كشفت مصادر ميدانية لصحيفة "الراي" الكويتية أن عملية إخلاء عناصر "​جيش الإسلام​" وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل يومين بوساطة روسية وترحيلهم إلى ​جرابلس​ في ​ريف حلب الشمالي​، أو جبل الزاوية في إدلب، لا تسير حسب المخطط لها، مشيرة إلى أنه ليل أول من أمس لم تخرج سوى خمس حافلات للمسلحين وعائلاتهم، فيما ارتفع الرقم إلى أكثر من 39 ​حافلة​ حتى مساء يوم أمس، إضافة إلى حافلة واحدة من الرهائن أقلّت نحو أربعين منهم معظمهم من النساء والأطفال.

وأوضحت المصادر أن المسلحين لا يصعدون إلى الحافلات داخل دوما إلا مُكرهين، بعد الأخبار غير المشجعة التي تصلهم عن سوء المعاملة التي تلقاها من سبقهم إلى الشمال، ويفضّلون البقاء في دوما، مشيرة إلى أنهم وقعوا بين خيارين: إما ​النزوح​ وإما البقاء مع شرط قبول تسوية أوضاعهم، وكلاهما مرّ بالنسبة لهم.

وكانت ​وزارة الدفاع الروسية​ أعلنت أول من أمس أنه تم التوصل إلى اتفاق مع تنظيم جيش الإسلام يقضي بنزع سلاحه وخروجه من دوما، مشيرة إلى أنه من المتوقع إخراج 8 آلاف مسلح... و40 ألفاً من أفراد عائلاتهم.

من جهتها، أفادت اللجنة المدنية للمفاوضات أن الاتفاق يقضي بدخول الشرطة العسكرية الروسية إلى دوما وعدم دخول قوات ​الجيش السوري​، مع ضمان عدم الملاحقة الأمنية لمن يرغب في البقاء بالمدينة أو إلزامه بالخدمة العسكرية.

وحسب معدل الخروج الحالي، فإن الأمر سيمتد لفترة ليست بالقصيرة بالمقارنة مع خروج مسلحي فيلق الرحمن الذي كان يومياً يغادر منهم من مدينة عربين باتجاه الشمال نحو 100 حافلة.

وفي ما يتعلق بإفراج جيش الإسلام عن الرهائن الذين يحتجزهم في سجن التوبة، وتردد أنه يقدر عددهم بنحو خمسة آلاف، فإن الأمر يبدو بدوره مثار قلق كبير في دمشق حول مصير هؤلاء، حسب ما قالت مصادر من لجنة المصالحة لـ"الراي"، موضحة أنه لم يخرج خلال اليومين الأولين لتنفيذ الاتفاق الاسبوع الماضي قبل أن ينهار، سوى 13 فرداً، وبعد أن شن الجيش السوري عملية واسعة على دوما من المحاور كافة انتهت بموافقة ​جيش الاسلام​ على الانسحاب من المدينة وتسليم الرهائن، لم يخرج أيضاً خلال يومي الاحد والاثنين الماضيين سوى أقل من 40 معظمهم من النساء والأطفال ممكن كان جيش الاسلام قد خطفهم حين استولى على مدينة عدرا العمالية قبل 3 سنوات.

وعلمت "الراي" أنه منذ خمسة أيام، بدأ نقل عناصر من الجيش السوري والقوات الرديفة التي تقاتل إلى جانبه، من ​الغوطة الشرقية​ إلى حي التضامن تمهيداً لبدء عملية عسكرية كبيرة ضد تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مدينة الحجر الأسود ومعظم مخيم اليرموك مع أجزاء من التضامن والقدم. أما فصائل المعارضة التي تتبع لـ"الجيش الحر" وتسيطر على بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا فوافقت على إبرام مصالحات ستفضي إلى ترحيل عناصرها مع عائلاتهم إلى الشمال ولكن بعد أن يخوضوا إلى جانب الجيش السوري المعركة ضد تنظيم داعش، حيث تقع البلدات التي يسيطرون عليها إلى الجنوب الشرقي من مخيم اليرموك.

مصادر من لجان المصالحة في جنوب دمشق قالت لـ"الراي" إن العدد الإجمالي للمسلحين في كامل المنطقة لا يزيد عن 3500، منهم ألفان يتبعون لتنظيم داعش، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإخراج التنظيم من جنوب دمشق فستبدأ عملية واسعة على الأغلب خلال الأيام القليلة المقبلة.