لفت رئيس المجلس التنفيذي في ​حزب الله​ سماحة السيد ​هاشم صفي الدين​ خلال احياء الليلة الثامنة من عاشوراء في قاعة الوحدة الوطنية في مقر ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ إلى ان "المرجعية الحكيمة عندما وجدت ان العراق باكمله مهدد وان الشعب العراقي مهدد اصدرت فتاوها الشجاعة والحكيمة، وهي فتوى تستقي قوتها من الامتثال الى شجاعة وقوة ابي عبد الله الحسين ،فانقذت العراق وشعبه وابعدت هؤلاء الطغاة والوحوش"، مشيراً إلى أن "ثقافة الانتماء الى الامام الحسين هي مليئة بالبركة، لكن يبقى السؤال ان نعرف كيف نستفيد منها او نأتي اليها؟ ان من يلجأ الى الامام الحسين فهو الذي يربح وهو الذي يكسب، وهذه التجارب امامنا، ليس في المقاومة العسكرية فحسب، قد يظن البعض ان الحديث عن الحسين محصور في موضوع القتال والدماء والشهادة، وهذا ليس صحيحا، فهذا ليس كل القضية، الامام هو مدرسة في العلم والمعرفة والتربية، كما انه هو الامام والقدوة والبذل من اجل المجتمع والوطن ومن اجل الامة ومن اجل امور كثيرة وعظيمة".

وأشار إلى أن "هذه هي تجربنا في حزب الله وحركة امل طوال كل السنوات الماضية من خلال هذه الوحدة التي جمعها حب الحسين والكثير من العناوين والقضايا، وانما الاهم هو الانتماء العقائدي والثقافي والمشروع الواحد، لقد تمكنت هذه التجربة ان تقدم نموذجا كبيرا وصالحا، كانت هذه التجربة تحت ابوة ورعاية المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وقدمت الى الوطن تجربة عظيمة استفاد منها الجميع، كما اسلفت مع سائر المخلصين حتى لا نستثني احدا قدمت اروع التجارب في التضحية والبذل والعطاء ونكران الذات، وان لم نكن قادرين على التخلي عن بعض الخصوصيات من اجل المصلحة العامة من اجل الوطن والقضايا الكبرى، فما هو الصبر والتضحية ؟ التضحية تحتاج الى فعل وهذا الفعل لا يقوى عليه الا الشجعان، وحينما تنازلنا وقدمنا التضحيات وتحملنا الالام والجراح والشهداء والاسرى في سبيل ان نحرر وطننا وصلنا الى النتيجة المطلوبة في حزب الله وحركة امل وكل المخلصين في هذا الوطن، حررنا الارض واعدنا الارض الى الوطن، وما زلنا الى اليوم نساهم في هذه الوحدة وفي هذا الانتماء الحسيني الصادق نساهم في بقاء الوطن قويا ومنيعا، لا اريد ان افصل التحديات التي مررنا بها خلال السنوات الماضية والتي كانت شاهدا على ذلك".

وأضاف: "كل الذين انتقدوا وتحدثوا هل هم متضررون فيما قدمته المقاومة في سبيل الدفاع عن لبنان؟ هل هم متضررون من التضحيات او كانت شغلتهم يعدون الشهداء وكانوا يعدون خطأ؟ حتى من كان يشمت في مكان او يمرك في تعبير اخر، وهذا عملهم. ولولا المقاومة والجيش والتضحيات ولولا سهر وتعب في كل صباح ومساء اين كان اصبح لبنان ؟ وفي ال​سياسة​ ايضا حينما تحالف "حزب الله" وحركة "امل" تمكنا ان نقدم تجربة جديدة على مستوى الانتخابات كما يقال ان هذا مستحيل كبلد في لبنان لكن تزحزحت الامور وتحركت بفعل هذا التحالف وهذه القناعة، ثم بعد الانتخابات الى يومنا هذا على مستوى تشكيل الحكومة وهي حاجة ملحة لكل اللبنانيين".

وتابع صفي الدين: "ان الذي فعله تحالف حركة امل وحزب الله هو انه سهل اكثر من اي جهة اخرى ولم يتحدث عن مطالب تعجيزية كما يفعل البعض، وهذا يدل على الحرص والثقافة الوطنية وانا اقول هذه الثقافة تعلمناها من سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام، و دعوتنا اليوم كما هي دعوتنا في كل يوم ان انقاذ الوطن من اي محنة ومشكلة وازمة كل هذا يحتاج التضحية ورؤية وعقل ومعرفة، وخلاصة هذا هو الطريق والنهج الذي تعلمناه من سيد الشهداء لنبقى جميعا على هذا الحب نلتقي، ولنبقى على هذه التضحية جميعا نلتقي لنبني لانفسنا ايمانا ثابتا راسخا في دنيانا لنبني لاخرتنا مقاما عظيما ودرجة كريمة في جوار الامام الحسين بن علي عليه السلام".