ترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران ​بولس مطر​، لمناسبة عيد مار جرجس، يحيط به الآباء إغناطيوس الأسمر وبيار أبي صالح وعمانوئيل قزي وداود أبو الحسن، القداس الإلهي على نية بيروت وأبنائها، في ​كاتدرائية مار جرجس​ في وسط العاصمة وشارك فيه رئيس ​المجلس العام الماروني​ الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من المجلس وممثلو هيئات روحية وإجتماعية ومصلون.

وألقى المطران مطر عظة بعد الإنجيل المقدس اعتبر فيها ان كل عدوان غريب ضد أرضنا وضد شعبنا يؤدي بنا إلى الموت، يجب أن نحصن نفوسنا من أي عدوان غريب هذا صحيح، ولكن من داخل كيف لنا أن ننقذ وطننا؟ هل نحن بحال جيدة اليوم؟ حبذا لو كانت الإنتخابات فرصة للتأمل بمصير البلاد ومستقبلها وفي برامج انتخابية توضع على البحث بدلا من أن يكون كل واحد يشد إلى مصلحته ليصل هو دون برنامج. ضيعنا الفرصة لنكبر وننمو في هذه ​الانتخابات​، ولكن الله يساعدنا فيما بعد لترتيب الأوضاع ونسير نحو الأمام. المهم أن تمر الإنتخابات وتقوموا بواجباتكم قياما كبيرا. إنما ما هو أبعد من الإنتخابات، لبنان لا يخلص بانقسامات أبنائه، مفكر يوناني قديم من 500 سنة قبل المسيح قال لا تخلص المدينة إلا إذا شعر كل أبنائها أن لهم مصير واحد، هل نشعر أن لنا مصير واحد في لبنان؟ إذا شعرنا أن مصيرنا واحد وأن المركب يغرق بنا جميعا، نهب لنصرة المركب ونصرة البلاد كرجل واحد. في حال الخطر لا يعود هناك من أحزاب ولا تجمعات، في حال الخطر كلنا واحد من أجل لبنان".

أضاف: "نتأمل أن نفكر في هذا الامر لنصير على طريق الخلاص، المهم أن نفكر في الخير العام ليخلص لبنان. يقول أهل العلم في ​سياسة​ الدول: هناك ثلاث أرادات الإرادة العامة وهي إرادة التجمعات والإرادة الفردية، إذا كانت الإرادة الفردية فوق الإرادة العامة فهذا خطأ، حتى الإرادة الجماعية إذا سألت عن مصيرها هي دون مصير الآخرين غير صحيح، الوطن أعلى يجمع الكل. لذلك لا الارادة الفردية ولا الإرادة الجماعية تحل محل الإرادة الوطنية العليا. إذا لم نصنع ذلك لن يكون لنا مستقبل، هذا أمر له أهمية كبرى. هذه أمور يجب أن نفكر فيها المال العام هو مال وقف، عندما ندرك اليوم أن هناك أموالا لم تُدفع للأيتام للمستشفيات للفقراء وتصرف ملايين الدولارت لأمور أخرى، ميزان الحقيقة متقلب في هذا الامر، الفقراء يُخدمون في الآخر هذا أمر غير صحيح. لو كنا نحن اللبنانيين ثابتين في الشجرة الوطنية نعيش منها ونُعيشها وافرة الظلال وطير الأغصان يعشعش فيها . مار جرجس بطل لأنه ضحى في نفسه وضحى في مركزه، عندنا شهداء في الحرب ضحوا بأنفسهم من أجل وطنهم".