أكد النائب ​فيصل كرامي​ أن "في ​لبنان​ لا مفر من تناول الشأن السياسي بصراحة، وهو شأن بقدر ما هو معقد بقدر ما هو بسيط. شئنا ام ابينا الواقع السياسي في بلدنا مرتبط بتأثيرات خارجية تتصل بكل ملفات الازمات في المنطقة، والتأخير في تأليف ​الحكومة​ بوسعه ان يمتد لأشهر طويلة ولأسباب يتم ابتكارها بسهولة، وطبعا يرافق ذلك سجالات ومواقف من نوع الموقف الذي اتخذه رؤساء الحكومة السابقون، بالمقابل، فإن حصول اي تسوية خارجية تتعلق بالوضع الحكومي في لبنان من شأنه ان يلغي كل ذلك وكأنه لم يكن وتولد الحكومة بسحر ساحر".

وفي حديث صحفي له، وضع كرامي "الأعذار والمبررات والسجالات المرافقة لتأليف الحكومة في سياق هي تضييع الوقت ولإلهاء الناس، وهي ايضا نوع من التجاذب التصعيدي بانتظار ما سيكون. في النهاية الحكومة ستتشكل، او عندئذ لكل حادث حديث".

ولفت الى أن "اختيارنا تسمية ​سعد الحريري​ لتأليف الحكومة لم يكن نابعا من ثقة بالرجل لكي نسحب هذه الثقة اليوم، وإنما لسببين اثنين، الاول التوافق اللبناني العام حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وبالتالي فمن الطبيعي ان يشكلها صاحب الكتلة السنية النيابية الاكبر، والسبب الثاني الوعد الذي صدر عن رئيس الجمهورية منذ بداية عهده وهو ان حكومة ما بعد ​الانتخابات النيابية​ ستكون بمنزلة حكومة العهد الاولى وسيكون برنامجها ​مكافحة الفساد​ والهدر".

ولدى سؤاله عن احتمال اطاحة مسألة العلاقة مع ​سوريا​ بتكليف سعد الحريري، أشار الى "أنني اعترض هنا على ان هذا الموضوع يمكن ان يطيح بتكليف الحريري لأن كلمة اطاحة توحي بشيء سلبي ضد الرجل وفعليا سبق للحريري ان قال بأنه في حال استجدت امور لا تتماشى مع قناعاته في العلاقة مع سوريا فإنه سيعتذر او سيستقيل، وهذا سلوك سياسي طبيعي في بلد ديمقراطي مثل لبنان".

وأوضح كرامي ان "طبيعة العلاقة بين لبنان وسوريا حاليا لا تحتاج الى تطبيع كما تردد بعض الجهات، فهناك علاقات دبلوماسية بين الدولتين وهناك تنسيق امني يقوم به المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​ بصفته مبعوثا شخصيا لرئيس الجمهورية اللبنانية، وهناك ايضا اتصالات على اعلى مستوى".

وأشار إلى أن "العلاقة بين لبنان وسوريا قد تحتاج الى مزيد من التنسيق وإلى اعادة تفعيل وهذا امر يقرره اللبنانيون والسوريون ولا ينبغي ان يشكل معضلة لأحد في الخارج او الداخل لأن مصالح لبنان العليا هي فوق كل اعتبار".

وبالنسبة لما يتم التداول به حول ربط تأليف الحكومة بمعركة إدلب، أكد كرامي "انني أنا شخصيا لا اميل الى ربط الظرف السياسي الذي اوصل الى انتخاب العماد ​ميشال عون​ رئيسا للجمهورية بظرف عسكري سواء في حلب او في غيرها. وفعليا، اتى انتخاب الرئيس عون في مناخ من الهدوء النسبي بين ​السعودية​ و​ايران​، واليوم لا اميل ايضا الى ربط ولادة الحكومة بتطور عسكري في ادلب او في غيرها، ولكن لا يغيب عني وعن الجميع ان تأخر ولادة الحكومة يتم في مناخ من التنافر الكبير بين السعودية وايران".