن لا مانع ديني لـ"الخرزة الزرقاء"، أشارت الى أن "ما نحاول قوله في العمق هو أن التيار يهمه دائما مصلحة لبنان حتى يبقى محميا".

من جهته، بيّن نائب الامين العام لـ"​حزب الكتائب​" ومسؤول الحملة الانتخابية في الحزب باتريك ريشا، أن "شعار "نبض" هو الأساس في الحملة ومنه تتفرع باقي الشعارات كنبض التغيير ونبض الجمهورية وغيرها".

أما عن ردود الفعل، فشدد على "أنها ممتازة وايجابية، خصوصا أنها تمتاز بالجرأة وحداثة الطلة لـ"الكتائب" بعناوين اصلاحية وتغييرية، كما أنها تركز على الحل والمشروع الانتخابي"، مؤكدا أن "هذه الحملة قام بها فريق عمل داخلي ينتمي الى الحزب وهذا ما ميزنا عن غيرنا".

وعن الجهة المستهدفة من الحملة الانتخابية، اشار ريشا الى أن "الاساس اليوم بالنسبة لنا هو الاتكال على الرأي العام في كل دائرة وليس فقط المحازبين، ولذلك نعمل على تطوير الشكل والأداء والمضمون في خطاباتنا لعدم الوصول إلى نفور الناخبين من المرشحين لأسباب محددة".

أما بالنسبة للون "الكحلي" المستخدم في حملة حزب "الكتائب"، والذي كان يميز باللون "الأخضر"، فأوضح ريشا أنه "لن يصبح دائما وهو للحملة الانتخابية"، لافتا الى أن "اللون الكحلي تاريخيا استخدم من قبل الحزب وليس غريبا عنا، لكننا الان نغيّر ونحاول اعطاء رونق جديد مع الحفاظ على الحزب".

وحول قدرة الحملات الانتخابية على التأثير على الرأي العام عبر شعاراتها، فأوضحت الأستاذة في علم الاجتماع ليلى العلي لـ"النشرة" أن "الشعار لا يؤثر على الرأي العام بحد ذاته، بل الأشخاص هم الذين لهم التأثير الأكبر"، مشيرة الى أن "الشعار يجب أن يعبر عن أصحابه، وأن يعبر عن واقع المجتمع ورغبة الفئة وهدفها من وراء هذا الشعار".

واعتبرت أن "الشعارات الموجودة حاليا، توصل الفكرة الى الرأي العام، فمثلا "​التيار الوطني الحر​" ومنذ انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وهو يستخدم مصطلح "الرئيس القوي، لبنان القوي... الخ"، وبالتالي أصبحت كلمة "القوي" تعبر عنهم فأدخلوها في الحملة الانتخابية. بينما "تيار المستقبل" فهو يعتبر أنه حمى البلد من الانهيار بالتسويات التي قدمها وهو سيستمر في حماية البلد مثل "الخرزة الزقاء".

أما عن شعار "الكتائب"، فرأت أنه "منذ أن ترأس النائب سامي الجميل الحزب وهو يستخدم كلمة التغيير، أما عن الحملة فأعتبرت أنها جديدة وليست متداولة ولكنها جميلة، وعندما ينظر الشخص اليها فهو بحاجة الى التفكير كي يفهمها، بعكس حملة "تيار المستقبل" الذي يعتبر شعاره شعبويا".

أما بالنسبة الى "​القوات​" وشعار "صار بدا"، فرأت العلي أن "هذا بدوره شعار شعبوي وهو يستخدم يوميا من قبل المواطن اللبناني".

كثيرة هي الشعارات الرنانة التي تعتمدها الاحزاب السياسية في معاركها الانتخابية، ولكن الاهم بالنسبة للمواطن اللبناني هو مدى جدية الاحزاب في تحقيق هذه الشعارات والوعود التي يطلقونها.