رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب ​عثمان علم الدين​، أن البعض لا يريد الاقتناع بأن محاولاتهم فرض الشروط على رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، لن تفلح في تركيب الصبغة الحكومية وفقا لحساباتهم ومصالحهم السياسية، مؤكدا أن الحريري لم ولن يرضخ للضغوط، ولن يرضى بأن يتجاوز أي كان مهما علا شأنه وكبر حجمه صلاحياته الدستورية، مشيرا الى أن لبنان لا يُحكم إلا بالتوافق بين مكوناته، وبالتالي فإن الذي يريد تنصيب نفسه وكيلا في ​تشكيل الحكومة​ للحصول فيها على حق الفيتو، عليه أن يتنبه ويعي أن للآخرين رأيا معاكسا لتوجهاته، وللرئيس المكلف رؤية واضحة في كيفية تشكيل حكومة وحدة وطنية لا غلبة فيها لأحد على أحد.

ولفت علم الدين، في تصريحات لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى أن الأوضاع في لبنان لاسيما الاقتصادية والاجتماعية منها، ما عادت تحتمل المزيد من إضاعة الوقت في اللعب على حافة الهاوية، وعلى الجميع بالتالي أن يتواضعوا ويقدموا التنازلات لتسهيل ولادة الحكومة وطمأنة اللبنانيين حيال المرحلة المقبلة، فالناس كفروا بالإملاءات الخارجية والتسويات الاقليمية على حساب الدستور، والأهم أنهم كفروا بالمصالح الحزبية والشخصية غير المنطقية.

وأكد علم الدين أن البلاد لا تحتمل وجود طواويس سياسية، وبالتالي على من يعتبر نفسه داعما للعهد، أن يومّن مساحة من التوافق بين اللبنانيين على غرار ما يفعله الرئيس الحريري لتشكيل حكومة هذا العهد، لا أن يضع العصي في الدواليب وينصب نفسه طاووسا سياسيا على الآخرين، مشيرا في السياق نفسه، الى أن الرئيس المكلف يسير بين الألغام متسلحا بالدستور وبنتائج ​الانتخابات النيابية​، ويرفض بالتوازي المواجهة مع المعتدين على صلاحياته التي تشكل خطا أحمرا لدى ​كتلة المستقبل​، "فلا يتوهمن أحد بأن رئيس الحكومة المكلف سيخضع لعمليات الابتزاز أو لمحاولات أي كان بفرض أمر واقع على المعادلة الحكومية".