أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها أنها "​القمة الإسلامية​ الثانية التي تعقد في ​اسطنبول​ من أجل ​فلسطين​ خلال ستة أشهر، والقمتان فوق ذلك طارئتان، أي إنهما عقدتا على عجل بسبب قضية مهمة تستحق العجلة واتخاذ القرارات الاستثنائية التي تستحقها، وإلا لا حاجة لأن تكون طارئة أو عاجلة"، مشيرة الى أن "اللافت أن القمة "الطارئة" التي يفترض أن يحضرها قادة 57 دولة نظراً لأهمية السبب الذي انعقدت من أجله، وهو قرار إدارة ترامب بنقل ​السفارة الأميركية​ إلى مدينة ​القدس​ وما يمثله ذلك من اعتداء على مقدسات إسلامية، واستفزاز لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم، ومن ثم المذابح التي ترتكبها ​إسرائيل​ بحق الفلسطينيين، هذه القمة لم يحضرها إلا عدد قليل من قادة الدول الإسلامية لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ما يدل على عدم اكتراث بالقضية وما تمثله من قداسة لدى المسلمين والعرب والمسيحيين".

ولفتت الى ان "كلام كثير قيل في القمة، بعضه كان مستهلكاً ولم يعد يصلح لمعالجة قضية بحجم قضية فلسطين وما وصل إليه الحال من تداعيات ونتائج كارثية، وبعضه كان يعبر عن واقع حال تعبيرا عن موقف فيه غضب ومرارة وشعور بالتقصير والخذلان، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة"، مضيفة: "المهم أن القمة الثانية عقدت واختتمت والتقطت الصور التذكارية كي تبقى شاهدة على تاريخيتها وقراراتها"، مشيرة الى أن "المواطن العربي والمسلم ينتظر مثلا قرارات ترد على الفعل الأميركي الآثم بحق فلسطين والمدينة المقدسة، وعلى جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل، مثل سحب السفراء أو تجميد العلاقات أو فرض عقوبات سياسية واقتصادية على الدول التي حذت حذو أميركا في نقل سفاراتها من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، لردع الدول الأخرى التي تفكر في اتخاذ خطوات مماثلة، إسوة بما فعلته جنوب افريقيا غير العربية على الأقل باستدعاء سفيريها في واشنطن وتل أبيب، وهذا أبسط ما كان متوقعا من قمة استثنائية وطارئة".

ورأت أن "القرارات التي صدرت عن قمة اسطنبول كانت عادية جدا ولا ترتقي إلى الفعل المطلوب للرد على الجرائم السياسية واللاإنسانية التي ارتكبت خلال الأسابيع الماضية بحق فلسطين والفلسطينيين والعرب والمسلمين"، لافتة الى أن " القرارات كان يمكن اتخاذها في أي اجتماع وفي أي وقت"، مؤكدة أن "الإدانة بأشد العبارات الأعمال الإجرامية للقوات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، واعتبار خطوة واشنطن بنقل سفارتها إلى القدس عملاً استفزازياً وعدائياً موجهاً ضد الأمة الإسلامية، واتهام إدارة ترامب بتوفير الدعم لإسرائيل في ارتكابها الجرائم الوحشية كل هذا الكلام لا يعني شيئاً بالنسبة لإسرائيل و​الولايات المتحدة​، ولن يغير قيد أنملة في موقفيهما، لأن مثل هذه القرارات هي دليل ضعف وعدم جدية وتهرب من تحمل المسؤولية".