لفت رئيس المحاكم الشرعية الجعفرية العليا الشيخ محمد كنعان في كلمة له خلال إحياء إحياء الليلة السادسة من ​عاشوراء​ في مقر ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ إلى أنه "تبقى فاجعة الطف عصية على النسيان لا ينتابها ​الخمول​ ولا تعتلجها الاستكانة، فهي قد خرجت من عالم الاخلاد الى الارض، متفلتة في اقواس من الدنو الى سدرة المنتهى والتدلي لاحياء النفوس البشرية من خلال احيائها شعيرة وعبرة وعِبرة وطهرا واشياء تعجز الوصف. ولقد امتازت بانها نهضة ولاّدة كتب الله لغيرها العقم ولها كل البركة حين نسبها الله وصاحبها الى نفسه، وعلمنا المعصوم عليه السلام ان نقول: السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، ومن كان الله ثاره فانه حتما سيتكفل بابقائه وترا موتورا في القلوب، وان اقسى ما يحمل بالقلب ان يطلب منه لنبضه تفسير. ومما لا ينبغي اغفاله بين يدي سيد الشهداء عليه السلام، ان هذا التنامي والتجدد لحضوره الافقي والذي ينضح لنا في كل يوم جديدا، لهو امر داخل في صلب السياق التاريخي للاولياء الذين سبقوا الوقت فجعل الله لهم كل الوقت مستتبعا لفهم حركتهم نحو الصلاح والاصلاح، فحكى سبحانه على لسان مؤمن ال فرعون حين خاطب قومه ناصحا لهم وكانوا اسارى الضلال والتكبر والعمى فقال: فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد"، وفي طيات قوله (فستذكرون) ما يستبطن ان عامل الزمن كفيل في كشف المغاليق التي استعصت على المعاصرين للحدث، وان استذكار الاجيال الاتية لهذا الموقف يجعلها تعيد النظر في ضلالات وقع بها اسلافهم فيتجنبوها او على الاقل لا يضعونها في موضع المعروف لانها من مندرجات المنكر، وقد عمل امير المؤمنين عليه السلام على ترجمة هذه النظرية اي ابقاء التاريخ تحقيقا مفتوحا لا يملك احد ان يغلق البحث فيه فقال عليه : غدا ترون ايامي ويكشف لكم عن سرائري وتعرفونني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي".