أكد النائب ​كامل الرفاعي​ أن "المنطقة قادمة على وضع غير طبيعي في خضمّ استنفار بين مشروعين هما الأميركي الصهيوني من جهة، والممانعة من جهة أخرى".

وأشار الرفاعي، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، الى أن "هذا الواقع سيؤثر حتماً على الساحة الداخلية التي أعتقد أنها تبقى محكومة بالتوافق مهما تفاوتت النظرة الى الأمور بين مختلف القوى، وهذا التوافق عبّر عنه بوضوح أمين عام "​حزب الله​" السيد حسن نصرالله، ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​، وهو سيُنتج برأيي حالة معيّنة تؤدي الى إدارة الأمور في المرحلة القادمة بالطريقة نفسها التي كانت تقوم بها الحكومة في المرحلة السابقة للإنتخابات"، لافتاً الى أن "حزب الله مُلتزم بالقرار 1701، أما القرار 1559 فـ "حطّو ورا ضهرو"، كما أن الفريق الآخر ايضاً يغضّ النظر كلياً عن القرار 1559، وهو يطالب بالإلتزام بالقرار 1701".

وشدّد الرفاعي على أن "التشنّج الذي حصل بعد الإنتخابات في بيروت مثلاً وغيرها يؤدي الى أن كل جانب يتحمّل مسؤوليته ويتنازل عن الخطاب ذات السقف العالي لصالح التواصل والتفاهم لكي نتمكّن من تمرير هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة ونحصّن ساحتنا الداخلية، ولكي نتمكّن من الوصول الى نوع من تسوية للمرحلة القادمة، فالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية سيئة، فيما الحالة المذهبية تفاقمت نتيجة الإنتخابات، ولا بدّ من معالجة تلك الملفات بكثير من الحكمة. ونحن نعوّل في هذا الإطار على موقف من رئيس الجمهورية ​ميشال عون​"، منوهاً الى ان "كل الجهات وأكثرية الشعب يراهنون على الجيش اللبناني".

كما ذكر أنه "اعتقد أن الحريري لن يسلّم بضغط المجتمع الدولي لسحب سلاح "حزب الله"، وهو يعلم أن في الوقت الحالي لن يستطيع المطالبة بذلك، وهو في قرارة نفسه يفهم ذلك جيداً، و"​القوات اللبنانية​" ايضاً، لذلك، سيكون هذا الملف خارج إطار الخلافات بين الفرقاء في الداخل، وسيكون الإختلاف حالياً حول تأليف الحكومة وتوزيع حصّة كل فريق فيها".

وفي سياقِ مرحلة ما بعد الإنتخابات، اعتبر الرفاعي ان "ولادة الحكومة ​الجديدة​ لن تكون سهلة، وستكون طويلة"، معتبرا أنه "ما عبّر عنه رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ حول أن اتفاق الطائف أشار الى أن ​وزارة المالية​ للطائفة الشيعية وردّ الحريري عليه بأن ذلك ليس وارداً في الطائف، يدلّ على أن هذا الملف سيستغرق وقتاً كثيراً، خصوصاً بالنسبة الى توزيع الأحجام داخل الحكومة الجديدة".

وأشار الى أن "كما "القوات اللبنانية" والتيار "الوطني الحر" و"الثنائي الشيعي" خرجوا منتصرين من الإنتخابات، فإن الحريري لم يخسر، وهو لا يزال يتمتّع بقدرة وازنة، ورغم تقلُّص كتلته، إلا أنه لا يزال موجوداً على الساحة لكن أيَ ضعف للرئيس الحريري يأتي من باب تخلّي الحلفاء الإقليميين عنه في الفترة الحالية".