أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ ​السعودية​ تدعم حزب ​القوات اللبنانية​ مالياً وسياسياً، مشيراً إلى أنّ من غير المطروح تمثيل حزب ​الكتائب​ و​الحزب السوري القومي الاجتماعي في الحكومة المقبلة، وإنما المطروح فقط هو تمثيل القوات اللبنانية و​تيار المردة​ و​التيار الوطني الحر​ في ما يتعلق بالحصة المسيحية.

وفي حديث إلى تلفزيون "LBCI" ضمن برنامج "نهاركم سعيد" أدارته الإعلامية ديما صادق، شدّد أبو فاضل على أنّ رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ لن يوقّع على حكومة لا يكون له فيها الكلمة الكبرى، لافتاً إلى أنّ هذا التوقيع هو من الصلاحيات القليلة الباقية في يد رئيس الجمهورية بعد ​اتفاق الطائف​.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس لطالما كان لديه حقيبة سيادية منذ اتفاق الطائفة، فيما تذهب الحقيبة السيادية الثانية للمسيحيين إلى التيار المسيحي الأكبر، وهو وفقاً لتركيبة ​المجلس النيابي​ الحالي التيار الوطني الحر.

عون سيستخدم صلاحياته

وجزم أبو فاضل رداً على سؤال، بأنّ الرئيس ميشال عون سيبقى يستخدم صلاحياته حتى آخر نفس وآخر دقيقة، رافضاً تشبيه الثنائية المسيحية المتمثلة في التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية بالثنائية الشيعية المتمثلة في ​حزب الله​ و​حركة أمل​، مشدّداً على أنّ المقارنة لا تصحّ في هذا الإطار.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ هناك حساسية موجودة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ملاحظاً أنّه لم يُطرَح موضوع في الآونة الأخيرة من جانب الرئيس ميشال عون أو التيار الوطني الحر، إلا ووقفت القوات في الطرف النقيض، وتحدّث عن تناغم بين القوات و​الحزب التقدمي الاشتراكي​ وكذلك الرئيس ​نبيه بري​، ما يعطي هؤلاء الثلث في الحكومة.

لتحكم الأكثرية

وأكد أبو فاضل رداً على سؤال، أن الحكومة الجديدة يمكن أن تشكّل سريعاً في حال وافقت القوات اللبنانية على ما هو معروضٌ عليها، أي ثلاثة حقائب، مع إمكانية القبول بحقيبتين ونيابة ​رئاسة الحكومة​، ولكن إذا رفضت ذلك قد تتأخر الحكومة، مشدّداً على أنّ القوات ليست الكتلة المسيحية الأكبر، ومن يريد المشاركة عليه أن يقبل بما يُعرَض عليه.

ورفض أبو فاضل القول إن التيار الوطني الحر يسعى لمعاقبة القوات اللبنانية على مواقفها من خلال تقليص عدد وزرائها في الحكومة، وجدّد القول إنّه على الصعيد الشخصي يفضّل الذهاب إلى حكومة أكثرية تحكم وأٌقلية تعارض، كما يحصل في كل دول العالم، منبّهاً إلى أنّ العهد يفشل إذا دخل المعارضون إلى الحكم للعرقلة من الداخل.

نيابة رئاسة الحكومة أهم

وأشار أبو فاضل إلى أنّ نيابة رئاسة الحكومة في نظر رئيس الجمهورية هي أهم من الوزارة السيادية، وهي بمثابة حقيبتين، وأعرب عن اعتقاده بأنّ الرئيس ميشال عون لن يقبل أن يؤتى بأناس يتحكمون بمفاصل مجلس الوزراء، مشيراً إلى أنّه في حال قبل بعشرة وزراء مع التيار الوطني الحر، مع تشكيكه بذلك، سيكون هناك وزير ملك بينه وبين فريق آخر، كالرئيس ​سعد الحريري​ مثلاً.

