لفتت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، إلى أنّ "​أوروبا​ وجدت نفسها في خلافات مع ​الولايات المتحدة الأميركية​ بعد سريان مفعول دفعة العقوبات الجديدة الّتي فرضتها واشنطن على ​إيران​"، مبيّنةً أنّ "هذه العقوبات ستستهدف الشركات الّتي تواصل التعامل التجاري مع طهران بغرامات مالية وتقييدات أخرى".

ونوّهت في مقالها الإفتتاحي بعنوان "نهاية نظام عالمي"، الّذي تناولت فيه الخلاف الأوروبي مع الولايات المتحدة بشأن إعادة فرض العقوبات على إيران، إلى أنّ "بروكسل منحت بعض الحماية القانونية للشركات الأوروبية الّتي تواصل التعامل مع إيران، بيد أنّ معظمها لا يرجّح أن يجازف بتحدي هذه العقوبات".

وأوضحت الصحيفة أنّ "الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، وهو في فورة نجاحه في التعامل مع ​كوريا الشمالية​، يعتقد أنّ الموقف المتشدّد سيقود إلى محادثات جديدة مع إيران ستُحسّن الإتفاق الّذي عقده سلفه ​باراك أوباما​ معها. وهو يسند مطالبه تلك بالتلويح بالخيار العسكري، كما فعل مع بيونغيانغ"، مركزًّة على أنّها "ليست المرّة الأولى الّتي يكون فيها الرئيس الأميركي سعيدًا بكسر الإلتزام بموقف دولي عام، معتقدًا أنّ طريقه فقط هو الطريق الصحيح".

وأشارت إلى "ترحيب الدول الّتي تخشى نزعة طهران التوسعية، كما هي الحال مع ​السعودية​ و​إسرائيل​، بإصرار ترامب على أنّ أي اتفاق جديد يجب أن يشمل كلًّا من البرنامج النووي ودعم ​الإرهاب​"، لافتةً إلى أنّ "الثمن الّذي سيدفع لتحقيق ذلك هو التفكيك التدريجي، لما اُعتيد على أن يكون مقتربًا غربيًا موحّدًا في التعامل مع تهديد دول مثل إيران و​روسيا​"، مستنتجةً أنّ "سياسة ترامب "أميركا أوّلًا" تحطّم النظام العالمي المتواصل منذ عام 1945 شيئًا فشيئًا، وستطال عواقبها بعيدة المدى ​بريطانيا​ بعد الخروج من ​الاتحاد الأوروبي​ وبقية العالم".