أكّدت مصادر لصيقة بمشاورات تأليف الحكومة، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، إلى أنّ "رحلة التأليف بلغت أمتارها الأخيرة، على عكس الأجواء التشاؤمية الّتي يحاول البعض تعميمها"، مشيرةً إلى أنّ "المشاورات قطعت شوطًا كبيرًا ولم يبق منها إلّا القليل".

ولفتت إلى أنّ "القوى المعنية متفاهمة على الإطار العام وعلى توزيع الحصص، وعلى العدد الأكبر من الحقائب، وبالتالي باتت الخلافات محصورة حول عدد محدّد من هذه الحقائب"، مركّزًة على أنّ "الأمتار المتبقّية من الرحلة قد تحتاج وقتًا لاجتيازها، بحثًا عن الإخراج المناسب الّذي يسمح للقوى المختلفة في الخروج من "حلبة المشاورات"، غير مكسورة. ولهذا، فإنّ البحث جار عن صيغة لإخراج لائق على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، الّتي تحتّم على كلّ جهة تقديم تنازل للوصول إلى تشكيلة حكومية ترضي الجميع".

وشدّدت المصادر على أنّ "الجولة الأخيرة لعملية التأليف ستنتظر عودة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ من رحلته الأميركية، خصوصًا أنّ الأجواء الداخلية باتت مهيّأة لمبادرة ما يفترض أن ترى النور بعد عودة الرئيس من الإجتماعات السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك بعد قرار التهدئة الّذي اتّخذه رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​، وردّ عليه "​التيار الوطني الحر​" بالمِثل. وهي مؤشرات إيجابية لا ينبغي تجاوزها".