ورفض أبو فاضل المقارنة بين الوضع القائم حالياً في ظل قيادة الرئيس ميشال عون للعهد، والوضع الذي كان قائماً سابقاً في عهد الرئيس السابق ​ميشال سليمان​، مذكّراً بأنّ الأخير أتى بموجب تسوية تمّ الاتفاق عليها في العاصمة القطرية ​الدوحة​، مشيراً إلى أنّ الظروف مغايرة اليوم، وقال إنّ الواقع يختلف اليوم كثيراً عمّا كان عليه في السابق.

عون يسعى لإنجاح عهده

وأكد أبو فاضل أن الرئيس ميشال عون يرفض أن يحتكر الحزب التقدمي الاشتراكي المقاعد الدرزية في الحكومة، مشيراً إلى أنّ المطروح اليوم على النائب السابق ​وليد جنبلاط​ هو أن يحصل على مقعدين درزيين ومقعد مسيحي، وقال إنّ هناك زعماء دروزاً أيضاً حلفاء لرئيس الجمهورية ويريد تمثيلهم، ولا سيما النائب ​طلال أرسلان​ وهو نائب ووزير ورئيس حزب فاعل، ويجب أن يمثَّل.

وشدّد أبو فاضل على أنّ من حق رئيس الجمهورية أن يسعى لإنجاح عهده، وبالتالي توزير أركان العهد وحلفائه، وقال إنّ من حقه أن يدافع عن نفسه، ولفت إلى أن الحكومة لن تبصر النور إذا لم تكن مرضية للرئيس عون، باعتبار أنّ توقيع الأخير هو أساسي من أجل ولادة الحكومة.

جنبلاط لن يكون عائقاً

وأكد أبو فاضل رداً على سؤال، أن الرئيس نبيه بري لن يقوم بأي معركة كرمى لعيون أحد في الحكومة، مشيراً إلى أنّ الأمور جيدة جداً بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، وهناك اتصالات مباشرة بين الرجلين.

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ النائب السابق وليد جنبلاط لن يكون عائقاً أمام ولادة الحكومة إذا ما تمّ حلّ العقدة المسيحية ووافقت القوات اللبنانية على ما يُطرح عليها، مشيراً إلى أنّ الأمور ليست متشنّجة لهذه الدرجة.

ولفت أبو فاضل إلى وجود اتجاه حازم لدى حزب الله لاستلام ​وزارة الصحة​، مرجّحاً إمكان توزير النائب السابق ​نوار الساحلي​، ومشدّداً على أنّ ​بعلبك الهرمل​ ستمثَّل في هذه الحكومة، ورفض تحميل ​الجيش​ مسؤولية تدهور الوضع الأمني في البقاع.

زيارة استطلاعية

واعتبر أبو فاضل أن زيارة المستشارة الألمانية ​أنجيلا ميركل​ إلى لبنان كانت استطلاعية، لافتاً إلى أنّ اجتماعها مع رئيس الحكومة سعد الحريري بمشاركة رجال أعمال ألمان كان اقتصادياً بالدرجة الأولى ولو تحدّثوا عن قضية النازحين.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ التركيز على موضوع النازحين كان في قصر بعبدا خلال اللقاء مع الرئيس ميشال عون. وقال إنّ ميركل كانت متفهّمة جداً لموقف الرئيس عون من قضية النازحين، كما أبدت اهتماماً كبيراً بالموضوع المالي والنقدي.

مرسوم التجنيس​ ذاهب إلى التصحيح

وجدّد أبو فاضل القول إنّه بالمبدأ ليس مع مرسوم التجنيس، مشيراً إلى أنّه دافع عن حق الرئيس ميشال عون بإصدار المرسوم كونه يندرج ضمن صلاحياته، وأكد أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية ​جبران باسيل​ لم يكن لهما علاقة بهذا المرسوم الذي قد يكون أقرّ على عجل.

وذكّر أبو فاضل بما حصل في العام 1994 بفضيحة مرسوم التجنيس الذي منح الجنسية بالكيلو، متسائلاً عمّا إذا كان ذلك جائزاً، ولفت إلى أنّ الفارق أنّ مرسوم التجنيس الحالي ذاهب إلى التصحيح، في حين أنّ مرسوم 1994 لم يصحَّح، وقال إنّ من حق جميع المتضرّرين أن يطعنوا بالمرسوم.

