رقى بطريرك ​السريان الكاثوليك​ الانطاكي ​مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان​، الخوراسقف شارل جورج مراد الى الدرجة الاسقفية، في كاتدرائية سيدة البشارة للسريان الكاثوليك - المتحف. وتمت السيامة الأسقفية خلال قداس الهي عند الخامسة من مساء اليوم، بوضع يد البطريرك يونان راسما الخورسقف مراد اسقفا للدائرة البطريركية باسم مار ميتاس شارل مراد، في حضور الوزير ​نقولا تويني​ ممثلا رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​، النائب ​نبيل دو فريج​ ممثلا رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، نائب رئيس ​مجلس الوزراء​ وزير الصحة ​غسان حاصباني​، الوزير ​ميشال فرعون​، النائب ​نديم الجميل​، المرشحين: ايدي ابي اللمع، ​مسعود الأشقر​، ​نقولا صحناوي​ و​عماد واكيم​، القائم باعمال ​السفارة البابوية​ في ​لبنان​ ​ايفان سانتوس​ وعدد من المطارنة والآباء العامين والكهنة والرهبان والراهبات وعائلة المطران مراد.

وبعد تلاوة الأنجيل المقدس قرأ سانتوس رسالة تهنئة من رئيس مجمع الكنائس الشرقية في ​الفاتيكان​ ​ليوناردو ساندري​، هنأ فيها كنيسة السريان الكاثوليك والبطريرك يونان برسامة المطران الجديد، وقال إن "الكنيسة بأسرها اليوم تفرح بالنعم التي سيحصل عليها الأسقف الجديد من خلال رسامته التي هي تتميم لقول ​المسيح​ لرسله بتبشير الأمم والشعوب وتحضيرها لتقبل الخلاص".

والقى البطريرك يونان بدوره عظة قال فيها: "ان بولس رسول الأمم في رسالته الى القديس تيموتاوس يذكره بالدعوة الى الأسقفية التي هي موهبة من الله بوضع يد الرسل وخلفائهم، فحذر للأسقف ان يهمل هذه الموهبة، وشجع اياه كي يؤدي خدمته باعلان الكلمة والوعظ والتعليم بثبات وبروح القوة و​المحبة​ والفطنة، هكذا يخلص نفسه ونفوس المؤمنين الموكلة الى خدمته".

أضاف: "لقد اصغينا الى البشرى السارة في انجيل متى وفيها ان الرب يسوع عندما اعترف فيه بطرس ابنا لله الحي، سماه بالصخرة التي سيبني عليها بيعته مؤكدا ان ابواب الجحيم لن تنال من هذه البيعة، ومعنى اختيار هذا النص الإنجيلي في الرسامة تذكير لنا بأن الخدمة الأسقفيه هي دعوة خاصة لإتباع السيد في مسيرة الفداء، فيسوع قال لتلاميذه: "لستم انتم من اخترتموني بل انا اخترتكم لتنطلقوا ولتأتوا بثمار. فالأسقف ليس فقط للكرامة بل لتحمل المسؤوليات الجسيمة التي تلقى عليه وما اكثرها اليوم متكلا اولا واخيرا على يسوع معلمه، هي النعمة الإلهية تقويه وتقوده في طريق الخدمة الأسقفية بالأمانة والثبات مهما كثرت الصعوبات ومهما تلكأت الطبيعة البشرية".

وتابع: "شعار اسقفنا الجديد " بالحق والمحبة: وهو مدعو ليكافىء الأخيار ويسامح المقصرين ويعلن الحقيقية دون تزلف وتردد ونشر جو من الفرح والرجاء والخدمة، وهو مؤتمن على الإيمان الذي نقله الينا اباؤنا القديسون ومؤتمن على اخوته واخواته يشجعهم ويرافقهم ليتمسكوا بمحبة الرب، وليشارك بروح النزاهة المتجردة ببناء مؤسسات ابرشيتنا فيضحي الراعي المحب والمتفهم والمنفتح على الشراكة يعمل بحكمة وصمت وتواضع على غرار معلمه الذي قال: تعلموا مني اني وديع ومتواضع القلب".

وقال: "اسقفنا الجديد مؤتمن على نشر حضارة المحبة والتعلق بكنيستنا والإقتخار بتراثنا السرياني والمشرقي والإعتزاز بالألاف من المعترفين والشهداء الذين قدموا بدمهم من اجل يسوع الفادي.انه من رواد الحق والعلم ومن رواد المحبة والأنفتاح على الكنائس الشقيقة في الحوار البناء هكذا يضحي فاعلا للسلام".

وختم: "ابونا شارل يحتفل غدا بذكرى مولده 49، لبى دعوة الرب بفرح منذ صغره، سيم كاهنا بوضع يد سلفنا المثلث الرحمات مار اغناطيوس انطون الثاني حايك، وانطلق يخدم رعيته وكنيسته راعيا ومرشدا ومعلما حصل تعليمه في لبنان في ​جامعة الروح القدس​ كما في روما، وكان دوما مشهودا له بعطاءاته وانفتاحه والمرح الذي كان ينشره حوله، كان معروفا انه يجسد حوله محبة الرب بعطاءاته في حقول الرعايا وممارسة العدالة مما دعا اباء ​السينودوس​ ليرشحوه للرتبة الأسقفية فيصبح راعيا مبشرا بالكلمة، اهنىء ابونا شارل باسقفيته واهنىء والدته وذويه ونضرع الى ​العذراء​ مريم امنا السماوية سيدة البشارة ان تشفع بنا لدى ابنها فيؤدي المطران مار ماتياس شارل رسالته بتجرد وبسخاء حسب روح الأنجيل وتعليم ​الكنيسة الكاثوليكية​".