احتفل الخوري الجديد داني درغم بقداس الشكر في ​كنيسة مار جرجس​ - ​الخريبة​ في الحدت، حيث اتم خدمته الشماسية، واستقبله ابناء البلدة بمسيرة صلاة نحو الكنيسة. وقبل بدء القداس احتفل كاهن الرعية الخوري دوري فياض ب"رتبة التدجيج"، وهي عادة قديمة في ​الكنيسة المارونية​، يلبس خلالها الكاهن الجديد الشارات الكهنوتية لدى وصوله إلى الرعية.

والقى درغام عظة قال فيها: "بفرح كبير، أقف اليوم أمامكم وقفة شكر وامتنان، يا أبناء ​رعية مار جرجس​ المحبين والأوفياء، الغيورين على الكنيسة ورسالتها في بلدة الحدت العريقة. أقف أمامكم وقلبي مشدود إلى العلاء يشكر الله على نعمة الكهنوت العظيمة التي أسعى جاهدا لأستحق شرف خدمتها، بعد سنوات عديدة من التهيئة والتنشئة، كان أن خص الله من بينها أشهرا قليلة قضيتها في ربوعكم من خلال خدمتي الشماسية".

اضاف: "لمسني الرب، وأنا طالب في سنتي الجامعية الأولى بعد أن كنت قد بدأت أشق طريقي نحو التخصص وبناء المستقبل بشكل طبيعي، ودخلت الإكيلريكية مبحرا في ​سفينة​ التنشئة والتعليم، ما بين التهيئة الروحية والثقافية في إكليريكية مار أغسطينوس في كفرا ​بيت مري​ والتنشئة الفلسفية واللاهوتية في ​جامعة الحكمة​ في ​بيروت​، بالتوازي مع العمل الرعوي والرسولي في رعايا الأبرشية، والخدمة الإرسالية خارج ​لبنان​".

وتابع: "لقد كان البحث عن الحقيقة المحرك الجوهري لمسيرتي الروحية والفكرية، ككل إنسان يتوق إلى الفرح والحرية ليجدهما فيحيا بهما، وأمام تعدد إدعاءات الحقيقة، لم أجد سوى حقيقة واحدة، معلقة على خشبتين متعارضتين، مرذولة مهانة، تفرغ نفسها بحب مجاني ومطلق، لكنها مكللة بالمجد الذي لا يعرف الزوال. فالحقيقة الوحيدة التي فرضها علينا الرب الإله هي حقيقة الحب، حقيقة التعرية، حقيقة البذل، حقيقة الموت، الذي هو البرهان القاطع على وجودنا، أنا أموت إذا أنا موجود، إنه برهان لا يقحم، هذه هي الحقيقة المطلقة والوحيدة، التي لا ضمانة لها سوى المصلوب مع صليبه، هكذا وجدتها وفيها وضعت فرحي".

واردف: "وقد استوقفني ولفتني خلال دراستي أصول ونشأة المارونية هوية ودعوة ورسالة، وعلاقتها الراسخة بلبنان الأرض والكيان، لذلك استهواني البحث والتفتيش لفقه عمق الإرتباط القائم بين التوأمين غير المنفصلين: المارونية ولبنان، ما جعلني أقضي عشرات الساعات، قارئا وباحثا في كل ما تقع عليه يدي من مؤلفات لها صلة بهذه العقدة التي أصبحت قضية، على حد وصف الأب ميشال الحايك. فأدركت حتى الآن، أن المارونية روح وحرية، ولبنان مساحتها الأولى لا النهائية".

وشكر كل من ساهم في دعم مسيرته الكهنوتية وقال: "لأن لي أمام الرب دينا كبيرا لأشكره على ما منحني إياه، غير نعمه وخيراته، أشخاصا شاركوا في مسيرتي التحضيرية للوصول إلى ما أنا على حاله اليوم...فاشكر رعية مار جرجس الحبيبة، قد أرادك الله في مسيرتي المعبر الرعوي الأخير نحو الكهنوت، فدعاني إليك شماسا لأغتني بما أنعمه عليك من مواهب متنوعة ووجوه مشرقة أحاطتني بالحب والألفة، فأني أشكر الله على كل ما حملته معي زادا منك لأنطلق في رسالتي ​الجديدة​. وأخص أخوتي كهنة الرعية الأبوين الحبيبن دوري فياض ويوحنا روحانا، لأقول لهما: إن أسمى ما علمتموني إياه هو مثال العلاقة الصادقة والتعاون الأخوي بين الكهنة في الرعية الواحدة لأجل الهدف الواحد ولمجد الراعي الأوحد ​يسوع المسيح​، شكرا لكما على كل شيء".

وختم: "بإسمكم ومنكم وإليكم أنطلق اليوم في رسالتي الكهنوتية، دون علمي بالمكان الذي سيدعوني الرب إليه لأتمم خدمتي، غير عالم بالظروف المحيطة ولا بالأجواء المرافقة، لكنني كلي ثقة وإيمان، بروح الرب الملازمة لطريقي، وهذا كله سيتحقق بفضل صلاتكم وسعي من دعمكم لأكون خادما أمينا ورسولا شجاعا ومعلما مستقيما، لأمان البيعة المقدسة وبنيانها ولمجد الله".