اكد المرشح عن المقعد السني في "لائحة الوحدة الوطنية" ​الياس البراج​ ان ​الانتخابات النيابية​ جرت "وسط غابة من العيوب والتجاوزات شملت جميع المستويات الاجرائية واللوجستية، مما يجعلها عرضة لنزع الشرعية الشعبية بالكامل، خاصة وان نسب التصويت بلغت مستويات هي الاقل تاريخيا في بعض المناطق، وسط غياب تام "لهيئة الاشراف على الانتخابات" وتواطؤ بعض ضباط وعناصر القوى الامنية، وكذلك الهيئات والمنظمات والجمعيات التي تزعم مراقبة ديمقراطية الانتخابات، وهي التي تنال مساعدات وتبرعات مالية باتت بدورها تحتاج لمراقبة".

وفي تصريح له، أشار البراج إلى أن "هناك مئات الشهادات على المخالفات التي ارتكبها ممثلو لوائح السلطة"، لافتاً الى ان مراكز الاقتراع في بلدة برجا كانت مسرحا لتجاوزات قانونية واستفزازية بينها ترهيب بعض رؤساء الاقلام على مرأى وسمع القوى الامنية التي كان واضحا تواطؤ بعض ضباطها وعناصرها مع ماكينات السلطة.

وأوضح أن "من تلك المخالفات تنخيب العديد من المقترعين النساء بطرق غير قانونية بحجة تسريع عملية الاقتراع وتخفيف الضغط في بعض الاقلام، علما ان لوائح السلطة استعانت بجيش من العاملين يوم الانتخابات داخل الاقلام في حين لم تصلنا الا قلة من التصاريح المطلوبة للمندوبين، وما وصلنا متأخرا جدا كان خلافا لكل ما طلبناه حيث لم نستلم سوى تصريحين لمندوبين متجولين اثنين من اصل 150 طلبا للمتجولين".

وعدا عن الاخبار بشأن وصول أقلام مفتوحة وأقلام بدون محاضر الى الفرز النهائي، دعا البراج الى التحقيق في الانفاق الانتخابي الضخم "الذي تجاوز كل الحدود والسقوف، فاحد المرشحين -الفائزين- على لائحة ارسلان-العونيين افتتح في الايام الاخيرة مئات المكاتب الانتخابية في ​اقليم الخروب​، اي اكثر من مليون دولار على هذا البند، كما ان احتساب كلفة اللوحات الاعلانية على مدى اشهر مستمرة لبعض المرشحين كلفت مبالغ خيالية لا يسمح بها القانون".

بالنسبة إلى النتائج، أوضح البراج ان "القوى الطائفية والمذهبية هي المنتصر الاول، لكن من اللافت انها مررت في ​الشوف​ وخاصة في اقليم الخروب لبعضها آلاف الاصوات في اللحظات الاخيرة رغم ما بينها من خلافات مزعومة ومزيفة، ومن ذلك ذهاب اصوات ​الجماعة الاسلامية​ وبعض اصوات ​حزب الله​ و​سرايا المقاومة​ لبلال عبدالله اي لائحة تحالف جنبلاط-الحريري-القوات اللبنانية او للائحة العونيين و​طلال ارسلان​، وذلك خلافا لكثير من التوقعات".

بالنسبة إلى "تواضع" الأصوات التي نالها على الصعيد الشخصي واصوات لائحة الوحدة الوطنية في برجا والاقليم، لفت إلى أن هناك "عدة اسباب لذلك اهمها اعصار الرشاوي الانتخابية مقابل ميزانيتي الشخصية التي لم تتعدى بضعة آلاف من الدولارات، وانخفاض نسبة التصويت، وهناك السبب الرئيسي المتثمل باتخاذ المعركة الانتخابية عنوانا خاطئا، حيث نجح الحريري بتحويل الانظار عن معركة الانماء والتعبير عن القرار الحر لبرجا والاقليم ومواجهة التلوث والاقطاع والوصايات وجعلها قضية والده في مواجهة المرشح اللواء ​علي الحاج​ وعلاقاته مع سوريا. كما لا ننسى كيف استفاد الحريري وجنبلاط من الممارسات الميليشاوية الغبية لمواكب طلال ارسلان التي حضرت عشية الانتخابات الى برجا في احدى المناسبات، والمفارقة ان ذلك حصل في الوقت الذي كان فيه الحريري جنبا الى جنب مع ارسلان في الجنوب وحاصبيا. فعلا مسكين ابن اقليم الخروب كيف يتم التلاعب بمشاعره".

