أكد الأمين العام "للحزب الشيوعي" ​حنا غريب​ خلال تنظيم الحزب لمناسبة ​عيد العمال​، لقاء سياسيا في ​دير الزهراني​، أنه "من واجبنا أن نكون مع أهلنا في دير الزهراني وفي كل البلدات والقرى وخصوصا في هذا الاستحقاق الإنتخابي"، مشيرا الى أن "أولى الحديث يجب أن يكون التحية لكل أهلنا في دير الزهراني ولكل الشهداء ولكل التضحيات التي قدمتها هذه البلدة في كل المحطات النضالية الوطنية والاجتماعية".

وقال: "عنوان اللقاء هو التغيير، تغيير النظام الطائفي لأنه أساس الأزمة التي يعيشها ​لبنان​ وهدفنا بناء دولة وطنية على انقاض الدولة الطائفية وسلطتها الفاشلة. ومن هنا نجد أن خطاب الكثير من المرشحين فارغا من أي مضمون ولم يعد باستطاعته تقديم أي حل للشعب اللبناني، تحت سقف النظام الطائفي لذلك هم يستخدمون اليوم شعاراتنا، وهذا دليل ضعف وليس قوة".

أضاف غريب: "إذا وجدنا أمر إيجابي في هذه المعركة الإنتخابية هو أن هناك في هذه ​الإنتخابات النيابية​ حراكا سياسيا بامتياز قد حصل هو استكمال لكل الحراكات التي سبقته، ولم يعد هناك أحد قادر على التهرب من هذا الموضوع، الحراكات التي حصلت من بداية حراك اسقاط النظام الطائفي وحراكات هيئة التنسيق النقابي و​الحراك الشعبي​ حول ​النفايات​ والمواجهة التي حصلت في ​الانتخابات البلدية​، وها هي المواجهة اليوم في ​الإنتخابات البلدية​ التي نعتبرها استكمالا لما سبقها".

ورأى أن "اليوم لا يوجد أكثريات نيابية على أساس طائفي تشكل حلا للأزمة لأنها ستزيد الأزمة تفاقما ولذلك كان موقف "الشيوعي" من البداية نعم لقانون إنتخابات على أساس ​النسبية​ وخارج القيد الطائفي والدائرة الواحدة، ونحن نعتبر في القانون الحالي أن تقسيم الدوائر والصوت التفضيلي كان هدفه أولا وأخيرا ضرب صحة التمثيل النيابي، لمنع "الشيوعي" ولمنع ال​قوى اليسار​ية و​العلمانية​ وغير الطائفية والمدنية من الدخول إلى البرلمان، وأن صوتها الذي كان مرتفعا في الشارع ممنوع دخوله إلى ​المجلس النيابي​، ومن أجل ذلك وقفنا ضد القانون وضد من أقر هذا القانون في هذه السلطة".

وقال غريب: "أما في موضوع المقاومة، فنقول إن مفهومنا للمقاومة، مقاومة وطنية، للتحرير وللتغيير، لكي نعطي قيمة لكل الشهداء الذين هم الآن تحت الارض، ينادوننا نحن الذين فوق الارض بفضلهم، نسمعهم يقولون: إننا ليس من أجل ذلك استشهدنا وضحينا بحياتنا، ليس من أجل أن تحكم هذه الطبقة السياسية الفاسدة لتوصل البلد إلى ما وصل اليه".

وأوضح أن "مفهوم مقاومتنا ليس ضد ​اسرائيل​ وضد ​الإرهاب​ فقط، بل أيضا ضد هذا النظام الطائفي الذي نناضل ونعمل على تغييره، بدءا من الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحق الناس ب​الكهرباء​ والماء والخروج من التبعية وتأمين كل الحاجات الاجتماعية والصمود الشعبي وبناء الملاجىء في ​الجنوب​، لاهلنا لكي نواجه ونقاوم وهو فعل ثوري بامتياز، ونقول هذا الامر حرصا على نهج المقاومة وخيار المقاومة الذي يجب أن يكون ضد اسرائيل وضد الطائفية، لأن الطائفية هي عدوة المقاومة وبامتياز، فكيف نستطيع تحرير أرضنا وحررناها دون قيد أو شرط ولا نستطيع أن نزيل النفايات من الشوارع وأن نحافظ على شبابنا التي يهجرها هذا النظام الطائفي والمذهبي ولا نتمكن من تأمين الحد الأدنى من حاجات البشر".

وأشار غريب إلى أن "هذه الإنتخابات هي كشف حساب، ولا يحق لأحد من أطراف السلطة أن يقول ان لا علاقة له بما يحصل في الملف الاقتصادي فهو شريك فيه وعليه أن يتحمل مسؤولية وصول المديونية الى 80 مليار ​دولار​"، مؤكدا أن "​محاربة الفساد​ تكون بمحاربة هذا النظام الطائفي لانه هو نظام الفساد السياسي بامتياز وهو نظام ​المحاصصة​، فلا يوجد موظف فاسد في هذه الدولة الا وخلفه زعيم طائفي ومذهبي اكثر منه فسادا وافسادا".

وأكد أنه "يجب أن نكون على قدر المسؤولية وأن نذهب إلى التغيير الحقيقي كي نمنع هذه السلطة الفاسدة من إعادة انتاج نفسها من جديد وكي نقطع الطريق على تشكيل كتلة نيابية من حيتان المال".

وقال: "دعونا في عيد العمال بالأمس كل اللبنانيين لعدم انتخاب لوائح أحزاب السلطة، كل أحزاب السلطة، ونريد أن نقول للجميع إن المطلوب منا جميعا مواجهة فعلية لهذا التحدي. وما يميز هذه الدائرة، دائرة ​النبطية​ و​مرجعيون​ و​حاصبيا​ و​بنت جبيل​، أنها تطرح لائحة "صوت واحد للتغيير" في أنها تمثل فعل تجميع لقوى اليسار كي يكون الأساس والركيزة لتجميع قوى الاعتراض والتغيير الديموقراطي".

ولفت غريب الى أنه "إذا لم ينهض "الشيوعي" ومعه كل القوى اليسارية، العلمانية، التقدمية، وتشكل كلها الرافعة الأساسية فلا يمكننا الخروج من الأزمة، مشيرا الى أن "مشروعنا اليوم هو أن تكون هذه الدائرة الصخرة التي نستطيع ​البناء​ عليها لنفتح أفق التغيير الذي نريد. فكما كان الجنوب وهذه المنطقة رأس الحربة في المواجهة، في المقاومة الوطنية للتحرير، سيكون معنا اليوم في هذه المعركة نحو مقاومة وطنية للتغيير، للتغيير، وللتغيير بإرادة وعزيمة الذين تقدموا الصفوف في الأول من أيار وغيروا التاريخ".