تفقد رئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع أحمد المير ضفاف مجرى النهر البارد من محيط ​دار الايتام الاسلامية​، وصولا حتى أطراف بحيرة سد مياه شركة كهرباء البارد، التي يستفاد منها لري الاراضي الزراعية عند ضفتي النهر في مناطق المنية وعكار، واطلع على حجم المخالفات ومدى الأذى البيئي الناشىء عن الرمي العشوائي المفرط للنفايات والحيوانات النافقة.

كما تفقد محطة توليد ​الطاقة الكهربائية​ على المياه في معمل البارد، وجال في اقسام المعمل، واستمع من ​العمال​ إلى شرح مفصل عن "طريقة عمل التوربينات التي تولد الطاقة الكهربائية وحجم إنتاجها صيفا وشتاء وقوته، والمشاكل والصعوبات التي يواجهها العمال وكيفية تحسين المعمل وتطويره".

بعدها، انتقل المير إلى منطقة ضهور الحسين، متفقدا الاماكن التي ترمى فيها ​النفايات​ العشوائية، مطلعا على مكب منطقة عدوة المواجه لعكار.

واختتم جولته بزيارة لبحيرة عيون السمك، حيث اطلع على حجم النفايات المتروكة على ضفاف البحيرة والاعشاب والطحالب والنفايات التي جرفتها السيول، وتغطي سطح البحيرة المياه.

ووصف المير ما يجري من تشويه للبيئة وتعد على الطبيعة بـ"الامر المخزي والمحزن والمعيب"، لافتاً الى أن "هذا لا يمت إلى ديننا وأخلاقنا الاسلامية التي دعت إلى النظافة والمحافظة على ​البيئة​ والطبيعة".

وشدد على أن "اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع لن يصمت بعد اليوم على يجري من تعديات وتشويه وتسيب، وسوف يتخذ خطوات حازمة جدا في الايام المقبلة تبدأ بدوريات تنفذها ​الشرطة البلدية​ التابعة للاتحاد بالتنسيق مع القوى الامنية، وبإقامة مركز مراقبة دائم في المنطقة لمنع هذه الظاهرة بشكل نهائي وردع المعتدين وتنظيم محاضر ضبط بحقهم"، منوهاً الى أن "ما يجري من تشويه وتسيب وتعد على البيئة والطبيعة هو أشبه بالكارثة، التي يزداد خطرها كل يوم بفعل الاهمال".

وتابع بالقول أنه "لذلك، يجب علينا اتخاذ خطوات استباقية كي نتدارك هذه الكارثة البيئية قبل وقوعها"، موضحاً أن "محافظ عكار المحامي ​عماد اللبكي​ قد زار المنطقة العام الماضي بالتنسيق مع اتحاد البلديات. وتم حينها اقفال عدد من ​المكبات​ العشوائية لجهة عكار، وذلك في اطار المحافظة على البيئة والثرورة المائية".

ورأى المير أن "الخطر الحقيقي الذي تواجهه هذه المنطقة متأت من مكب بلدة عدوة عند الضفة الثانية لمجرى النهر في نطاق قضاء المنية -الضنية، وخصوصا من عصارة المكب التي يجري تجمعها في برك معينة فوق النهر وقد انفجرت احداها قبل ايام قليلة، وتسربت ملوثة مياه مجرى النهر، ما ادى الى نفوق الاسماك كافة في السد المحاذي لشركة الكهرباء، هذا فضلا عن خطر النفايات التي تحملها المياه من اماكن بعيدة في جرود القيطع والضنية، وما تشكله هذه النفايات من تهديد مباشر على عمل توليد الطاقة الكهربائية، بعد وصولها الى بحيرة عيون السمك، الى جانب التشوه الكبير لمنظر البحيرة، ما ينعكس سلبا على الحركة السياحية"، لافتاً الى "اننا نناشد محافظ الشمال ​رمزي نهرا​ ان يكون له دور في هذا الموضوع، بالتنسيق مع محافظ عكار عماد اللبكي واتحاد البلديات، كي نكون متساوين في العمل على ضفتي النهر سواء أكان في محافظة عكار أم في قضاء المنية الضنية".

وختم المير بالقول "منذ هذه اللحظة، أعدكم بأننا في بلديات واتحاد بلديات وسط وساحل القيطع، ستكون لنا إجراءات مشددة وسيدفع الثمن اي شخص يتعدى على هذه المنطقة أو على هذه البيئة".