أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ هناك تدخلاً خارجياً وعقداً تعرقل ​تشكيل الحكومة​، مشيراً إلى أنّ أهمية الحكومة على الصعيد الداخلي تكمن في أنها هي التي سترسم السياسة المقبلة لرئيس البلاد ورئيس المجلس بعد أربع سنوات، متحدّثاً عن معركة على هذا الصعيد.

وفي حديث إلى تلفزيون "الجديد" ضمن برنامج "الحدث" أدارته الإعلامية كاترين حنا، اعتبر أنّ أبو فاضل ​السعودية​ هي التي تضغط في هذا السياق، ملاحظاً أنّه كلما ضغط العهد باتجاه عودة النازحين السوريين إلى بلادهم كلما تعقدت مسألة الحكومة أكثر، وهذه قصة تاريخية، لافتاً إلى أنّتجربة ​اللاجئين الفلسطينيين​ تتكرر اليوم مع النازحين السوريين.

وقال أبو فاضل إنّ الرئيس ​سعد الحريري​ تراجع عن كل وعوده التي توصل إليها مع ​الرئيس ميشال عون​ والوزير ​جبران باسيل​ بموجب ​التسوية الرئاسية​، وكذلك النائب السابق ​وليد جنبلاط​ والدكتور ​سمير جعجع​ يصعّدان إلى أبعد الحدود، متحدّثاً في هذا الإطار عن أحجام منفوخة.

حقيبة الدفاع لن تُسنَد للقوات اللبنانية

وأكد أبو فاضل رداً على سؤال، أنّ حقيبة الدفاع لا يمكن أن تُسنَد إلى ​القوات اللبنانية​، لأنّه كان هناك تشنّج بين ​الجيش​ والقوات طيلة الفترة الماضية، مشيراً إلى أنّ ممارسات القوات تجاه العهد كانت سلبية جداً، وخصوصاً تجاه الوزير جبران باسيل، مشدّداً على أنّ اتفاق ​معراب​ انتهى ولم يعد يساوي شيئاً.

واعتبر أبو فاضل أنّ لا نوايا صادقة من القوات تجاه التيار، كما أنّ الثقة ضُربت بين الفريقين، لافتاً إلى أنّ معركة ​رئاسة الجمهورية​ فُتِحت باكراً، وقال إنّ رئيس الجمهورية يعتبر أنّهم يحاولون تطويق وإسقاط الوزير باسيل بعملية ترشحه لرئاسة الجمهورية.

وشدّد أبو فاضل على أنّ الاتفاق بين القوات و​التيار الوطني الحر​ كان اتفاقاً تاريخياً أدّى إلى تهدئة الشارع، لكن القوات يتناغمون مع أيّ فريق آخر إذا كان ضدّ العهد، وهم يعتبرون أنّ الاتفاق يعني ضمنياً أنّ جعجع هو من يفترض أن يصل إلى الرئاسة بعد عون.

السعودية تضغط لعدم تشكيل الحكومة

واعتبر أبو فاضل أنّ هناك اتفاقاً واضحاً بين الحريري وجعجع وجنبلاط، مشيراً إلى أنّ السعودية تضغط لعدم تركيب الحكومة والسعودية تضغط لعدم فتح قنوات تواصل بين ​الحكومة اللبنانية​ ونظام الرئيس ​بشار الأسد​، محذراً من أنّه إذا بقي ​النازحون السوريون​ نحن نتجه إلى الخنادق وحمل البنادق.

وأكّد أبو فاضل أنّه يرفض التفكير المذهبي والطائفي، متحدثاً عن مشكل في البلد إذا لم يعد النازحون السوريون إلى ​سوريا​، معرباً عن اعتقاده بأنّ مشكلة النازحين لا تزال قائمة طالما أنّ هناك فريقاً في لبنان يرفض الحوار مع ​الدولة السورية​ والتنسيق معها لتأمين عودة النازحين.

ولفت أبو فاضل رداً على سؤال، إلى أنّ العهد أنجز الكثير من الأمور من ​قانون الانتخاب​ و​الموازنة​ إلى التعيينات وغيرها، إلا أنّه أشار في الوقت نفسه إلى أنه إذا لم ينجز العهد شيئاً وأعاد النازحين السوريين إلى بلادهم فهذا إنجاز يكفي، مشدّداً على أنّ السعودية ضربت التسوية الرئاسية وهي لا تريدها.

مصالح متبادلة بين لبنان وسوريا

واعتبر أبو فاضل أنّه لولا الرئيسين ميشال عون و​نبيه بري​ والوزير جبران باسيل، لما عاد الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة بعد أزمة احتجازه في المملكة العربية السعودية، وشدّد رداً على سؤال، أنّ فريق ​14 آذار​ بكلّ مكوّناته كان عميلاً للنظام السوري في لبنان، من الرئيس ​رفيق الحريري​ إلى الوزير وليد جنبلاط وغيرهما.

وأكد أبو فاضل أنّ الرئيس ميشال عون وجميع الفرقاء يدركون أنّ العلاقة مع سوريا هي علاقة تاريخية، مشيراً إلى أنّه لا يقول هذا الكلام لأنه مغرم بعيون الرئيس السوري بشار الأسد، بل لأنّ هناك مصالح متبادلة بين البلدين، محذراً من أنّه إذا بقي النازحون في لبنان سيتغيّر وجه لبنان، مجدّداً في هذا السياق رفضه لمطلب إعطاء الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي الجنسية لأولادها.

