رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​نواف الموسوي​ أن "لبنان تعرض منذ الأزمة في ​سوريا​ إلى تهديد أخطر بكثير من الاحتلال الإسرائيلي، إذ أنه هدد وجود لبنان والمكونات اللبنانية بجميع انتماءاتها، أي مختلف الطوائف والجماعات التي يتكون منها لبنان، ولو أن الله لم يكتب لنا أن ننتصر في سوريا على المجموعات الإرهابية التكفيرية، لكانت مشاهد الذبح والسبي والتهجير لا تزال ماثلة في أذهاننا من أول قرية مع الحدود السورية وصولا إلى هذه المنطقة الحدودية مع ​فلسطين المحتلة​، ولا سيما أن في كل منطقة تمكن التكفيريون من الوصول إليها سواء في سوريا أو ​العراق​، قاموا بعملية إبادة موصوفة".

اضاف خلال لقاء سياسي في بلدة ​علما الشعب​، "في وقت مبكر قدرنا أن واجبنا الوطني يملي علينا أن نقاتل العدو التكفيري قبل أن يدخل إلى أراضينا، لذلك تحملنا هذه المسؤولية وقمنا بتأديتها وقدمنا تضحيات جمة، لكنها إذا قورنت هذه التضحيات بالآثار الوجودية والاستراتيجية على وطننا لبنان والمواطنين اللبنانيين، لرأينا أنها مقارنة مع ما تحقق، هي تضحيات أقل ما يمكن أن تكون فيما لو واجهنا التحديات بعد دخول العدو التكفيري إلى أراضينا، وهذا يعني أنه إذا كنا نقدم شهيدا في المواجهة القتالية، فإننا كنا سنقدم العشرات بل المئات من الشهداء بما فيهم المدنيون لو دخل التكفيريون إلى قرانا ومدننا". واوضح انه"سبق أن نصحنا أشقاء لنا بضرورة المبادرة إلى مقاتلة التكفيريين في سوريا، وفي الحقيقة وبكل صراحة كانت استجابتهم محدودة، وهنا نتحدث بالتحديد عن أشقائنا العراقيين، إذ قلنا لهم منذ البداية، إذا بقيتم تتفرجون على ما يحصل في سوريا، هذا الخطر سينتقل إليكم، وقلنا آنذاك للمرجعيات الدينية على اختلاف انتماءاتها، بما فيها المرجعية الشيعية في النجف، إن الذين يقاتلون في سوريا يقولون بملء الفم إنهم متى انتهوا من سوريا سيأتون إليكم، فاستجاب بعض قليل من إخواننا العراقيين الذين قاتلنا وإياهم كتفا إلى كتف في سوريا، وقدموا التضحيات، ولكن الذي حصل، أنه في أقل من عامين تمكنت ​المجموعات التكفيرية​ من غزو العراق، فأسقطت ​الموصل​، وأسقطت تقريبا أكثر من نصف العراق تحت سيطرتها، بل وصل الخطر التكفيري إلى معاقل أساسية كالنجف على سبيل المثال، وكادت أن تسقط ​سامراء​، ونعطي المثال العراقي لنقول، إنه لولا سمح الله لم نبادر إلى قتال التكفيريين ردا على اعتداءاتهم في سوريا، لكنا الآن نقاتلهم في كل قرية من القرى والمدن اللبنانية".

أضاف: "لن تكون وجهتنا في أي مرحلة من المراحل إلا توطيد العيش المشترك وترسيخ الوحدة الوطنية، ونحن في حال تعاون مع الممثلين الحقيقيين للمسيحيين ممن نتفق نحن وإياهم بعد حوار طويل عبر تفاهمات سياسية مكتوبة، أما من نختلف معهم من قوى مسيحية سياسية، فنحن على الأقل في حال حوار وتبادل للرأي إن أمكن، وفي حال عيش دون اشتباك أو تأزم في العلاقة. أما بالنسبة للمواطنين المسيحيين الموجودين هنا فهم أهلنا، وعندما نكون في علما الشعب، نعتبر أنفسنا مثلما نكون في أي قرية أخرى، ولا سيما أن مسؤولية النائب الوطنية والشرعية عن القضاء، هي أن يحمل هموم كل مواطني القضاء، وأن يكون عند أي فرصة تسنح من أجل تقديم الخدمة لهم، وعليه لن يكون هناك إلا المظهر الحميد للعيش الواحد في هذه المنطقة، وسنقف بوجه كل ما يمكن أن يمس هذا العيش". وتابع الموسوي: "عدد الألغام والقنابل العنقودية التي ألقاها العدو الصهيوني في العام 2006 كان كبيرا جدا، وعليه، قدمت يد المساعدة إلى لبنان وتمكنت الفرق المعنية إزالة الألغام والقنابل العنقودية، من تنظيف ما نسبته نصف المساحة التي شغلت بالألغام والقنابل العنقودية، ولكن حتى الآن لا يتوفر التمويل الكافي لاستكمال نزع الألغام، لكننا نلتزم متابعة هذا الأمر مع الجهات المعنية الدولية واللبنانية، وبما لدينا من فرق معنية بإزالة الألغام".