وأضاف البراج: "هذا الجو عزّز الالتفاف حول مرشح الحريري. كذلك هناك اخطاء ارتكبت في لائحتنا، ونحن نخوض الانتخابات أول مرة معا، ومعظمنا لا يعرف بعضنا. ولا ننسى خيانة بعض المجموعات المسماة ناصرية التي كان صاحبها اصرّ عليّ بطريقة غريبة التحالف مع وهاب وتخلوا عنا في اللحظة الأخيرة، ومع ذلك فان ارقام المرشحين الآخرين تعكس اوجه قوة لنا، فمرشح جنبلاط وحزبه في برجا حصل فقط على 900 صوت، بينها اصوات الجماعة الاسلامية، واصوات العاملين في سبلين والكسارات والزفاتات ونوادي الواجهة وبعض عناصر السرايا الى جانب العلاقات الشخصية والاسرية للنائب علاء ترو، اي ان حزب جنبلاط بالكاد يصل بعد ستين عاما من وجوده في برجا الى 200 صوت من الحزبيين واسرهم، اي اقل من اصواتي التفضيلية الشخصية في برجا، واقل من الاصوات التفضيلية التي نالها الزميل ​وئام وهاب​ رغم دخوله الحديث الى المنطقة".

وأشار إلى أن "هناك وجه آخر للمقارنة، فبرجا كانت تُعتبر قلعة الشيوعيين في لبنان، ولكن مرشحهم انطوان فواز لم ينل فيها سوى 83 صوتا وفق النتائج الاولية. وبناء عليه، ونظرا لامكانياتي الشخصية بالكامل، استطيع القول ان اصواتي التفضيلية تعكس قاعدة شعبية واسعة في برجا، وهذه القاعدة هي اكثر من شعبية حزبيين تاريخيين اثنين، احدهما يمثل حزب السلطة وله في البلدة نائب وله في المنطقة مصالح اقتصادية ضخمة".

اما عن الرقم الصعب الذي حققه وئام وهاب في الشوف، رأى أن "بروز نجم وهاب الانتخابي يشير الى امكانية بدء مرحلة جديدة في الجبل والشوف وحراك وطني قابل للتطور، حيث كسر وهاب باصواته التفضيلية احتكار ابرز اقطاعيين في الجبل، واثبت انه قادر على مقارعة كل الزعامات التقليدية سواء من حيث عدد الناخبين او من حيث نوع الطرح وجرأته"، معتبراً أن "وهاب أصبح اشجع سياسي في لبنان بدون مبالغة، حيث تحدى وفضح كل المحرمات المزيفة التي رافقت التحالفات والمواقف الغامضة الصادرة عن بعض حلفائه قبل خصومه. ورغم ذلك فقد فاز فعليا وتفوق على غيره من المرشحين الدروز "الناجحين".

وشدد البراج ان "على ​وزارة الداخلية​ والمؤسسات الدستورية الاخذ بالطعون المقدمة بالانتخابات ونتائجها وتلبية المطالبة باعادة الفرز والجمع واحتساب الاصوات حيث اختفت-ولا تزال مختفية حتى اللحظة- نتائجنا في الكثير من الاقلام، فان لم يحصل ذلك ستتزايد الشكوك اكثر فاكثر بنتائج هذه الانتخابات خاصة".

وختم البراج بتقديم الشكر "لكل من استطاع الصمود حتى اللحظات الاخيرة واختار البقاء في خط الحرية والنقاء لنثبت معا -ايا كان عددنا- ان ارادتنا لا ولن تنكسر امام وحش سلطة المال ولهاث البعض المستميت وراء السلطة".