باسيل لن يطلب موعداً من الحريري

وأكد أبو فاضل رداً على سؤال، أنّ رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لن يطلب موعداً من الرئيس الحريري، وأنّ الأخير يعرف أين المشكلة، وعليه أن يتدبّر أمره لتشكيل الحكومة. وأشار رداً على سؤال آخر، إلى أنّ اللقاء الأخير بين الوزير باسيل ورئيس ​المجلس النيابي​ نبيه بري كان لقاء جيّداً، معرباً عن اعتقاده بأنّ الجلسة كانت جلسة مصالحة أكثر منها لقاء لبحث العقد الحكومية وحلها.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الحريري يجب أن يكون هو الضمانة لقوى 14 آذار في الحكومة، لأنّه قادر على إسقاط الحكومة بمجرد استقالته، ما يعني أنّ هذا الفريق ليس بحاجة لثلث ضامن أو معطل، باعتبار أنّ الحريري وحده قادر على لعب هذا الدور. واستبعد أن تحصل تنازلات، مشيراً إلى أنّ الرئيس الحريري ربما يكون في خطر اليوم أو تحت التهديد، لا يجرؤ لا على تشكيل الحكومة ولا على عدم تشكيلها.

عدم التنسيق مع سوريا انتحار

وانتقد أبو فاضل رفض البعض التنسيق مع ​الحكومة السورية​ في شأن ​ملف النازحين السوريين​، واصفاً ذلك ب​الانتحار​. ولم يرَ مانعاً في المقابل من وجود ​اللواء​ ​علي المملوك​ ضمن اللجنة المشتركة التي يمكن أن تُشكَّل على هذا الصعيد بموجب المبادرة الروسية، لافتاً إلى أنّ الأخير هورئيس مكتب الأمن الوطني السوري.

وشدّد أبو فاضل على أنّ اللواء المملوك لا علاقة له بالاتهامات التي وُجّهت إليه في قضية الوزير السابق ​ميشال سماحة​، لافتاً إلى أنّ الأخير استُدرِج من جانب المخبر ​ميلاد كفوري​، ولا شيء يثبت وجود أيّ صلة للواء المملوك بالموضوع، خصوصاً أنّ سوريا ليست بحاجة إلى ميشال سماحة في حال أراد تنفيذ أيّ مخطط.

المرجعية الأمنية الصالحة

ونقل أبو فاضل عن اللواء علي المملوك نفيه له شخصياً أيّ دور له في قضية الوزير السابق ميشال سماحة، ولفت إلى أنّ اللواء المملوك إلى أنه المرجعية الأمنية الصالحة في سوريا للتعامل معها في أي قضية ذات طابع أمني، وهو المستشار الأمني للرئيس السوري، كما أنّه رئيس مكتب الأمن الوطني، بمعنى أنّ كلّ ​الأجهزة الأمنية​ في سوريا تتبع له بصورة مباشرة.

واستغرب أبو فاضل رداً على سؤال، كيف يرفض البعض التنسيق مع الجانب السوري أو أن يكون اللواء المملوك جزءاً من اللجنة المشترك، في حين أنّ هناك حوارات ثلاثية تحصل شهرياً في ​الناقورة​ مع العدو الإسرائيلي الذي ارتكب المجازر في حق اللبنانيين، برعاية ​الأمم المتحدة​.

القوات تريد حقيبة الخارجية

وبالعودة إلى ملف الحكومة، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ القوات اللبنانية تريد ​وزارة الخارجية​ من خلال مطالبتها بالحصول على حقيبة سيادية، ملمّحاً إلى إمكان عدم مشاركة القوات في الحكومة إذا لم تحصل على وزارة الخارجية. ولفت رداً على سؤال، إلى إمكان أن يتنازل الوزير جبران باسيل عن الخارجية في حال حصل التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية على الثلث الضامن.

واعتبر أبو فاضل أنّ العقدة الدرزية يمكن أن تُحَلّ في حال تدخل الرئيس نبيه بري، لكنه أشار إلى أنّ الأخير بحنكته وذكائه قد يكون تلقى مؤشرات بأنّ الحلّ ليس ميسّراً الآن. ولمّح إلى إمكان حلّ هذه العقدة من خلال توسيع حصّة ​الطائفة الدرزية​، بحيث يحصل ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ على ثلاثة حقائب، على أن يوزَّر المير ​طلال أرسلان​ في الوقت نفسه.

الحريري لم يعد حراً

وتحدّث أبو فاضل عن رابط بين العقدتين الدرزية و​المسيحية​، ما يؤشر إلى ضغط سعودي على هذا الصعيد على حد قوله. واعتبر أنّ السعودية تدير كل شيء في لبنان في ملف تشكيل الحكومة، بما فيها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ الحريري لم يعد حراً في تشكيل الحكومة.

وعلى صعيد العقدة السنية، اعتبر أبو فاضل أنّها لا تزال غير قابلة للحلحلة حتى الآن، بالنظر إلى أنّ الرئيس الحريري يرفض توزير أيّ شخصية سنية من خارج إطار ​تيار المستقبل​ إلا في إطار المبادلة مع رئيس الجمهورية، كاشفاً أنّ الأخير يسعى لتوزير شخصية سنية مهمة هو الأستاذ أحمد عويدات، وهو شخص كفوء ومشهود له.