دعا رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوّض كلاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة جديدة في اسرع وقت، "تضمّ حصّة وازنة تكون أكثرية اللبنانيين من أصحاب الكفاءات والكفّ النظيف والأوادم، لكي تحدث صدمة إيجابية سياسياً واقتصادياً".

واكد معوض في كلمة القاها خلال حفل العشاء السنوي لجمعية المساعدات الاجتماعية، الجمعية التوأم مع "مؤسسة رينه معوض"، أنه "يمكن ان نفهم اليوم أن تكون المصالح السياسية المتضاربة قد اوصلت اتفاق معراب الى العناية الفائقة، لكن لا يجوز ان يطغى التكتيك على الاستراتيجية، وسأبقى مؤمنا بأن اتفاق معراب ضرورة استراتيجية ليس فقط على الصعيد المسيحي إنما على الصعيد الوطني، وسأستمر في السعي لتقريب وجهات النظر لمصلحة الجميع".

وأجرى ما اسماها "جردة حساب" للمسار والأداء والخطاب الذي اعتمده منذ مرحلة ما قبل الانتخابات، فأكد على صحة هذه الخيارات، التي تجلّت بعدم المساومة على شعار "لبنان أولا" على الصعيد الوطني، ومناطقياً، عدم المساومة على شعار زغرتا الزاوية" أولاً، مؤكدا اننا أثبتنا بالكلمة وبالفعل أن زمن المساومات على مصالح زغرتا الزاوية وعلى حسابها انتهى الى غير رجعة"، مضيفا: "معركتنا هي ان نضع حدا لمنطق الزبائنية والتبعية. الإنماء بالنسبة لنا سياسات وتخطيط لتكون كل خطوة نقوم بها ضمن إطار مشروع هادف، وليس مشروع من هنا ومشروع من هناك. علينا مناقشة السياسات لتقديم الأفضل للجميع، وليس ان نحوّل المؤسسات العامة لباب للخدمات الشخصية على حساب المصلحة العامة".

وشدد على أنه "لم يعد بمقدورنا الاستمرار في لبنان مع سياسيين أغنياء وشعب فقير. لا نستطيع ان نبني دولة ضمن منطق المحاصصة والصفقات والسمسرات، ولا يمكننا طلب مساعدة المجتمع الدولي ونحن لا نمارس تقشفا في إدارة الشأن المالي ولا نطبّق أي خطوات إصلاحية ولا نوقف الفساد المستشري والزبائنية السياسية".

وطلب عدم الرهان على الحصول على المساعدات الخارجية أو القروض أو المشاريع إذا لم نبدأ بالإصلاح الجوهري داخلياً، من خلال وقف الفساد والبدء بالمحاسبة، التي تتطلب قضاء مستقلا وتفعيل دور المؤسسات الرقابية، مضيفا: "لا إصلاح حقيقيا، من دون فصل الإدارة عن ال​سياسة​"، مشددا على "ضرورة وقف تسييس الأمور، كالاقتصاد، والقضاء، والرياضة والإدارة وغيرها"، معتبرا أنه "على الدولة ان تكون هي المرجع الوحيد للجميع، طالبا من السياسيين التوقف عن التدخل بكل الأمور لأن الصراعات السياسية تدمّر المؤسسات وتدمّر الإدارة".

ورأى ان "الخطوة الأولى في مسيرة كسر الاحتكار في زغرتا الزاوية تحققت، ومنها سننطلق الى متابعة مسيرة الألف ميل"، كاشفا أنه "بصدد تشكيل لقاء يضم كل مكونات زغرتا الزاوية الجغرافية والأهلية، لوضع برامج مشتركة وسياسات عامة وإنماء زغرتا وكل قرى وبلدات الزاوية.

وفيما أشار إلى أنه "ضد "شخصنة" الخلافات السياسية"، أكد معوض اصراره على "الحفاظ على أفضل العلاقات مع النائب طوني فرنجية و"تيار المردة" رغم الاختلاف في الرؤية والنهج السياسي"، مشددا على ان "يده ممدودة للعمل مع كل القوى الحزبية والعائلية والمدنية، مع الحلفاء والاخصام بالمعنى السياسي، لما تقتضيه مصلحة زغرتا الزاوية"، مضيفا: "التوازن في زغرتا الزاوية ليس أبدا مجرّد توازن بين قوى سياسية. التوازن هو توازن بين نهجين لإعطاء الناس حرية الخيار، وترسيخ حق التعددية، وكسر منطق الوكالة الحصرية بين الناس وحقوقها بالدولة".

وفي ما خص موضوع بلدية زغرتا، اكد معوض اننا لن نقبل ان نكون شهود زور في المجلس البلدي، كاشفا عن "قرار تم اتخاذه برفع الغطاء السياسي عن البلدية، وسيترجم هذا القرار من خلال استقالات وخطوات واضحة وعلنية مقبلة، اذا لم يتم تصحيح الوضع في المرحلة المقبلة بسرعة وبشكل جذري، مؤكدا ان هذا الأمر لن يمنعه من الاستمرار في العمل لاعادة الإنماء الى زغرتا الزاوية، موضحا ان الإنماء البنيوي والمستدام سيطال ساحل ووسط وجرد زغرتا الزاوية".

في سياق متصل كشف معوض عن وساطة قد حصلت منذ ايام قليلة من قبل الرعية في سبيل السعي الى معالجة الامور من خلال العودة للاتفاقات المعقودة على مستوى اتحاد البلديات وبلدية زغرتا، مضيفا: "ان حصل هذا الامر يكون ربحاً للجميع وليس ربحا لطرف على حساب طرف آخر، فكل زغرتا الزاوية خاسرة في الوضع القائم اليوم"، لافتا الى انه سيعطي هذه الوساطة الفرصة اللازمة بكل ايجابية تحت سقف مصلحة زغرتا الزاوية واهلنا في زغرتا الزاوية وبعيدا عن اي اجندات سياسية، من دون ان نقبل او نغطي بأي شكل من الاشكال استمرار الواقع الحالي وسياسية التسويف والمماطلة".

واشار الى أن "العمل بدأ على صعيد إعادة إطلاق "حركة الاستقلال" كحزب سياسي منظم ومتطور وعصري إنطلاقاً من الشمال لكل لبنان"، مؤكدا ان "هذا الحزب سيحمل مشروع دولة فؤاد شهاب وثوابت ونهج رينه معوض، وحلم كل شاب وشابة في لبنان بدولة عصرية وحديثة ومزدهرة".