أكد رئيس الجمهورية الأسبق ​أمين الجميل​، في كلمة له خلال حفل أقامه ​مركز سرطان الأطفال​ في ​لبنان​ في ​الكويت​ بحضور أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن "هذا الحفل "لا يشبَه ضجيجَ الحرب الدائرة في المنطقة، ولا الضجيجَ السياسي، ولا الاستحقاقَ الانتخابي في لبنان، وهو لقاءٌ بقدْرِ ما فيه من الألم، بقدْر ما يُعطي الأمل، وبقدْرِ السخاءْ يكونُ الشفاءْ، لطفلٍ، لطفلةٍ، لابنٍ، لابنة"، مشيراص الى أن " الأمير الشيخ صُباح الاحمد، راعي الحفل، ينزِل في قلب كلِ لبناني، وفي صميم وطن الارز، منزِلَةَ الكبارِ الكبار، فسموُّه حاملُ همومِ لبنان منذ عقودٍ من الزمن، مذ كان وزيراً لخارجية الكويت، أطالَ اللهُ بعمره".

واعتبر الجميل أن "هذه الرعاية الكريمة تعطي دفعاً اضافياً وقيمةً كبرى وانتصاراً لحقِ الحياة وثقافةِ البقاء على رائحةِ العذابِ والفناء"، لافتا الى أن "امسيتَنا إنشاداً لمركز الاطفال للسرطان تشكّلُ بارقةَ أملٍ في ​صحراء​ الموت التي يجتازُها عالمُنا العربي".

واشاد بـ"جهود السيدة ​نورا جنبلاط​ الساهرة بحسّها وقلبِها وعينِها ودمعِها على المركز الذي منذ تأسيسه في ١٢ نيسان ٢٠٠٢، يؤمنُّ لأطفالِنا المصابين العلاجَ الطبّي والعنايةَ النفسية دون تكبيدِ الأهالي، ويكفيهِم مُصابُ المرضِ الذي يطاردُ فلْذاتِ أكبادِهم"ن معتبراً أن "المركز ظهرّ الفارقُ بين الأخذِ والعطاءْ، بين اللقاءِ والفِراقْ، بين الحياةِ والموتْ إنه الأملُ بالغدِ مُتاحٌ للجميع، بفرصٍ متساوية، دون إعتبارٍ للمالِ أو الجاهِ أو الجنسِ أو الجنسيةِ أو المذهبْ".

وتابع بالقول "هذا هو المَعنى الاول، والبعدُ الاول، والسُموُّ الأعلى لفلسفةِ التضامنِ في قضايا ​الانسان​، لثقافةِ الاتحادِ بمواجهةِ المِحَنِ الموجِعة، وهل من وجعٍ أقسى من مواكبةِ طفلٍ يصارعُ للبقاءِ بألمٍ وأملْ، وهيهاتِ أن ينجُوَ الى الأبد أو يغفُوَ الى الابد"، واصفا "الحضورُ اللبناني في الكويت بأنه إقامةٌ في بيتِنا وأسرتِنا ووطنِنا الثاني، تماماً كما لبنان الوطنُ الثاني للكويتيين". كما نوه الى أن "لبنان والكويت وطنانِ توأمانْ، وزمنُ عزٍّ لن يكونَ أبداً من الماضي، ودولةِ الكويت صامدة الى جانبِ لبنان في أحلك الظروف وأعتاها، دون تمييزٍ أو تخصيص"، مشدداتص على "انها دولةٌ، إنها قيادةٌ، إنه شعبٌ يعيشُ مَعنى التضامنِ الانساني بكاملِ مُفرداته".

وأوضح أن "الجالية اللبنانية والجالياتُ العربية العاملة على أرضِ الكويت خير دليلٍ على الاصالةِ الكويتية"، اعتبر أنه "فعلُ إيمانٍ لبناني كويتي عربي مشترك بالعمل الانساني المجرّد"، مبدياً تقديره ومجلس الامناء لما تبذله الكويت من خدماتٍ اجتماعية وسخاءٍ انساني". وأشار الجميل إلى أن "الامير الشيخ صباح الأحمد داعمٌ دائمْ لرسالةِ المركز وأهدافِه، ما جعلَه، أي المركز، إضافةً الى مساهماتٍ أخرى، مرجعيةً طبّية إقليمية لـ 83 مركزاً في 23 دولة في ​الشرق الأوسط​ وشرقِ آسيا"، ذاكراً أن "توسيعِ المركز خدماتِه لأكبرِ عددٍ من الأطفال في لبنان والمنطقة العربية، من خلالِ بناءِ مستشفىً متخصّص لأطفالِ مَرضَى ​السرطان​ في ​بيروت​، يرفعُ منسوبَ الأمل ومعه درجاتِ المسؤولية".

وختم بالقول أن "المركز عنوانٌ يقصُدُه أحباؤنا الاطفال من كلِ لبنان ومن كلِ المنطقة العربية. عنوانٌ يناديكم، عنوانٌ يناجيكم، عنوانٌ يحتاجُكم.

من جهتها نوهت السيدة نورا جنبلاط، في كلمة لها، الى أنه "بعدَ 16 عاماً على تأسيس المركز، يمّرُ شريطُ الصورِ والمحطاتِ، النجاحاتِ والإخفاقاتِ، حكاياتُ الهزيمةِ تليها بشائرُ الإنتصارِ، وجوهٌ طريةٌ جاءت حائرةً بائسةً فطبعت على وجهِها بسمةَ الوعدِ بالحياة"، موضحة ان "خيارُنا كان مشاركة الأطفالِ الآمِهم وأمالهِم، فأصبحنا أُسرتهَم وجزءاً من علاجهِم، وقمنا بذلكَ بكلِ محبةٍ وإلتزامٍ، ووقفنا إلى جانبِ الطفلِ وقدمنا لهُ من علمِنا وعاطفتِنا".