كثيرة هي الإجتماعات التنسيقية التي تعقد هذه الأيام بين قيادتي ​تيار المستقبل​ و​الحزب التقدمي الإشتراكي​ في دائرة ​البقاع الغربي​ و​راشيا​ بهدف لملمة الوضع المتوتر بينهما منذ اللحظة التي إستبعد فيها رئيس التيار ​سعد الحريري​ عضو اللقاء الديمقراطي النائب أنطوان سعد عن اللائحة مستبدلاً إياه بالمرشح عن المقعد الأرثوذوكسي غسان السكاف. كثيرة هي الإجتماعات التنسيقية التي تعقد بين الحليفين، وكلها بعيدة عن الإعلام، لأن الوضع ليس على ما يرام، ولأن التحالف بينهما حصل ولم يعد هناك من مجال للتراجع عنه بعد إقفال باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية والبلديات.

عن هذا التوتر، تشرح أوساط إشتراكية أن " الطريقة التي تعاطى بها الحريري مع النائب جنبلاط بإستبعاد سعد في اللحظات الأخيرة لم تكن مقبولة لا لدى قيادة الحزب ولا بالنسبة الى جمهوره، كذلك فإن إستبعاد سعد رفع من حظوظ الفوز لدى المرشح الخصم أي لدى النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الموجود في المنطقة سياسياً وخدماتياً.

وفي شرح إشتراكي مفصل، تعتبر الأوساط نفسها أن " عدداً من مناصري الحزب قرر حجب أصواته عن اللائحة فقط لأن الحريري إستبدل سعد بالسكاف غير المعروف، الأمر الذي سيتسفيد منه الفرزلي". وتسأل " هل هكذا يكون الوفاء للنائب سعد يا رئيس الحكومة سعد الحريري؟ وهل نسيتم كيف إنسحب من جبهة النضال الوطني في العام ٢٠١١ فقط لأن رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب ​وليد جنبلاط​ قرر تسمية نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة بدلاً من حضرتكم"؟.

في مقابل هذه المآخذ الإشتراكية، تبدو قيادة التيار الأزرق عاتبة أيضاً على الحزب التقدمي، وفي هذا السياق، تعبّر هذه القيادة عن إنزعاجها من السلوك الإنتخابي للنائب وائل أبو فاعور، وتسأل " هل أصبحت المعركة بالنسبة الى الحليف أبو فاعور داخل القرى والبلدات السنية؟ وهل صار هدفه مسابقتنا على الأصوات التفضيلية السنية؟ لماذا يصر الحليف وائل على صرف الخدمات التي قدمها يوم كان وزيراً للصحة وقبلها للشؤون الإجتماعية في شارعنا وبين جمهورنا؟ ألا يدرك أن ما يقوم به قد يسقط مرشحاً سنياً على اللائحة وسيفيد حكماً الخصم أي الوزير السابق عبد الرحيم مراد.

هذا السجال الإشتراكي–المستقبلي يفرض طرح السؤال على الفريقين عن مرحلة ما بعد الإنتخابات النيابية وإذا التحالف السياسي بينهما سيستمر، سؤال تتعاطى معه قيادة المستقبل بإيجابية، بينما يظهر الحذر على جواب الحزب الإشتراكي: "فلننتظر ما سيحصل في الإنتخابات كي نبني على الشيء مقتضاه، أو بشكل أوضح، فلنرى إذا كان الرفيق وائل سيتعرض لحجم منظم للأصوات التفضيلية وبعدها لكل حادث حديث، عندها ستكون الخيارات مفتوحة، ولن تكون هناك مسايرة على حساب مصلحة الحزب السياسية، يكفينا أنهم حرمونا من المقعد النيابي الثاني في الدائرة".