يفرض عيد الأضحى المبارك عطلة قسرية على القوى السياسية الوطنية والاسلامية الفلسطينية في ​لبنان​، عطلة هي أشبه بـ"استراحة محارب" ومرحلة ترقب وانتظار وإلتقاط أنفاس، لما ستؤول اليه التطورات السياسية والامنية المتسارعة في الداخل، مع تزايد الحديث عن التوصل الى "تسوية" مع "اسرائيل"تقوم على تهدئة" طويلة الأمد مع "حماس" برعاية مصريّة، بشأن غزة وفك الحصار عنها وفتح المعابر وانشاء مرفأ بحري نحو قبرص وسواها وتداعيات ذلك على الوحدة الفلسطينيّة في ظل تزايد الشرخ والانقسام الحاد بعد مراوحة المصالحة الوطنية مكانها... بل العودة خطوات الى الوراء والى المربع الاول.

وأبلغت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى "النشرة"، خشيتها من أن يدفع "العمل المشترك" في لبنان المزمع اعادة العمل به في اعقاب عطلة عيد الاضحى المبارك، بعد وساطة قام بها رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ بين حركتي "فتح" و"حماس" في لبنان، ومعهما فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"تحالف ​القوى الفلسطينية​" وبمواكبة من اعضاء المكتب السياسي "محمد الجباوي، حسن ملك وبسام كجك"، الثمن مجددا لخلاف الداخل، ما يفتح ابواب المخيمات ويهدّدها باحتمال توتير أمني "مفاجىء"، عبر دخول "الطابور الخامس" لايقاع الفتنة.

وأشارت المصادر، الى ان القرار الفلسطيني في لبنان، بات أقرب الى الالتزام بتعلميات "القيادة الفلسطينيّة" في الداخل بعد توافق دام سنوات على اعتبار الساحة الفلسطينيّة في لبنان استثنائية، تتطلب الوحدة وتناسي الخلافات لتشكيل مظلّة حماية لأمن واستقرار المخيمات والجوار اللبناني، في ظل ما كان يجري من تطورات سياسية وأمنية في المنطقة وخاصة في ​سوريا​.

واوضحت ان حراك بري المكثّف في المرحلة السابقة كان استباقيا، لرأب الصدع منعا لزيادة الشرخ والخلاف في لبنان في مرحلة أحوج ما يكون فيها اللاجئون بحاجة الى الوحدة لمواجهة خطة انهاء وكالة "الاونروا" وتصفية ​حق العودة​، بعد القرار الاميركي اعتبار ​القدس​ عاصمة لـ"اسرائيل" ونقل السفارة الاميركية اليها، وخفض التقديمات المالية لدعم الاونروا" ما سبب عجزا ماليًّا كبيرا، ما زالت الوكالة تترنح تحت تداعياته الى الان، دون ان تلوح في الافق مؤشرات جدية لسدّه في القريب العاجل.

تطوران ايجابيان

وبانتظار ما ستؤول اليه الايام المقبلة، طرأ تطوران ايجابيان على مستوى عمل ​وكالة الاونروا​، الاول تبرّع الامارات العربيّة المتحدة بمبلغ 50 مليون دولار لبرامج "الأونروا" (التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الإجتماعية) لجميع ​اللاجئين الفلسطينيين​ في مناطق عملياتها الخمسة، وهي خطوة مهمة على طريق سداد ما تبقى من العجز المالي الذي يفترض أن يصبح الآن 167 مليون دولارا، والثاني اعلان المفوض العام بيار كرينبول خلال جلسة استثنائية للجنة الاستشارية في عمان عن بدء العام الدراسي لطلاب وطالبات الأونروا الـ526,000 في موعده في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي غزة والأردن ولبنان وسوريا، بعدما كان مهددا بالتأجيل نتيجة العجز المالي الذي تعاني منه، حيث نوّه الى ذلك بأن المخاطر الجمّة التي تواجهها الوكالة ما زالت قائمة، ومهما بلغ الخيال مداه لم تخرج من حالة الخطر.