رأى العلّامة ​السيد علي فضل الله​ أنه "لا يمكننا أن نعطي ل​لبنان​ المعنى الذي يستحقه، إن لم يحمل في كل مكوناته ومواقعه عناوين التسامح والانفتاح و​المحبة​ والرحمة، وعندها فقط يتحوّل البلد إلى قيمة تجمع لا تفرّق، وإلى رسالة ترشد وتوعي، وعندها لن تجد مسلماً يطالب فقط بحقوق المسلمين، ومسيحياً يطالب فقط ب​حقوق المسيحيين​".

وفي الإفطار السنوي الذي أقامته جمعية المبرّات الخيرية في مجمع ثانوية الكوثر ومبرّة السيدة خديجة الكبرى، بحضور حشد من الفاعليات السياسية والدينية والعسكرية والثقافية والحزبية والاجتماعية و​رجال الأعمال​، تقدّمهم الوزير ​سيزار أبي خليل​ ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، النائب ​محمد نصرالله​ ممثلاً رئيس مجلس النوّاب الأستاذ نبيه برّي، الأستاذ حسن ضرغام ممثلاً رئيس ​مجلس الوزراء​ الأستاذ سعد الحريري،أشار فضل الله إلى أن " لكلِّ الذين يحصرون حديثهم بالمطالبة بحقوق المسيحيين: إنكم بذلك تسيئون إلى ​المسيحية​ والمسيحيين، كما أقول لمن يحصرون حديثهم بالمطالبة بحقوق المسلمين: إنكم بذلك تسيئون إلى المسلمين و​الإسلام​.. وأقول للجميع: تعالوا لنُعلي شعار رفع الغبن عن الجميع، لأننا لا يمكن أن نبني وطناً يشعر فيه الناس بالغبن، فالغبن هو مشروع فتنة وحرب ومشروع تدخلات للدول الطامعة".

ولفت إلى أن "حذَّرنا قبل ​الانتخابات​ من هذا الخطاب الطائفي والمذهبي، وقلنا إنَّ الناس في وادٍ آخر، وقد بيَّنت الانتخابات هذه الحقيقة، وأنَّ الناس يريدون من يحل لها مشاكلهم ويعالج وجعهم وألمهم.. ولهذا انكفأوا عن المشاركة في الانتخابات، رغم كل هذا الخطاب، أو أعطوا فرصة إضافية لمن يعي". وقال: "نأمل أن تكون الرسالة قد وصلت، وأن يتحرك من يتسلمون مواقع المسؤولية للقيام بمسؤوليتهم ومعالجة مشاكل الوطن.. وما أكثرها! وما أكثر ما يتهددنا من حولنا وما ينتظرنا!"

وختم: "إننا نأمل أن تحمل الأيام القادمة نفساً جديداً، وعقلاً فاعلاً، وروحاً منفتحة في إدارة كل مواقع الحكم، وبكلِّ تفاصيله وخصوصاً في تشكيل حكومة في القريب العاجل، حكومة نريدها أن تكون على صورة الأحلام التي وعد بها اللبنانيون، حكومة عمل لا حكومة تسيير أعمال، حكومة متعاونة لا حكومة مناكفات وصراعات، حكومة خالية من ​الفساد​ والمفسدين، حكومة تسعى لخدمة مصالح الناس لا لمصالح مكوناتها، حكومة تنقذ البلد من أزماته وتعمل على حمايته من تطورات المنطقة، لا حكومة هي انعكاس للتوترات الحاصلة في المنطقة والعالم".