ورفض أبو فاضل مساءلة رئيس الجمهورية ميشال عون على خلفية مرسوم التجنيس، مشيراً إلى أنّه تلقف الخطأ الذي حدث سريعاً، وطلب التدقيق فوراً بالأسماء المشمولة بالمرسوم، وهذه نقطة تُحسَب له.

خطوة باسيل ضرورية

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أن الإجراء الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل بحق ​مفوضية اللاجئين​ على خلفية تخويفها النازحين من العودة إلى ​سوريا​، هو خطوة كان يجب أن تحصل، مشيراً إلى أنّ 90 بالمئة من اللاجئين يريدون العودة لكن مفوضية اللاجئين لا تسمح لهم، مستهجناً الأسئلة التي تطرحها للراغبين بالعودة بهدف إخافتهم من هذه العودة.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ خطوة الوزير باسيل بدأت تثمر، لافتاً إلى الكتاب الذي وجهته المفوضية إلى ​وزارة الخارجية​، وفيها إعلان عن مقاربة جديدة من ​الأمم المتحدة​ تجاه قضية اللاجئين، مشدّداً على أنّ المفوضية كانت إيجابية جداً في جوابها، وأبدت موافقتها على التنسيق في ما يخص الداتا الموجودة بيد المفوضية.

لبنان يجب أن يستمرّ

وجدّد أبو فاضل رفضه أن تمنح الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي الجنسية لأبنائها، واصفاً ذلك بالمصيبة إذا أقرّ نظراً لتداعيات ذلك على التركيبة السكانية والديموغرافية، وقال إنّ لبنان يجب أن يبقى كما هو ويستمر، واعتبر أنّ هذه ليست جنسيتي كرامتي، بل إن من لديها كرامة يجب أن تضحّي من أجل الوطن.

واعتبر أبو فاضل أنّ إعطاء الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي الجنسية لأبنائها يمكن أن يؤدي لتغيير وجه لبنان، وتحدّث عن آلاف اللبنانيات المتزوجات من فلسطينيين وسوريين، مشدّداً على أنّ إعطاء هؤلاء الجنسية يمكن أن يغيّر التوازن الديموغرافي إلى حد كبير مع عائلاتهم.

وضع الليرة جيد جداً

وأكد أبو فاضل أن المنطقة برمتها تعاني من انهيار اقتصادي ومالي، لافتاً إلى أنّ الوضع في لبنان مختلف، وهو ما أكده حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ الذي طمأن إلى أنّ وضع الليرة جيد جداً، مقللاً من شأن ما يُحكى بخلاف ذلك، لأنّ الحاكم يعرف كيف يرسم السياسات الاقتصادية والمالية.

وشدّد أبو فاضل على أنّ ​إطلاق النار​ على مصرف لبنان لا يقدّم ولا يؤخّر، متهماً من يقومون به بأنّهم فتية لا يدركون الواقع الاقتصادي. وأشار إلى أنّه أصبح هناك وعي بالنسبة للمال والاقتصاد في هذا العهد، لافتاً إلى أنّ الرؤساء الثلاثة مهتمون بهذه الأمور.

القوات تريد العدل؟

وختاماً، قال أبو فاضل إنّ القوات اللبنانية تسعى للحصول على ​وزارة العدل​ في الحكومة للضغط على القضاء وإصدار حكم لصالحها في نزاعها مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال ​بيار الضاهر​، لكنه أكد أن القاضية المنفردة الجزائية في ​بيروت​ فاطمة الجوني جريئة وقوية وكفوءة.

ولفت أبو فاضل إلى أن هناك العديد من ​القضاة​ الذين يصدرون أحكاماً جيدة، مشيراً في هذا السياق إلى الحكم الأخير الذي صدر في قضية الشاب ​إيف نوفل​، وقال إنّ القضاء يتحرك اليوم سريعاً، وأكد أنّ الحريات العامة مصونة في ظل العهد الحالي.