أكد وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال ​سليم جريصاتي​ ان "القضاء في لبنان بخير بالرغم من كل ما يقال، لاننا في عهد وولاية رئاسية نسهر على ان يكون للقضاء ضمانات". وشدّد جريصاتي خلال كلمة القاها في اجتماع عقد في ​وزارة العدل​ امام وفد من ​القضاة​ المتدرجين الذي نجحوا في المباراة الاخيرة للدخول الى معهد الدروس القضائية، على "أن وزارة العدل ليست وزارة وصاية على مرفق عام، انتم تنتمون الى سلطة دستورية مستقلة عملا بالمادة عشرين من الدستور، ودخلتم الى مؤسسة من مؤسسات الصمت الكبرى، لكن دخلتم الى سلطة من السلطات الثلاث المنصوص عليها في الدستور، فهناك كما تعلمون سلطة التشريع وسلطة الاجراء والتنفيذ، وسلطة القضاة التي انتم عنصر من عناصرها اليوم. ليس لديكم فئات، ودرجتكم هي درجة تقدمكم في العمل القضائي. انتم بضميركم وقلمكم لديكم الاستقلالية، حصانة القاضي وحصانة المتقاضين متشابهة، كما لكل متظلم الحق بأن يجد قاضيا له، وهو ما يسمى بحق التظلم".

وأضاف جريصاتي "ان وزارة العدل التي تستقبلكم اليوم لتهنئكم على انتهاء تدرجكم، ساهرة في الوقت عينه على هذه السلطة، أي على أدائها وحصانتها وضماناتها، فعبارة ضمانة المتقاضين والقضاة وردت في المادة عشرين من الدستور. وتوجّه الى القضاة بالقول: "لقد بدأتم مسيرة قضائية جديدة، والقضاء في لبنان بخير بالرغم من كل ما يقال، ونسهر على ان يكون للقضاء ضمانات، هنا لا اتكلم فقط عن الضمانات المادية بل ايضا عن الضمانات المعنوية، انتم سلطة تقر لذاتها ما يخدم ذاتها، والمطلوب شيء واحد عندما تلتحقون بالمحاكم على انواعها سواء كانت القضاء الجالس او الواقف، وهو أن النصوص موجودة، وان كانت بحاجة الى بعض التعديل والتحسين، لكن حسن تطبيق النصوص عائد لكم، والارتكاز عليكم، ونصيحتي لكم في مسيرتكم القضائية ان لا تتأثروا بأحد، لان قوتكم من ذاتكم، فلا تخافوا من سلطة قيادية عندكم، لان ليس هناك سلطة هرمية عليكم. لا أحد يأمركم. هناك طبعا من يسهر اذا حدث شطط لا سمح الله فيمسك بيدكم ليردكم عن الشطط، لكن لا احد يأمركم في عملككم". وتابع ان"النقطة الثانية والاهم في هذه المسيرة القضائية هي انكم تستطيعون ان تقولوا كلمتكم عندما يجب ان تقال، ولكن عندما تنطقون باحكامكم ابتعدوا عن ال​سياسة​ ومسالكها لانها وعرة، وعن الاعلام والاعلان، فانتم قضاة، والصمت زينة الاقوياء. فالاقوياء في السلطة لا يتكلمون، ليسوا بحاجة كي يتملكوا.