أوضح سفير ​لبنان​ في ​واشنطن​ سابقًا ​رياض طبارة​، أنّه "عندما بدأ الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ جولته الحالية، قال إنّ لقاءَه مع الرئيسي الروسي ​فلاديمير بوتين​ قد يكون أسهلَ من المفاوضات مع حلفائه في حلف "الناتو". غير أنّ الأمور تغيّرت خلال الجولة، إذ أعلن نائب وزير العدل الأميركي أنّ القضاء قد وجّه اتّهامات لـ12 ضابطًا روسيًّا تابعين للمخابرات العسكرية الروسية بالتآمر للتأثير على نتائج ​الإنتخابات الرئاسية الأميركية​ سنة 2016 لصالح الرئيس ترامب، كما حدّد الاتّهام أسماءَ الضبّاط المتّهمين"، مشيرًا إلى أنّ "أعضاء ​الكونغرس​ الديمقراطيين انتفضوا، مطالبين ترامب بمواجهة بوتين بقوّة في هذه القضية وعدمِ التساهل معه في المفاوضات المنتظَرة، ما أجبَر ترامب على التصريح بأنّه ذاهب إلى مقابلة بوتين "بمستوى توقّعاتٍ منخفض"".

وأكّد في حديث صحافي، أنّ "أحد أهمّ الأمور على طاولة هذه المفاوضات هو الملفّ السوري. بوتين سيركّز على رغبة ترامب بالانسحاب من ​سوريا​، وسيحاول جهده للوصول إلى هذا الهدف. ترامب سيَطلب تحييد ​إيران​ والميليشيات التابعة لها من المشهد السوري، علمًا بأنّ ​الإدارة الأميركية​ في صدد رفع مستوى العقوبات على إيران والميليشيات المتحالفة معها"، مبيّنًا أنّ "مستشاري ترامب يتخوّفون من أنّ الرئيس الأميركي لن تكون له اليد الطولى في هذه المواجهة، بخاصّة وأنّه سيكون له، كما طلبَ من الروس، لقاءٌ بينه وبين بوتين من دون حضور أحد سوى المترجمين".

وبيّن طبارة أنّ "حلفاء ​الولايات المتحدة الأميركية​ وبخاصة الأوروبيين، يتخوّفون أيضًا من هذا الإجتماع المنفرد، إذ إنّ ترامب كان قد اقترَح في اجتماع سابق معهم عودةَ ​روسيا​ إلى قمّة السبع الّتي كانت الدول المعنية، بما في ذلك أميركا، قد طردتها منها (كانت تسمّى مجموعة الثمانية) لأنّها احتلّت ​القرم​ وتدخّلت عسكريًّا في شرق ​أوكرانيا​"، منوّهًا إلى أنّ "الحلفاء يتساءلون هل إنّ ترامب، بعفويته وإعجابه المعلَن ببوتين، سيَعده بالعمل لعودة روسيا إلى قمّة مجموعة الدول السبع، كما فعلَ بالنسبة لزعيم ​كوريا الشمالية​ ​كيم جونغ أون​، عندما وعده في آخِر لحظة، بإيقاف التمارين العسكرية المشتركة في شرق آسيا؟".

وشدّد على أنّ "المشكلة تكمن في أنّ لا أحد يعلم كيف سيتصرّف ترامب في هذه المفاوضات، حتّى مستشاروه، ولكن ما يطمئنهم قليلًا هو الضغوط الّتي تمارَس عليه حتّى من أعضاء حزبه في الكونغرس، ومن الرأي العام الأميركي إلى حدٍّ ما، لعدمِ التساهل مع بوتين، أقلّه نتيجةً للاتّهامات الواضحة للاستخبارات العسكرية الروسية الّتي وجّهها لها ​القضاء الأميركي​".