تتبادل ​واشنطن​ و​طهران​ التهديدات الغاضبة منذ يوم الأحد الماضي عندما حذّر الرئيس الايرايني ​حسن روحاني​ ​الولايات المتحدة​ من اللعب بالنار وان النزاع مع ايران سيكون "ام جميع المعارك".

وفي رسالة مباشرة الى روحاني غرد الرئيس الاميركي بالحرف الكبير على تويتر "إياك وتهديد الولايات المتحدة مجددا وإلا ستواجه تداعيات لم يختبرها سوى قلّة عبر التاريخ". وهددت ايران بانها ستردّ بإجراء مضاد اذا حاولت الولايات المتحدة منع صادراتها النفطيّة.

ومع استمرار الولايات المتحدة في تشديد الخناق على طهران رغم ابقاء ترامب الباب مفتوحا امام امكان التفاوض على اتفاق مع طهران، تهدد ايران باغلاق ​مضيق هرمز​ واللجوء الى الخيار العسكري للرد على التهديدات الاميركيّة.

وتقول مصادر عسكرية ودبلوماسية غربيّة ان القدرات البحرية الإيرانية ليست مجهزّة بشكل جيد لإغلاق مضيق هرمز بشكل كامل، وان هذه التهديدات يمكن ان تمثل خطرا على المضيق.

والمعروف ان المضيق المذكور يمثل أهمية كبيرة للتجارة العالمية، حيث يمر عبره حوالي أربعين في المئة من الانتاج العالمي للنفط كما يتم تصدير ما يقارب 17 مليون برميل من النفط عبره كل يوم، وبالتالي فان التهديدات التي قد يتعرض لها، سواء كانت جدية ام لا، قد تؤثّر بشكل كبير على حركة الاسواق نظرا لان جميع مستوردي النفط او الغاز الطبيعي في العالم بما في ذلك الولايات المتحدة يعتمدون على المرور الامن للشحن عبر المضيق.

وذكرت المصادر بأن المخاوف بشأن المنطقة موجودة منذ عقود، لكنّ الازمة بدأت هذه بعد ان طلب الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز

بزيادة انتاج النفط حيث تجاوزت نسبة الصادرات النفطية ​السعودية​ عشرة ملايين برميل يوميا، وهو ما يفوق الحصص المتّفق عليها في اطار سياسة الدول المصدّرة للنفط اوبك.

ولفتت المصادر الى ان الرئيس الايراني حسن روحاني اثناء زيارته لسويسرا قال ردا على تجاوب السعودية مع ​الادارة الاميركية​ ان بلاده ستتخذ العديد من الإجراءات السياديّة لمنع الدول المجاورة لإيران من تصدير نفطها عبر مضيق هرمز، كما صدرت بيانات مشابهة من قبل قائد ​الحرس الثوري الايراني​ ​محمد علي جعفري​، والتي قال فيها بأن "مضيق هرمز اما ان يكون للجميع او لا لأحد".

ويبدو للمصادر ان هناك صعوبة كبيرة امام الإيرانيين في إغلاق المضيق لفترة طويلة هذا اذا نجحت في تعطيل العمل فيه لفترة قصيرة، لأنهم لن يستطيعوا الصمود في مواجهة اي هجوم مباشر من قبل البحرية الاميركيّة، وهذا ما ذكره عضو ​مجلس الشورى الايراني​ حشمت الله فلاحت بشه، عندما قال بان ايران لا يمكن لها ان تغلق المضيق، وان تصريحات روحاني الاخيرة هي للاستهلاك الإعلامي لا اكثر .

وفي هذا السياق، ترى المصادر نفسها في المقابل، ان تهديدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب وتصعيد حملته على ايران، يهدف الى تحويل نظر الشعب الاميركي عن الطريقة التي التقى بها نظيره الروسي ​فلاديمير بوتين​ في هلسنكي بمفرده دون ان يتمكن شعب بلاده من معرفة حقيقة ما نوقش وقيل في هذا اللقاء، اضافة الى عدم وجود تحركات عسكريّة اميركيّة كبيرة وشيكة .

وتعتقد المصادر ان الخطر الحقيقي من نزاع او مواجهة مسلّحة خطيرة في المنطقة، تبقى بين طهران وإسرائيل في حال حصل خطأ جسيم في المناوشات القائمة حاليا بين الدولتين على الاراضي السورية.