أكد رئيس الإتحاد الكاثوليكي الأب طوني خضرا، في كلمة له خلال حفل عشاء أقامه أقام الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة ​لبنان​ "​أوسيب​ لبنان"، "أمله في أن الوطن الصغير سينهض وينتصر"، لافتا إلى أنه "كما في كل عام نلتقي في عشاء إتحاد ​الصحافة​ الكاثوليكية رافعين شعار حرية الإعلام وحرية الإنسان وحرية الوطن لكن لكل لقاء نكهته ولكل لقاء همومه وهواجسه".

وذكر أنه "تمر السنوات نكبر نحن وهموم الوطن تكبر معنا في كل مرة نحمل الآمال والأمنيات نتناسى الهموم التي تحيط بالوطن نتفاءل ونسعى علّنا نرسم مستقبلا أفضل غير أنه وفي كل مرة نستنتج كم أن الحمل يصبح أكثر ثقلا وكم أن المهام أكثر تعقيدا وأن الصعوبات المضافة اكبر من الحلول التي حملناها، لكننا نحن أبناء الرجاء نحن أبناء الأمل نحن أبناء القيامة لن نيأس ولن نتراجع نعرف وندرك كم أن الصعوبات والتحديات كبيرة، صعوبات على صعيد الوطن وتحديات على صعيد الوجود المسيحي الحر فيه ونعود في كل مرة إلى السؤال، من أين نبدأ؟ هل نبدأ من مشاكل ​وسائل الاعلام​ التي تعاني من الازمات المتلاحقة والتي تضعف دورها وتهدد وجودها؟ أم نبدأ من أزمة أهل الإعلام على تعدد مهنهم من ​صحافيين​ ومصورين ومخرجين وكتابا ومفكرين مع ​التصحر​ الذي يضرب بعض المؤسسات الإعلامية والفكرية؟ أم نبدأ من أزمة ​الأقساط المدرسية​ التي تضرب عائلاتنا وتهدد مستقبل أولادهم وباتت شبح رعب للعائلات، فبات الخوف من الولد وعليه بدلا من أن يكون مصدر فرح وسعادة؟ أم نبدأ من تشريعات وقوانين تسن ومنها في الأيام الماضية ما اعادنا إلى قوانين التجنيس السيئة الذكر والتي هي في مثابة مؤامرة على لبنان وعلى القضايا العربية بما فيها ​القضية الفلسطينية​ وما يحاك ويحكى اليوم عن قوانين الإقامة لا يقل خطورة عن التجنيس الحقيقي".

وسأل خضرا أيضاً "من اين نبدأ ؟ هل نبدأ من حملات إنتخابية حيث نرى غياب البرامج والمشاريع لرؤية مستقبلية للوطن وحيث بات هاجس الحاصل الإنتخابي يطغى على مصير الوطن والمواطن؟ فنرى لوائح مرشحين لا يلتقون على شيء إلا على مصلحتهم الشخصية وعلى زيادة عدد أصواتهم فهل هكذا تخاض الإنتخابات؟ وهل هكذا نؤسس لمجلس نيابي مؤتمن على ​الدستور​؟ وهل هكذا نعيد بناء السلطة والمؤسسات؟ هل نبدأ من أزمة البطالة التي تضرب شبابنا والتي تزيد عن خمسين في المئة والتي تلقي بهم على أبواب السفارات وتشتتهم في بلاد الإغتراب وتحرمهم من حنان أهلهم وتضع الدموع في عيون أمهاتهم؟ هل نبدأ من أزماتنا المعيشية اليومية"، مشيرا الى أنه "من منا لا يمضي ساعتين على الأقل يوميا في زحمة السير لقد كان عندنا خدمة قطارات منذ 100 عام وخدمة أوتوبيسات عامة منذ 60 عاما، وها نحن اليوم نترحم على الماضي ازماتنا المعيشية اليومية هي هي منذ أكثر من 40 عاما كانقطاع ​المياه​ والكهرباء وكأن لا حلول لها أو لا أحد يبحث عن حلول جدية لها، من أين نبدأ وكيف نبدأ؟ إنه سؤال نطرحه على أنفسنا كل يوم وكل لحظة منذ أن نذرنا أنفسنا في خدمة المصلحة العامة مع مجموعة أوسيب لبنان ولابورا ومجموعة أورا، نذرنا أنفسنا لخدمة الوطن والمواطن ولخدمة الحفاظ على التنوع في هذا الوطن حيث تتعايش كل الطوائف في إطار من الحرية واحترام الآخر، رغم الصعوبات ورغم الحواجز لم ولن نيأس إنها قضيتنا قضية وجودنا وتاريخنا ومستقبلنا"، منوهاً الى أن "قضية أجيال تقع علينا مسؤولية ضمان أمنها ومستقبلها مسؤولية حماية الوطن والكيان".

وتابع بالقول "هذه الأزمات ليست في الأساس من مسؤوليتنا لا يجب أن تكون من إهتماماتنا هي مسؤولية الدولة ومؤسساتها، غير أن الدولة غائبة لا محاسبة ولا من يحاسب، في الأسبوع الماضي شاهدنا كيف أن رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية دخلت السجن بسبب قضايا ​الفساد​ وكذلك رئيس جمهورية البرازيل ورئيس حكومة إسرائيل يلاحقه القضاء بسبب قضايا الفساد وقياسا الى ما عندنا نرى تلك القضايا بسيطة لكن رغم ذلك هناك ملاحقات ومساءلة أما عندنا فتعج كل يوم وسائل الإعلام بقضايا الفساد ولا من يسأل أو يهتم. فكيف يمكن أن نبني وطنا إذا بقينا على هذه الحال؟ ماذا نترك لأجيالنا الجديدة مع دين عام طال 100 مليار ​دولار​؟ ماذا نترك لهم حين باتوا يعجزون عن تملك شقة صغيرة وبات التملك مفتوحا على مصراعيه للأجانب؟ وكيف نبني وطنا يليق بنا وبأولادنا كيف نحافظ على الوطن والكيان ؟ كيف نوقف الهجرة وإنهيار الكيان".

وأكد خضرا "أن أوسيب لبنان مؤتمن على هذه المسؤوليات. ان للصحافة وللاعلاميين دورا مركزيا في بناء الوطن. لهم دور محوري في الدفاع عن الحقيقة مهما كانت صعبة دورهم أساسي في نشر قيم المصلحة العامة التي باتت شبه غائبة أمام تفشي المصالح الشخصية فلنتكاتف كاعلاميين لنرفع الصوت عاليا في وجه الفساد والمفسدين لنرفع صوت المحاسبة والمساءلة ولنبدأ كل منا حيث هو بأن يدرك بأننا على مسار إنحداري، واننا اذا استمررنا على ما نحن عليه سنخسر أولادنا وسنخسر وطننا انه التحدي الحقيقي والمصيري".

وختم خضره بالقول "يسعدنا ويشرفنا في هذا العشاء ان نكرم وسائل إعلام لبنانية وإعلاميين فيها وقفوا معنا في كل نشاطاتنا وقضايانا والفضل الاكبر لهم لان حققنا الكثير وبخاصة في الفورم الاول 2018 فكانوا معنا لنصل معهم إلى كل اللبنانيين".