لفتت أوساط مطلعة إلى ملف تشكيل الحكومة لصحيفة "الراي" الكويتية، إلى أنّ "أمام عقدة تمثيل "​حزب القوات اللبنانية​" أكثر من مسار ممكن للحلول"، موضحةً أنّ "الأخيرة أبدت مرونة كافية تتيح توفير مخارج لمسألة حصّتها، بعدما تراجعت عن التمسّك بخمسة وزراء بينهم نيابة ​رئاسة الحكومة​ وحقيبة سيادية، ولم تمانع الحصول على 4 وزراء بحقيبتين أساسيَتين وثالثة أقلّ أهمية ووزير دولة".

وأشارت إلى أنّ "تدوير الزوايا في ما خصّ حصة "القوات" أمر غير مستعصٍ، ولا سيما أنّه لن يُظهِر أي جهة ("​التيار الوطني الحر​" و"القوات اللبنانية") مكسورة في ضوء فتح "القوات" الباب أمام أكثر من خيارٍ للحل"، منوّهةً إلى أنّ "هذا الأمر يجعل الكرة في ملعب رئيس "التيار" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ المتمسّك حتّى الساعة بحصر التمثيل القواتي بثلاثة وزراء".

وركّزت الأوساط على أنّ "العقدة الدرزية تبدو أكثر استعصاءً، بعدما حوّلتها "المعارك" السياسية - الإعلامية الّتي دارت على تخومها بين "التيار الحر" و"​الحزب التقدمي الإشتراكي​"، إلى مواجهة لا مخارج لها إلّا على طريقة "يا غالب يا مغلوب"، في ضوء الإصرار الثابت من باسيل على انتزاع مقعد درزي لمصلحة حليفه النائب ​طلال أرسلان​، وتمسّك رئيس "الحزب التقدمي" ​وليد جنبلاط​ بحصر التمثيل الدرزي (3 وزراء في حكومة ثلاثينية) بحزبه وكتلته، وهو ما كان أبلغه إلى رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ حين التقاه الأسبوع الماضي، مؤكّدًا أنّه غير قادر على التسوية في هذا الموضوع".

ولاحظت أنّ "الوقت الضائع في مسار التأليف بدأت تملؤه إشارات مقلقة يُخشى أن تضيف عوامل تعقيد جديدة على عملية التشكيل"، متوقّفة في هذا السياق عند "رفع "​حزب الله​" منسوب تصويبه على أبعاد خارجية للتأخّر في ولادة الحكومة وكلامه عن نية لاستهداف عهد الرئيس عون وتقويض نتائج ​الإنتخابات النيابية​".

ولم تستبعد الأوساط أن "يكون هذا التصويب من "حزب الله" ذات صلة بالاندفاعة المتدحرجة بوجه الحزب، على خلفيّة أدواره في ​اليمن​، الّتي ارتفع مستواها في الأيام الأخيرة بدءًا من رسالة الخارجية اليمنية الّتي تضمّنت إدانة واحتجاجًا شديد اللهجة على "السلوك العدواني" لـ"حزب الله" بدعم "​حركة أنصار الله​"، ودعوة الحكومة اللبنانية إلى التصدّي له مع تلويح بـ"تدويل" هذا الملف، مرورًا بتأكيد السفير السعودي لدى ​الأمم المتحدة​ ​عبدالله المعلمي​ أنّ بلاده "ستتصدّى لـ"حزب الله" في كلّ مكان وتفضح ممارساته أمام المجتمع الدولي"، متّهمًا الحزب بـ"السعي إلى زعزعة استقرار الأمة العربية".